في فيلم المعركة الكبرى للصحون الطائرة وكما ذكرت لكم في المقال السابق (ستجدون الرابط في نهاية هذا المنشور) مثلت تيرونا البطل المضاد لدايسكي، لكن في المسلسل اختلف الأمر كثيرًا، وتم تحويل البطل المضاد من شخصية واحدة لعدة شخصيات تنتمي لجانب العدو وهو قوات فيجا، وبالطبع لعبت كل شخصية دورها الخاص وكانت لها حبكاتها الخاصة، بعض الشخصيات لعبت دور البطولة وبعضها مساند البطل وبعضها الآخر كاتم السر، وبعضها لعب أدوارًا هامشية لمساعدة الشخصيات الأخرى على إظهار صفاتها ومكنونها.
البطل المضاد الرئيسي هو فيجا الكبير، دراميًا ظهر فيجا الكبير بشخصه أو بصوته أو بتوجيهاته في كافة الحلقات، إذن كان له الحضور الدرامي المطلوب، وكان له هدف درامي قوي ومتطور أيضًا.
هدف فيجا الأساسي كان التوسع الاستعماري وبناء إمبراطورية مترامية الأطراف وصفها بالسيطرة على الكون، ورغم وجود وريث وحيد له هو ابنته روبينا إلا أن هذا الحلم كان عميقًا بداخله وسعى له على مدار السنين.
واجه فيجا عقبات كثيرة لبلوغ هدفه، وقد طورت هذه العقبات هذا الهدف شيئًا فشيئًا.
تحكي القصة أن نقص الموارد اللازمة لتحقيق هذا الطموح دفع فيجا الكبير لاحتلال نجم الملاك الأزرق في البداية كونه غنيًا بالموارد الطبيعية.
وعندما حصل على ما يكفيه من الموارد اتجه لتسليح جيشه وأثار جريندايزر إعجابه وكان من الواضح أن نجم فليد كان يفوق نجم فيجا علميًا وهو ما أثار فيجا الكبير، لهذا طور هدفه للحصول على جريندايزر، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، فيفشل فيجا في خطته ويهرب دايسكي بجريندايزر.
يعود فيجا لتطوير هدفه ويقسمه لشقين:
– استكمال تسليح جيشه.
– العثور على جريندايزر واستعادته.
وبالفعل يتمكن فيجا من غزو واستعمار العديد من الكواكب مثل مورو وولفز وروبي وزاري وغيرها الكثير، ويطور من جيشه ويبدأ حملاته البحثية حتى يجد جريندايزر على الأرض، فيبني قاعدة الجمجمة على القمر لتكون مركزًا الهجوم.
بعد عدة صراعات يدرك فيجا الكبير قوة جريندايزر وتمسك دايسكي به فيطور من هدفه من جديد، وتصبح غايته تدمير جريندايزر لا الحصول عليه.
تتوالى الأحداث ويستنتج فيجا الكبير أن دكتور أمون عقبة في طريقه وأن قاعدة الجمجمة بحاجة لخبرة علمية تساند القيادة العسكرية فيرسل الوزير زوريل في محاولة لتحقيق التوازن في القوى.
يزداد الصراع حدة بتطور سلاح كوجي من التيفو لسبيزر، وبخسارة فيجا لمصدر الطاقة، فيبدأ بتطوير هدفه من جديد للبحث عن مصدر بديل للطاقة على الأرض بدلًا من تدمير حريندايزر.
تحل أزمة الطاقة فيعود فيجا لهدفه الأول ولكن تواجهه عقبتان هما:
العقبة الأولى: انضمام هيكارو لفريق جريندايزر وخروج السلاح الملاحي الذي ضاعف من قوة جريندايزر ومكنه من القتال في البحر.
العقبة الثانية: دمار كوكب فيجا وفقدانه لوطنه.
وفي ضوء هاتين العقبتين يتطور هدف فيجا ونفسيته كذلك، ويضطر للذهاب لقاعدة القمر ويصبح أقرب لقادته، وتزداد شراسته وإصراره على احتلال الأرض لتحويلها لوطن بديل، ويصبح جريندايزر وفريقه عقبة لابد من تدميرها.
