حقيقة من الفيلم:
“عرضت تيرونا على دوق بعد ذهابه لها في محاولتها الثانية للاتصال به – بعد أن هددته بضرب الأرض ثانية إن لم يفعل – الذهاب معها لكوكب فليد، لكنه رفض وقال لها صراحة أنه يحب الأرض ويتمنى أن يصبح حبة من ترابها، وذكر صورة والد تيرونا وقال لها أن هدفها هو الحصول على جاتايجر فقط وقال لها أنه لم يكفها ما حل بفليد وأنها قطعت تلك المسافة فقط لسرقة جاتايجر وأنها أحرقت مدن الأرض البريئة، فطلبت منه تيرونا أن يرحل واستاء بلاكي من تصرفها، وقال أنه كان من الواجب عليهم أن يمسكوا به وأن يجبروه على الاعتراف بمكان جاتايجر ولو بالتعذيب، ولكن تيرونا نهرته وقالت أنها ستجد جاتايجر بطريقتها، ونزلت بمركبتها للأرض وهي تقول : “لو تمكنت من إيجاد جاتايجر بنفسي فسيوافق دوق على الذهاب معي لكوكب فليد” وعندما اشتعلت الحرب وأراد بلاكي قصف جاتايجر بالمدفع الشعاعي الحارق مستغلًا حواره مع تيرونا التي قررت أن تحاربه هي بنفسها – عندئذ لمحت تيرونا المدفع وهو يستعد للاطلاق وفزعت واندفعت تتلقى الضربة بشجاعة، ثم تماسكت رغم ألمها ونسفت المدفع كاملًا”
في الفيلم جسدت تيرونا وبلاكي جانب فيجا وجيشه بالكامل، وقد شرحت في منشور سابق كيف استُخرجت الشخصيات الأخرى كنايدا وروبينا وميناو وزوريل وجاندال والسيدة جاندال وبلاكي ويارا من هاتين الشخصيتين فقط، لكن أين الأميرة روبينا تحديدًا من هذا المزيج المتشابك؟ وما هي الصفات التي احتفظت بها شخصية الأميرة روبينا؟ وكيف كان دورها؟
أخذت الأميرة روبينا من تيرونا الصفات التالية:
ابنة العدو اللدود لدوق فليد والذي دمر كوكب دوق فليد وهو في الفيلم ياربان وفي الأنيمي فيجا الكبير.
الميل للسلام كحل لتحقيق الهدف الأساسي لها ولوالدها، تيرونا كانت تدرك الهدف الأساسي الذي لأجله يحارب والدها ياربان وهو جاتايجر، وروبينا كانت تدرك أن هدف والدها هو احتلال الأرض وتحويلها لوطن ثان والانتصار على جريندايزر كشكل من أشكال الانتقام لكرامته المهدرة، في الحالتين تيرونا وروبينا استخدمتا الحل السلمي ليس لتحقيق السلام ذاته ولكن لتحقيق الهدف الأساسي لياربان أو فيجا دون قتال.
التردد: تيرونا كانت قائدة الحملة العسكرية للأرض وكانت قراراتها مهزوزة ورخوة، وكان بلاكي – رغم أنه تحت إمرتها – دائم التذكير لها بواجبها، وكان يتخذ القرارات نيابة عنها، بل ويعارض قراراتها دون خوف منها، سلاح واحد كانت تستخدمه تيرونا لقمع بلاكي وهو نمرها الآلي أو فهدها الآلي الأسود إن شئنا الدقة، في الأنيمي كانت روبينا تحكم كوكب روبي باسم والدها وبسياسته، وكان هو يضع آماله فيها وقال عندما سمع باندلاع الثورة والتمرد في كوكب روبي “روبينا ستقمع التمرد بالتأكيد” كان مثل ياربان يضع ثقته فيها كونها ابنته وتمت تنشئتها على يديه، وكانت قرارات الأميرة روبينا أيضًا رخوة وغير مدروسة، فهي غادرت الكوكب روبي رغم اندلاع الثورة فيه بعد أن بلغتها أخبار غير مؤكدة عن بقاء دوق فليد على قيد الحياة، ورغم أن عليها التزام ومسؤولية عسكرية كونها حاكمة باسم أبيها وسياسته فإنها لم تجد غضاضة في مغادرة الكوكب في أسوأ حالاته – من وجهة نظر إمبراطورية فيجا – فقط لشعورها بالاستياء من إخفاء والدها حقيقة بقاء دوق على قيد الحياة ونظرًا لاشتياقها إليه.
