زوريل يندفع نحو شاشة الاتصال ويتعثر على الأرض وهو يهتف بانفعال:
– يا فيجا الكبير يا فيجا الكبير!!
– ماذا حدث يا زوريل؟
– أزمة يا سيدي.. نكبة.. تمرد على الكوكب روبي!
– ماذا؟ ابنتي روبينا على الكوكب روبي روبينا ستقمع التمرد بالتأكيد.
– ولكن الأميرة غادرت الكوكب وهي في طريقها إلينا
– ماذا؟
*****
روبينا تطير بمركبتها الفهدة في الفضاء وسط الموسيقى الرومانسية الساحرة وهي منشغلة البال بما سمعته من أخبار، فكرها مشوش ويغمرها الشوق الجارف و.. يقطع فيجا الكبير شرودها إذ ينبعث صوته من جهاز الاتصال:
– روبينا، لماذا تركتي الكوكب روبي من واجبك أن تسكني في هذا الكوكب؟
– تركت الكوكب روبي لأنك خدعتني وأنا لا أقبل الخديعة يا أبي!
– ماذا؟ أنا خدعتك يا روبينا؟!
– سمعت وأنا على الكوكب روبي بأن دوق فليد ما زال حيًا، دوق فليد حي أليس كذلك؟
– ماذا؟
ثم يقطع فيجا الاتصال دون أن يجيب وتفهم روبينا من تصرفه بأن دوق فليد مازال حيًا فتبتهج وتؤكد الحقيقة لنفسها مرددة:
نعم دوق فليد ما زال حيًا!
*****
على ضفاف البحيرة يجلس دوق فليد على صخرة هادئًا وهو يعزف على قيثارته – بعد أن توقف عن العزف عليها لفترة طويلة ربما كانت آخر مرة حين كان جالسًا مع هيكارو بالقرب من المخيم وهي تترنم على نغماته وهو ما أثار حفيظة كوجي وقتها – وكان يتأمل بعينيه النمل الذي يسير على جذع الشجرة في انتظام، كان شارد الذهن يعيد ترتيب أوراقه الخاصة ومعطيات حياته الجديدة، فبعد شفائه من إصابته المميتة على يد موروس، وبعد تعافيه نفسيًا من فاجعة انفجار موروس أمام عينيه، بدأ دوق يستعيد حيويته وصحته مع حلول فصل الربيع، وبدأ يأمل في حباة جديدة على الأرض، وبدا أن علاقته بهيكارو بدأت تتطور بشكل كبير خاصة بعد تبدد مخاوفهما بسبب إصابته وموته القريب، في ذلك الوقت قطعت ماريا أفكاره وهي تناديه فالتفت إليها بهدوء ملقيًا نظرة باسمة ثم عاد إلى شروده، ولكنها عادت تهتف:
– يا له من شعور.. أخي..
أومأ لها إيجابًا دون أن ينطق بكلمة، لقد كان دوق غارقًا بشدة في أفكاره وعواطفه، لكن ماريا سألته:
– أخي هل الربيع الآن على كوكب فليد؟
كانت ماريا مراهقة صغيرة ولم تكن ناضجة للحد الذي يسمح لها بقراءة دواخل أخيها أو مراعاة احتياجه للهدوء والتأمل، أجابها دوق بتنهيدة حارة:
– الربيع يحل هناك قبل هنا!
– أذكر الأزهار الجميلة تغطي ضفاف البحيرة!
لقد جذبت تدخلات ماريا دوق فليد إلى بئر الدكريات دون رغبة منه، ففي حين كان يفكر هو بمستقبله دفعته هي للاتجاه المعاكس، ومع إتيانها على ذكر الزهور الفليدية على ضفاف البحيرة تذكر دايسكي وجه الأميرة روبيا التي صحبها معه في تلك البحيرة ذات يوم وجلس أمامها في القارب يعزف على قيثارته ويسدل جفون عينيه باسترخاء حتى قطعت هي شروده لتسأله:
– بماذا تفكر أن أبي أرسلني إلى كوكب فليد؟
– فبجا الكبير،، لماذا؟
لم يكن دايسكي مهتمًا بالأمر برمته وكان يعيش أيامًا حلوة مع نايدا وقد اصطحب روبينا في تلك الرحلة كشكل من أشكال الترحيب والضيافة للأميرة التي جاءت بدعوة ملكية لتقيم على كوكب فليد لفترة، ولكنه لم يتوقع إجابة روبينا على الإطلاق:
– يقولون أنه فعل ذلك ليجعلني عروسك!