ومع استمرار الصراع واشتداد معاناة فيجا يتطور شعوره بدوق فليد من مجرد عدو يحرمه لذه الانتصار إلى عدو يهدر كرامته ويهدد أمنه، فتبدأ الكراهية تلعب دورها في الصراع بدلًا من الطموح الاستعماري.
ينتهي صراع فيجا بموته بعد وشاية ابنته به وهي العقبة الأخيرة التي ظهرت في طريقه بحبها الجارف لدوق فليد وتخليها عن مساندة أبيها وتركها كوكب روبي في أشد أزماته وهو ما يهدد بالمزيد من الخسائر والضعف للإمبراطورية التي تنهار فعلًا.
ينهار فيجا معنويًا بعد موت ابنته ووريثته الوحيدة ويبدأ اليأس يتسرب لأعماقه ويصبح هدفه تحطيم الكل انتقامًا وتنفيسًا عن الغضب واليأس والمرارة والخذلان.
ظهر بجانب فيجا الكبير بطل ثاني في غاية الأهمية هو الوزير زوريل، حضر الوزير زوريل بدء من الثلث الثاني للقصة ولعب دورًا هامًا في أحداثها، وتطور دراميًا على نحو مدهش.
بدأ زوريل كعالم يؤمن بالعمل الجماعي ولا يقدر جريندايزر حق قدره، شخصية واثقة من نفسها تتسم بالثبات والزهو، لكن مع أول تجربة بدأ التحدي الشخصي لزوريل وشعر بأن جريندايزر قد أهدر كرامته العلمية أمام ممثل القوة الغسكرية جاندال، اشتعل الصراع داخل زوريل وبدأ عقله يتفتق عن خطة تلو الأخرى حتى أدرك عدوه الحقيقي وخصمه وهو دكتور أمون لا دوق فليد.
ظل هدف زوريل تحقيق مخطط فيجا أيًا كان سواء تدمير جريندايزر أو الحصول على الطاقة أو احتلال الأرض حتى حدث التحول الهائل في حياته، وهو مقتل ابنه على يد دوق فليد، عند هذه التقطة تحول هدف زوريل لهدف شخصي، وتولدت داخله كراهية مطلقة لدوق فليد واستمات لقتله حتى لو كان ذلك على حساب ابنة فيجا الكبير.
لعب الوزير زوريل دور كاتم السر في بعض المشاهد أيضًا لكنها كانت محدودة.
القائد جاندال والقائد بلاكي كلاهما لعب دور مساند البطل، لم تتطور الشخصيتان كثيرًا، ولم تكن لهما حبكات قوية، وكان دور جاندال مركزًا على إبراز أهداف فيجا الكبير وصفاته الشخصية وحالة إمبراطوريته ونقاط الضعف في صفوف قواته.
القائد جوس وجورمان ووايتر وزيجرا والمغوار هاروك والقائد يارا والمغوارة ماريان والقائدة ميناو والعالمة كيركا والبارونة نايدا والأميرة روبينا وغيرهم لعبوا أدوارًا ثانوية، وخصص لكل منهم حبكة صغيرة بهدف درامي واحد وقصير، وعلى سبيل المثال:
– حبكة ميناو جاءت لتبرز دناءة سياسة إمبراطورية فيجا ووعودها الغير موثوق بها.
– حبكة القائد يارا جاءت لتبرز السبب وراء سعي فيجا الكبير للحصول على جريندايزر وما كان سيفعله به وبدوق لولا هرب الأخير به.
– حبكة القائد جوس جاءت لتقدم السيناريو البديل الذي كان سيقع لو أن فيجا نجح في الحصول على جريندايزر.
– حبكة المغوار هاروك أظهرت كيف تتعامل قوات فيجا في تجاربها العلمية بقسوة وكيف تعامل البشر أو أشباههم كفئران تجارب دون رحمة.
– حبكة الأميرة روبينا جاءت لتطور من كراهية فيجا الكبير لدوق فليد، ولتعجل بنهايته ولكي تعلم دايسكي بعودة كوكب فليد للحياة.
لكن هؤلاء وغيرهم لم يكونوا أبطالًا دراميًا بأي حال من الأحوال، لم تتوافر لهم مواصفات الأبطال الدرامية: لا حضور كافي، لا هدف درامي للشخصية نفسها، لا بناء محكم للشخصية، لا تطور لها دراميًا أو نفسيًا أو اجتماعيًا.
اترك تعليقًا