الندبة الحمراء او جرح دايسكي الملوث إشعاعيًا بالفيجاترون، هذا الجرح ظهر بشكل ضمني في الحلقة ١١ (الأشرار يعترضون الشمس الحارقة) ثم ظهرت قصته واضحة في الحلقة ٣٠ (حكاية الندبة الحمراء) ثم أخذ يؤلم دايسكي ويضعفه في ساحة القتال في الحلقات ٣٢ (تمرد على الأم) و ٣٣ (موت سلاح جديد) و٣٧ (اربط حياتك بأجنحة), و٤٩ (رأيت أخي في غروب الشمس الأحمر) و ٧٠ (إلى اللقاء يا ملك فليد)، وآلمه مرة واحدة في غير الحرب وبدون أن يكون لأشعة فيجاترون دور فيه وذلك في الحلقة ٤١ (انطلاق السلاح الملاحي) حين أصابته الشرارة الكهربائية بعد إغماء هيكارو المفاجئ في التدريب نتيجة الاجهاد الشديد والمحاولات المتكررة، وأزعجه جرحه في الكثير من الحلقات دون أن يعوقه كما في حلقة ليلة الاحتفال وقلعة طوكيو ستدمر السابعة السابعة مساء، وأخيرًا شفي جرحه في ساحة الحرب كذلك في الحلقة ٧١ (إلى اللقاء يا أعز صديق) وبعدها أغلق ملف الجرح للأبد، وكانت نهايته في الحلقة السابقة لظهور روبينا مباشرة، ما الذي يمكن أن بعنيه هذا؟!
هذا الجرح وصفه دكتور أمون بقوله:
“قد يكون جرح من الماضي التهب من جديد”
“جرحك ليس رضة عادية صدقني، يبدو وكأنك أصبت به منذ زمن بعيد، هل تذكر شيئًا”
“الشفاء تمامًا يتطلب بحوثًا على الأرض”
“انتبه.. إنه يهدد حياتك يا دايسكي”
دايسكي في المقابل بدا وكأنه لا يذكر بدقة كيف أصيب بهذا الجرح رغم حلمه به في الحلقة ٧١، دايسكي أصيب فعلًا بشعاع الميني فو لكن هذه الإصابة تعرضت فيما بعد لإشعاعات فيجاترون فتلوثت وسببت الجرح الدائم، الملاحظ أن هذا الجرح كان قابلًا للشفاء إلى حد ما، لقد هدأ والتأم ونسيه دايسكي لسنوات لا تقل عن ثلاث سنوات، إذن لماذا فتح الجرح من جديد؟ وهل هو مجرد نقطة ضعف لدى دايسكي؟ أم أن له معنى أعمق وأهم؟
قد يصدق كونه نقطة ضعف في حلقة تمرد على الأم وإلى اللقاء يا ملك فليد واربط حياتك بأجنحة، ولكن ماذا عن حلقة انطلاق السلاح الملاحي وموت سلاح جديد ورأيت أخي في غروب الشمس الأحمر؟
ولماذا شفي تحديدًا قبل ظهور روبينا ونزولها للأرض وعرض السلام المزعوم وأخبار كوكب فليد؟
جرح دايسكي هو رمزية لماضيه المؤلم الذي كان قد تعافى منه مؤقتًا ثم تجدد بهجوم فيجا واشتعال الحرب وخاصة في المرة الثانية بعد ظهور زوريل، وارتبط ألمه بسبب هذا الجرح بظهور أشخاص أو أشياء من ماضيه، ارتبط بظهور والدته المزيفة وبظهور ماريا وبظهور الملك فليد المزيف وكذلك بعصفوره القديم زاري زاري، في كل تلك المواقف اشتد جرح دايسكي وأعجزه كثيرًا، على عكس اشتداد ألمه في الحلقة ٣٧ الذي حمل معنى مختلف تمامًا، فلم يكن دكتور أمون يعرف أن دايسكي يتألم في كابينة القيادة، وكان كوجي مصابًا بارتجاج ويقول لهيكارو التي تطلب منه نجدة