الهوس بدوق فليد: تيرونا ظهرت في بداية الفيلم وهي تتأمل الأرض وتحدث نفسها بأن دوق يعيش هنا، وبدا عليها الشوق والحنين إليه: “ياله من كوكب جميل إنه مثل الياقوت الأزرق (من هذه الكلمة كان اسم كوكب روبي وهو الياقوت)، وعلى هذا الكوكب الجميل يعيش دوق فليد”، وكانت متألمه لتجاهله لمحاولتها الأولى للتواصل معه وانتظارها فترة طويلة: “دوق فليد لماذا لا ترد على تخاطري؟” وعلق بلاكي بأن ما تفعله هو ضرب من العبث، في الأنيمي روبينا أيضًا تحركت نحو قاعدة جمجمة القمر بدافع الشوق والحنين لدوق فليد، ووقفت أمام خريطة اليابان تقول: “أحسب دوق فليد في هذه الجزيرة” بل ونزلت للأرض يملؤها هذا الحنين: “دوق أردت أن أراك”
السذاجة: تيرونا لم تفهم ما قاله لها دوق صراحة حين التقاها: “دايسكي أمون هذا هو اسمي وشكلي كأرضي.. دوق فليد مات تيرونا.. أحب هذه الأرض الجميلة وأريد أن أصبح حبة من ترابها.. هذا مستحيل تيرونا.. والدك العظيم ياربان دمر كوكبي المسالم فليد.. أنت حقًا ابنة الملك ياربان العظيم..لقد قطعتِ كل هذه المسافة إلى الأرض لتسرقي جاتايجر بعد كل شيء.. لستِ راضية بفليد وحده لقد أحرقتِ مدن الأرض البريئة” لم تفهم تيرونا معنى كلمات دوق وتوهمت أنها لو وجدت جاتايجر بنفسها فستحل المشكلة ولن يبدو الأمر وكأن دوق قد سلمه لها بنفسه وأنه سيعود معها لفليد وسيعيشان بحب وسلام، روبينا في الأنيمي حملت ذات الفكر وقال لها دوق كلامًا مشابهًا جدًا: “دوق فليد الماضي مات، ما الذي يثبت أنك روبينا حقًا؟ أبي وأمي قتلتهما قوات فيجا المتحالفة، كوكب فليد قد تلوث بآشعة فيجاترون وأصبح ميتًا الآن.. ولكن..يالا الواقعة إذن كان فخًا.. لا يمكن أن تخدعيني ثانية”، وكما لم تذكر تيرونا جاتايجر صراحة وفهمها دوق فقد فهم دايسكي مقصد روبينا في الأنيمي على نحو مبطن، فالسلام لابد وله مقابل، والمقابل في الفيلم كان جاتايجر وفي الأنيمي إما جريندايزر لتتوالي الخرائب في الكون أو الأرض، والأوقع أنه جريندايزر لأن دوق لم يكن على علم بدمار كوكب فيجا.
أما عن مواقف تيرونا فقد تم حجز بعضها لصالح روبينا وهي:
استوحى فريق العمل اسم مركبة روبينا “الفهدة” من النمر أو الفهد الأسود المصاحب لتيرونا في الفيلم والذي كانت تستخدمه كسلاح.
تلقي تيرونا لضربة الشعاع في الفيلم مشابه لتلقي روبينا لضربة الشعاع في الأنيمي مع فارقين مهمين جدًا:
الأول: تيرونا انتبهت للشعاع قبل إطلاقه على عكس روبينا التي ظلت غافلة في اللقاء الأول والثاني، هذه اليقظة لم تكن في شخصية روبينا وإنما امتازت بها نايدا والقائد يارا وموروس، نايدا قدرت – بعد معرفتها بما حدث – أن هجوم فيجا وشيك واستعدت له، موروس قدر وجود قنبلة في جيجا جيجا بعد أن أفاق من سيطرة فيجا، القائد يارا قدر ما سيفعله به بلاكي وجاندال بعد أن تم رفض مقترحه للسلام وعدم إغراق سهل كانتو.