– أوه لا مستحيل!!
لقد رد دوق على روبينا بتلقائية ودون أن يدري، ثم أدرك من ردة فعلها أنه قد تورط:
– أنت تكرهني أنت لا تصدقني!
حاول أن يتدارك الموقف هاتفًا:
– روبينا لم أقصد هذا إنما..
كان يحاول أن يشرح لها موقفه وأنه مرتبط عاطفيًا بفتاة غيرها وأنه لا يفكر في الزواج في تلك الفترة وأنه ليس على علم بمخطط مشابه أو أن علاقته بها لازالت في مرحلة مبكرة، حاول أن يقول شيئًا لكنها قاطعته بسؤالها:
– إذن كيف تشعر نحوي؟
أشاح دوق ببصره وهو يفكر في رد دبلوماسي للخروج من الأزمة ووقعت عيناه على الزهور الفليدية الحمراء على ضفاف البحيرة والتي كانت بلون شعر روبينا فأجابها:
– أنت جميلة كتلك الزهور!
واستطاعت مجاملة دوق أن تنجيه من الموقف مؤقتًا لكن الأميرة رحلت بعد ذلك بفترة، وعرف دوق أن والده كان يفكر فعليًا في تزوبجه منها ليضمن عدم هجوم فيجا على كوكبه، ولكن جرت الرياح بما لا تشتهيه السفن،غادرت روبينا لسبب غير معروف وبعدها بفترة بدأ الهجوم الأول واندلعت الحرب الشعواء، تذكر دوق انفجار القنابل وهجوم حرس فيجا الخاص على القصر وقتل والديه أمام عينيه، تذكر مشهد الدمار على كوكب فليد وهروبه بجريندايزر في يأس محاولًا إبعاد جريندايزر عن سيطرة فيجا الكبير والذي كان يسعى إليه في الأصل و..
وبينما دايسكي غارق في ذكرياته وصل كوجي وهيكارو، وهتف كوجي:
– ما الأمر تبدوان عاطفيين!
نهضت ماريا وهي تقول:
– كنا نتحدث عن كوكب فليد.
بدا على هيكارو التأثر ووجهت نظرتها لدايسكي الذي التفت إليها ثم عاد ينظر للبحيرة وهو يومئ لها برأسه إيجابًا، وجه بصره نحو البحيرة وأغمض عينيه بألم، ومدت هيكارو يدها تلتقط فرعًا من شجرة البامبو وهي تجيب ماريا:
– إنه موطنك وأعتقد أنك تريدين العودة إليه
توجهت صوب البحيرة وصنعت قاربًا بفرع البامبو وأطلقته أمام دايسكي المغمض العينين وأغمضت عينيها في خشوع وهي تصلي لضحايا كوكب فليد الذين كانت تؤمن بأنهم الآن حاضرين في فكر دايسكي وأنه متألم لأجلهم.
*****
وصلت الأميرة روبينا لقاعدة الجمجمة أخيرًا، التقاها زوريل فاتحًا ذراعيه لها فلم تعره اهتمامًا، وكان حوار طويل وقرار هام قد اتخذ بين فيجا الكبير ووزير العلم زوريل وبناء عليه أوكل أمر روبينا لزوريل حيث أصبحت تحت إمرته، كان هذا القرار من فيجا لتخوفه مما ستقدم عليه الأميرة العاشقة التي قطعت هذه المسافة غاضبة من إخفاء الحقيقة عنها ولكي تتثبت من الحقيقة بنفسها.
دخلت روبينا بزيها العسكري قاعة العرش ووقفت أمام خارطة اليابان التي وجدتها معروضة بالفعل فتحدثت لوالدها دون أن تواجهه:
– أحسب دوق فليد على هذه الجزيرة.. صحيح؟
– ماذا تفترحين أن تفعلي بالكوكب روبي؟
– هذا الأمر لا بهمني بإمكان زوريل تدبر الأمر تيابة عني.