دايسكي “قوتي زالت” وكانت هيكارو تشعر بألم دايسكي وخطورة موقفه، بل إنها تنبأت به كذلك في بداية الحلقة، لهذا كان لألمه في هذه الحلقة معنى الجسر المتين بينه وبينها، وكان إشارة لحاجته إليها ولشجاعتها ورغبتها القوية في مساعدته، وكان بدايه ارتباط ماضي دوق بحاضره، كذلك اشتد جرح دايسكي في ساحة التدريب مع هيكارو في الحلقة ٤١، وكانت المرة الوحيدة التي لا يشتد فيها ألمه بفعل الفيجاترون لأن ألمه هذه المرة كان أرضيًا وكان سببه شرارة كهربائية، دايسكي كان رافضًا لضم هيكارو للفريق وكان خائفًا عليها وتعهد بحماية حياتها وهذا الألم كان خلال تدريبها ليرمز لصعوبة هذا الموقف بالنسبة له، ووقفت هيكارو جانبه تقول: “أنا السبب” وهي نادمة، وعزمت على استكمال التدريب وحدها لتلحق به في ساحة المعركة ونجحت، ولم يعاتبها دايسكي أو يتخذ ما حدث ذريعة للتراجع عن قرار ضمها وهو الأمر الذي أكمل معنى هذه الإصابة التي كانت تشير لنفسه لا لجسده وقتها.
ثم حين ظهرت ماريا نكأت جرح دوق فعلًا وشعوره بالذنب حين تركها وحيدة، لهذا اشتد ألمه وفقد وعيه وحيدًا لساعات في تمهيد درامي جميل لظهورها، وكانت ماريا جزء هامًا من ماضي الدوق استحق بداية بهذا الألم والقسوة، و في الحلقاين ٣٢ و ٧٠ اشتد ألم دايسكي في وجود والدته ووالده المزيفين في تعبير عن صراعه النفسي الشديد ومعاناته التي شوشته وأعجزته كذلك، فدايسكي الذي شهد مقتل والديه شهد أيضًا رؤيتهما من جديد في مفاجأة زلزلت كيانه وأشعلت ريبته واضطرابه، وكانت كالقنابل التي تنفجر من ماضيه لتضعفه وتحاول هزيمته.
ثم شفي جرح دايسكي على يد آخر صديق ظهر في القصة لينهي هذه المأساة وهو موروس، كما كان موروس آخر ما يربط دايسكي بماضيه كشخص، وبشفاء دايسكي انتهت أحزانه تمامًا، لهذا جلس يعزف من جديد بعد انقطاع طويل جدًا، فقد كان آخر ظهور له وهو يعزف في الحلقة ٤٧ (البركة تخرج نار جهنم) ثم الحلقة ٧٢ (مواطن من كوكب بعيد أو نجم الوطن البعيد وهي الترجمة الأدق لاسم الحلقة) جلس يعزف ويبتسم ويرقب النمل وهو يسير في خط منتظم، كان دايسكي يبدأ من جديد كأرضي يحلم بحياة جديدة ويخطط لها.
وعندما ظهرت روبينا بعد شفاء دايسكي في الحلقة ٧٢ لم يكن هناك أي معنى ضمني أو رمزية لألم حقيقي داخله، ما كان يعانيه دايسكي وقتها كان ألمًا أرضيًا لا فليديًا، كان وقتها أكثر قربًا للأرض لا لفليد، كان هو نفسه الذي عبرت عنه كلمات الأغنية في ختام الحلقة ٣٠ “يا دايسكي لا تنس أحزان ذلك البوم.. يا دايسكي عليك أن تنهض من الموت.. حتى لا تلق المحنة مرة أخرى” عندما عاد فليد وعاد معه مقترح للسلام لحماية الأرض مقابل بقائه فيها كان دايسكي يصارع فعلًا، لكن صراعًا جديدًا تمامًا ومختلفًا عن كل ما سبق.
اترك تعليقًا