الثاني: هو رد الفعل السريع والحاسم: تيرونا انقضت بشجاعة على المدفع وتلقت الضربة ثم نسفت المدفع وهي تتهالك من الألم، نايدا اندفعت بتصميم نحو جيش فيجا ونسفت نفسها رغم ترجي دوق لها، موروس اختار أن ينفجر وحيدًا في السماء وأن يضحي بنفسه بشجاعة ليُبقي على حياة دوق، أما روبينا فقد انطلقت بطائرتها تدمر أعمدة شعاع العنكبوت بعد جملة دوق: “هل هذه من الثقة؟ أنت خدعتني! كنت مجنونًا حين وثقت بك” سمعتها فانطلقت بطائرتها وهي تقول: “لا يا دوق سأنقذك”
عودة لمواقف تيرونا التي تم الاحتفاظ بها لصالح روبينا:
نسفت تيرونا المدفع الحارق لتقطع الطريق على بلاكي وتمكن دوق من القضاء عليه، في الأنيمي لم يُحدث شعاع روبينا أثرًا كبيرًا في مركبة زوريل واستبدل تدمير المدفع الذي كان الأمل الأخير لبلاكي بإفشاء سر قاعدة القمر، لكن على عكس تيرونا التي أوضحت نواياها حين سألها دوق لماذا فعلت ذلك بأنها لم ترد له أن يموت قالت روبينا: “لكي تثق بي” نوايا الشخصيتين مختلفة تمامًا، تيرونا كانت تركز على دوق كما كانت تحدث نايدا نفسها قبل انفجارها، أما روبينا فكانت تركز على نفسها وعلى صورتها لدى دوق، وقدمت تفسيرًا لتصرفاتها الثلاثة: تدمير أعمدة شعاع العنكبوت، قصف زوريل، إفشاء سر القاعدة، كل ذلك لهدف واحد وهو كسب ثقة دوق، روبينا كانت تحب دوق وأرادت أن تثبت له صدق حبها لا أكثر، وعلى عكس تيرونا التي قالت لدوق أنها سعيدة لأنها ستصبح حبة من تراب الأرض كما يتمنى فقد طلبت روبينا من دوق أن يسمي أول زهرة على فليد باسمها وأنها لن تموت وستبقى دومًا بقربه، تيرونا أحبت ما أحبه دوق في حين لم تفهم روبينا من دواخل دوق إلا حنينه لفليد الذي يدركه الجميع حتى دون معرفتهم بعودة فليد للحياة ورغم أنه حنين بديهي.
وعلى الرغم من أن شخصية تيرونا في الفيلم كانت جدلية فعلًا لأنها جمعت معانٍ كثيرة إلا أن شخصية روبينا كانت أكثر جدلًا بين الجمهور الذي شاهدها وحدها وهام في مشاعرها، وعلى خلاف عمق تيرونا كانت روبينا مسطحة للغاية وجاءت دوافعها عاطفية بحتة.
وركز الأنيمي على قيمة الحب في نايدا التي استخرجت من تيرونا وعبر عنها في عنوان الحلقة: “زهرة حب أينعت في العلاء” في حين احتفظ لروبينا بخبر عودة فليد على يديها فقط في عنوان الحلقة بترجمته الصحيحة: “نجم الوطن البعيد” وليس “مواطن من كوكب بعيد” والعنوان جزء أساسي من الحلقة يوضح فكرتها الأساسية ودور الشخصية التي تظهر فيها أو الحدث الأساسي الذي سيحدث وسيغير مسار القصة.
والفارق الأخير والكبير بين روبينا وتيرونا هو مكانة روبينا لدى دوق، في الفيلم كانت مكانة تيرونا نابعة من طفولتها المشتركة مع دوق، ومع مشاعر حب في سن مبكرة لم يعترف هو بها حتى بعد موتها: “لو لم نولد في زمن به أسلحة لكان من الممكن أن نحب بعضنا”، ولم يرد في الفيلم إشارة من قريب أو بعيد تفيد بأن تيرونا كانت خطيبة دوق أو أن هناك حبًا صريحًا بينها أو مخططًا لتزويجهما إلا لو اعتبر المشاهدون مشهد حلية الشعر وزي تيرونا الأبيضبمثابة ثوب زفاف، في الأنيمي كانت طفولة الدوق وحبه الأول من نصيب نايدا رغم جملة دوق لنايدا: “أنت وأنا ترعرعنا على أن نكون أخوين”، وتم خلق قصة جديدة لروبينا لادخالها لحياة دوق، وابتكرت قصة الزيجة السياسية التي حتى الأنيمي لا يحمل إشارة صريحة لمُضيها قدمًا فعلًا، فالمتوفر في الأنيمي جملة روبينا: “لماذا تفكر بأن أبي أرسلني إلى كوكب فليد؟ يقولون بأنه فعل ذلك لكي يجعلني عروسك” وجملة زوريل: “حاكم نجم فليد كان يريد أن يزوج الدوق فليد من الأميرة روبينا لتحقيق السلام” وجملة دوق فليد: “لو لم نكن في حرب مع كوكب فيجا لكنت أنا وروبينا” كلها جمل مبتورة لا تفيد بوقوع الخطبة أو الزيجة، بل إن اللمسة السياسية التي اقترنت بها لم تأتِ عشوائية وإنما لتدلل بوضوح على فشل هذا المشروع السياسي والدليل هو هجوم قوات فيجا على كوكب فليد.
اترك تعليقًا