– ماذا تعنين بالضبط؟
– أعني أنني سأذهب للأرض لازال هناك اتفاق بيني وبين دوق لم يتم.
– أي اتفاق هذا؟
– سنتزوج أنا ودوق ونعيش على الأرض كما كنا سنفعل على كوكب فليد لولا هجومك!
– هذا مستحيل!!
– لماذا؟
– أنت تعلمين أن هذا الزواج لم بكن ليحصل!
– أبي ..
– لا لن يحصل أبدًا إلا لو استسلم دوق فليد وسلمنا جريندايزر
– أبي ..
– لا
نظرت روبينا لأبيها بقوة وغادرت المكان مسرعة فلحق بها زوريل:
– ابتعد عن طريقي زوريل!
– لن أفعل عندي أوامر من فيجا الكبير تنوبن الذهاب إلى الأرض ولكن تذكري أن دوق فليد هو عدو قوات فيجا المتحالفة!
– أعرف ذلك!
وأشهرت روبينا مسدسها في وجه زوريل وعلت الصرامة ملامحها وهي تقول:
ابتعد .. إن لم تفعل أطلقت النار.. أنا جادة فيما أقول!
ذهل زوريل من تصرفها وقرر أن يثأر لكرامته منها وأن يثأر لابنه من دوق فليد، فتبع روبينا للأرض بعد ان أوهم فيجا الكبير أنه ذاهب لحمايتها وأن السبيل الوحيد الذي يجعل روبينا تغير رؤيها هو لقائها بدوق وتثبتها من حقيقة مشاعره وأن هذا الزواج الذي ظلت تحلم به طيلة ثمان سنوات لم يكن إلا تمثيلية سياسية لم تنتهي.
*****
التقت روبينا بجريندايزر في الجو ولم تصدق عيناها حين رأت دوق فليد في كابية القيادة وأخذت عيناها تدمع من الفرح وانطلقت تطير أمام الدوق، خاطبته من جهاز الاتصال هاتفة
– دوق .. ألست دوق فليد!
– من أنت؟
– أنا الأميرة روبينا من كوكب فيجا!
راحت تتأمله وتدمع عيناها من السعادة، لكن دوق كان ينظر إليها بتوجس وقد أعلمه حدسه بأن قدومها لا ينذر بالخير أبدًا.
– لم أحضر لأقاتل عندي أمر مهم جئت أتحدث عنه اتبعني!
هكذا هتفت روبينا في جهاز الاتصال وطارت بمركبتها أمام جريندايزر فلم بكن أمام دوق بد من أن يمنحها ثقته ولو مؤقتًا وتبعها فعلًا
في تلك الأثناء استطاع زوريل التسلل إلى الأرض وأخذ يراقب تحركات روبينا وما إن التقت بجريندايزر حتى أخذ يتبعهما بحذر.
في حقل زهور النانوها هبطت روبينا بمركبتها ونزل دوق من جربندايزر وخطى بضع خطوات حذرة، في حبن خلعت روبينا خوذتها وأسدلت شعرها الأحمر الطويل وراحت تركض تجاهه، اضطرب دوق من تصرفها وحسم أمره وهي على بعد خطوات منه فاردًا ذراعه في مواجهتها يمنعها من الاقتراب:
– قفي!
قالها بصرامة أدهشت روبينا التي كانت تهتف باسمه قائلة:
– دوق أردت أن أراك!
لهذا توقفت مندهشة ومنتظرة ردة فعل جديدة تساعدها على فهم الموقف، ظل دوق واقفًا كالتمثال وسألها بصرامة:
– ما الذي يثبت أنك روبينا حقًا؟
استدارت روبينا وهي تتنهد، لم تتوقع أن يشك الدوق في هويتها أو أن قلبه لا يدله عليها، قبضت على بضع زهرات وهي تذكر موقفًا جمعهما معًا بعيدًا عن الآخرين:
– أتذكر حين أعطيتني قاربًا لأركب؟ قلت إنني جميلة كالزهور.
قالتها ونفخت الزهور من يديها فطارت صوب دوق فليد وسقطت في راحة يده، كان دوق يذكر هذا الموقف فصمت برهة وقبض على الزهرة بتوتر وحزن قائلًا:
– طبعًا أذكر!
استدارت مواجهة لك تظن أنها قد نالت ثقته وأن اللحظة التي تمنتها قد شارفت بالفعل، إلا أنه صدها للمرة الثانية بقوله:
– ولكن دوق فليد الماضي مات!
– ماذا؟
– ما ترينه الآن هو عدوك!
– لا يا دوق لا يمكن أن أصدق أنك عدوي.
– ولكن أبي وأمي قتلتهما قوات دولة فيجا المتحالفة!
استدارت روبينا وهي تقول دون أن تواجه عيني دوق:
– حين أسمع كلامك هذا لا أعرف ما أعمل إلا أن أطلب مسامحتي.
استمر دوق في حديثه الصارم دون أن يلتفت لاعتذارها:
– كوكب فليد قد تلوث بآشعة فيجا ترون وأصبح ميتًا الآن، واليوم فيجا الكبير يهدد الأرض بمصير مشابه، لن أفقد وطني مرتين، لن أخسر أحبائي مرتين، فيجا الكبير خدع نايدا وميناو وجوس وضحى بهاروك من قبل، فيجا الكبير جند أطفالًا وزج بهم في الحرب دون ذنب، فيجا الكبير أسر الاطفال من كوكب فليد وغسل عقولهم.
سكت برهة ثم رفع رأسه وصوب نظره تجاهها هاتفًا:
– كيف أسامحك روبينا وبيني وبينك بحر من الدم؟!
التفتت إليه وقد دمعت عيناها وحاولت الاقتراب منه فأوقفها من جديد:
– لا تقتربي!
– ها
أغمضت عينيها لبرهة ثم نظرت إليه قائلة:
– دوق.. قطعت هذه المسافة من كوكب روبي لأراك.. لم أكن أعلم أنك على قيد الحياة، دعنا ننسى ما فات ونحاول بناء مستقبل أفضل.
صمت دوق مندهشًا من قولها، فاقتربت منه بحذر وهي تقول:
– دوق.. أبي لا يريد سوى الجريندايزر.. الجريندايزر فقط مقابل السلام وإنهاء الحرب.
ثار فجاة وهو يهتف:
– مستحيل!
– دوق..
– مستحيل!
في تلك اللحظة ظهرت مركبة زوريل في الأفق وهي توجه الشعاع صوب دوق وروبينا، فدفع دوق روبينا بقوة ليحميها واندفع مسرعًا نحو جريندايزر.
اشتعلت الحرب بين دوق وزوريل، وانضم فريق جريندايزر إليهم في اللحظة المناسبة، واستطاع دوق أن يدمر مركبة زوريل تمامًا، وعاد الفريق إلى مركز الأبحاث.
*****
في غرفة المعيشة جلس الفريق كاملًا مع دكتور أمون الذي بدأ الحديث:
– دايسكي.. ماذا حدث؟
– لقد التقيت الأميرة روبينا من فيجا يا أبي.
– الأميرة روبينا؟!
أومأ دايسكي برأسه وهو يقول:
– إنها ابنة فيجا الكبير الوحيدة.
نظرت ماريا لهيكارو بقلق وهي تسأل:
– أليست هي..؟
لم تستطع إكمال سؤالها ولكن دايسكي فهم مقصدها فأجابها بوضوح:
– نعم، هي يا ماريا.
والتفت إلى دكتور أمون مكملًا:
– عندما تشكك أبي في نوايا فيجا الكبير فكر في عقد تحالف قوي بين كوكب فليد وكوكب فيجا، وكانت روبينا طرفًا في هذا التحالف!
فهم دكتور أمون وكوجي ما يعنيه دايسكي، أما هيكارو فظلت هادئة فقد كانت تعلم بالأمر مسبقًا، ورغم توتر ماريا وتبادلها النظرات مع هيكارو من وقت لآخر فقد بدت هيكارو هادئة تمامًا.
سال كوجي:
– حسنًا وبعد؟
– قالت أن بإمكاننا إنهاء الحرب إن سلمنا جريندايزر لفيجا الكبير وأن هذا كل ما يطمع إليه.
هنا تحدثت هيكارو:
– ولكن أنت تعلم أن فيجا الكبير يطمع لغزو الارض دايسكي وأن لديه أزمة كبيرة في مصادر الطاقة.
أومأ براسه إيجابًا:
– اعرف هيكارو.. لقد أجبت روبينا بأن ما تطلبه مستحيل و …
قطع حديثهم أزيز جهاز الاتصال وانبعث منه صوت ياماذا يهتف:
“دكتور أمون.. هذه برقية من الوحش فيجا”
ركض الكل إلى غرفة المراقبة وهناك على الشاشة رأوا جميعًا مركبة روبينا وسمعوها وهي تهتف:
“دوق.. صدقني بإمكاننا إنهاء هذه الحرب.. إن لم ترغب بتسليم جريندايزر إلى فيجا الكبير فهاجم قاعدته المتبقية، سأنتظر ردك دوق وسنذهب معًا.. دوق سأنتظر حتى تأتي..”
اتسعت عينا دايسكي بدهشة، وتساءل دكتور أمون:
– ما الذي يحدث بالضبط؟
وهتف كوجي:
– دايسكي ماذا ستفعل؟
وهتفت هيكارو باسم دايسكي بقلق:
– دايسكي!
واندفع دايسكي مغادرًا الغرفة في صمت وتبعته هيكارو، ذهبا إلى الشرفة ووقفا صامتين كثيرًا، حتى قطع دايسكي هذا الصمت بقوله:
– سأذهب هيكارو!
– سآتي معك.. بل سنأتي جميعًا معك.. ذهابك خطر دايسكي ربما كانت حيلة!
– أعرف.. لكن.. إن تمكنا من القضاء على قاعدة فيجا …
لم يكمل عبارته ففهمت ما يعنيه، فامسكت يده وهي تقول:
– سنذهب معًا دايسكي!
أومأ لها إيجابًا، وبالفعل انطلق فريق جريندايزر بأكمله للقاء روبينا، ولكن ولسوء الحظ كانت مفاجأة جديدة بانتظارهم:
– دايسكي حشود الميني فو ظهرت انتبه!
هكذا هتف دكتور أمون في جهاز الاتصال، وبالفعل رآى دايسكي أعدادًا كبيرة من الميني فو تندفع نحوهم وتبعها صحن طائر متوحش، وبدأت المعركة، لقد استطاع زوريل أن يتصل بالقائد جاندال وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة وطلب منه أن يقوم بهجوم كبير على الأرض مستغلًا وجود روبينا، وكما تحالف زوريل وجاندال ضد القائد جورمان ودانتوس لم يجدا صعوبة في التحالف معًا ضد روبينا التي كانت تهدد أمن فيجا في تلك اللحظة، والتي تمكنا من التنصت على برقيتها لدوق فليد.
حاولت روبينا أن تكسب ثقة دوق وقاتلت الميني فو إلى جانبه ولكن أصيبت من الصحن المتوحش، وانتهت المعركة بالقضاء على كل وحدات ميني فو والصحن المتوحش، وأنزل دوق روبينا التي كانت تحتضر من مركبتها وأرقدها على الزهور، فرفعت يدها تمسك يده فامسك يديها بعد أن خلع خوذته وأظهر لها ملامحه لأول مرة بعد ثمان سنوات، همست له:
– دوق.. قاعدة فيجا على الطرف الآخر من القمر.
– لماذا تعطيني هذه المعلومات.
– أريدك أن تثق بي.
– لقد وثقت بك روبينا لهذا جئت.
– لقد أحببتك دوق.. اذكرني!
قالتها روبينا ولفظت أنفاسها الأخيرة، فنهض الدوق ونثر الزهور على جسدها وصرخ بلوعة وهو يدور حول نفسه متصورًا ما سيحدث في الغد، ومستعيدًا مشاهد الدمار على كوكب فليد، ومرتعبًا من أن ينال الأرض المصير نفسه بعد أن يشتعل غضب فيجا الكبير بعد موت ابنته الوحيدة.
أخذ يركض الدوق في حقل الزهور وكأن أشباح الماضي تطارده حتى وصل إلى حافة الجبل وصرخ باسم روبينا مخلدًا ذكراها على الأرض، ثم هدأت ملامحه وهو ينظر للشمس التي تشرق في الأفق ويراها بداية ليوم جديد وحاسم.
النهاية
اترك تعليقًا