هذا المنشور ذو طبيعة خاصة، وسيكون هو الرد الرسمي لمدونة D-H-Lovestory وصفحة #هيكارو_ماكيبا على التعليقات من شاكلة:
دايسكي ليس لديه وقت للحب
دايسكي فقط مقاتل
#جريندايزر قصة حرب بين الخير والشر ما دخل #الحب بالموضوع؟
لو كان قد أحب #هيكارو فلماذا لم نشاهد شيئًا صريحًا على الشاشة؟
لماذا تركها؟
هل مثل أخته، هو يشفق عليها
هذه التعليقات وأشباهها مستقبلًا لن تحصل على رد من الصفحة سوى برابط هذا المنشور، والآن لنبدأ:
الأعمال الفنية تختلف حسب مضمونها وحبكتها الأساسية فهناك المغامرات والخيال العلمي والقصة العاطفية والتاريخية والقتالية وهكذا، هذا التصنيف قائم فقط على الحبكة الرئيسية وهنا المحك، فالقصة حين تصنف عاطفية تكون قصة الحب بين اثنين هي موضوعها الرئيسي، ولهذا فالأحداث تدور حول هذه العاطفة وتستعرض مراحل تطور العاطفة وتحولها لارتباط من عدمه، وتستعرض كذلك الدوافع والمخاوف التي تلم بكل طرف، وبالطبع تعرض الآمال والأحلام، ويكون الهدف غالبًا لدى البطلين أن ينتهيا معًا، قد ينجحا أو يفشلا أو تترك النهاية مفتوحة حسب ظروف كل قصة، لكن المؤكد أن كل ما له علاقة بتلك القصة يأتي صريحًا وواضحًا، تعبيرات الحب، كلمات الحب، مونولوج داخلي يصارح فيه الأشخاص أنفسهم، نقاشات مع أصدقاء أو أقارب يبوح فيها البطل أو البطلة بمشاعره، تلميحات من الآخرين وهكذا، المقصود أنه يستحيل أن يخرج مشاهد من القصة ويسأل إن كان البطل قد أحب البطلة أم لا، فالحقائق غالبًا تكون واضحة وضوح الشمس وما يدار حوله الجدل هو شدة العواطف ، واقية الدوافع والمبررات وجمال التعبيرات وهكذا.
هذا إن كان العمل عاطفيًا، ماذا لو كان أي نوع آخر؟ هل سيخلو من الحب مقابل الحبكة الرئيسية؟ الجواب هو لا، لا يوجد عمل فني تقريبًا خال من الحب لأن الحب شيء طبيعي موجود في الحياة، ودمج الحب في القصة أيًا كان نوعها يجعلها طبيعية ومنطقية ومقنعة، من ناحية ثانية الحب من أهم الدوافع التي تحرك الإنسان وتغير آراؤه وسلوكه، لهذا لا يمكن التغاضي عن هذا الدافع وإغفاله.
كل ما في الأمر أن القصة الغير عاطفية تستفيد من الحب وتبني به وعليه ولا تستعرضه هو لذاته، فالبطل يحب البطلة كحقيقة في القصة لا مشكلة بحاجة لحل، ويتصرف بدافع هذا الحب بما يثري حبكة القصة الأساسية، ولهذا قد لا تظهر مشاهد صريحة أو اعترافات أو غيره، وتكون النهاية أكثر شمولية من قصة الحب، إذن قصة الحب موجودة لكن ليست العامود الأساسي الذي تدور حوله للأحداث لكنها دعامة أساسية والاستغناء عنها سيهدم القصة حتمًا.
الآن ماذا عن جريندايزر؟ جريندايزر كثصة مصنف حركة، قتال، ميكا، لهذا فحبكة العمل الأساسية تقوم على وجود صراع دامي بين طرفين (لا خير وشر فقط طرفين)، هذا الصراع يتطور ويتعقد٫ البطل لديه هدف درامي هو إنهاء الصراع، والقصة تنتهي بنجاح البطل وانهاء القتال، هذه هي الحبكة الدرامية البسيطة جدًا، تلاحظون أن لا دوافع أو قيم في هذه الحبكة، وأنها تبدو سطحية ومجوفة جدًا، وقد تثورون علي قائلين بأن هذا ليس جريندايزر الذي أحببناه، طبعًا أنتم على حق لأن هذه هي فقط الحبكة الأساسية، لكن الدعائم الأخرى هي ما ميزت القصة وزادتها جمالًا.
ثاني الحبكات في القصة كان وجود البطل في مكان يحبه وبصحبه رفيقة يأنس بها، هذا المعنى ظهر حتى في فيلم الصحون الطائرة و #جريندايزر_جيجا، الأعمال الثلاثة استخدمت قصة دايسكي وهيكارو كحقيقة مؤكدة لا مشكلة، حتى أن من لا يعرف المسلسل قد يظن حين يشاهد بعض اللقطات أنهما زوجان، هذا هو المعنى الذي أرادته القصة، شاب وفتاة يعيشان معًا، متقاربان، بينهما عاطفة، هو جريح النفس ويخفي عنها أسرارًا تمنعه من الانفتاح معها أكثر فأكثر، يقع حادث يضطر فيه للبوح بكل شيء، تعبر هي عن أن حبها له لم يقل، تتغير الفتاة وتأخذ صف حبيبها، يحاول حمايتها وإبعادها عن الخطر، تصر هي ويرضخ هو وتقاتل بجانبه وينتصران، هذه هي القصة ببساطة، لاحظوا أن التطور لا يصب في قصة الحب نفسها بل في الحبكة الأساسية، أما قصة الحب فثابتة تقريبًا.
استفاد جريندايزر من الحب ليطور من شخصية دايسكي كثيرًا ويجعله ديناميكيًا: يحب، يجبن، يرغب، يخاف، يتردد، يفزع، يضحي، يحمي وهكذا، كل المعاني البعيدة تمامًا عن الشفقة أو الأخوة.
استخدمت القصة.كذلك أعمدة كالصداقية بين #كوجي ودايسكي، والأبوة بين دكتور #أمون ودايسكي والخيال العلمي كمنكه رائع للقصة، ماذا عن الأخوة؟ لقد استخدمتها القصة كذلك بين دايسكي و #ماريا لأنها كانت العامود الذي لم يستهلك من قبل كثيرًا، فعلى الرغم من أن علاقة دايسكي بجورر كانت أخوية إلا أنها كانت محدودة الأثر دراميًا لهذا كانت مدخلًا جيدًا لماريا، ولو أن علاقة الحب بين دايسكي وهيكارو منعدمة لكان الأولى دراميًا إدخال شخصية تملأ هذا الفراغ، لكن بما أنه لم يكن هناك فراغ درامي من الأساس وكان العمل في مرحلة متطورة فلم يكن هناك مبرر لذلك.
الأهم أن قصة الحب التي جاءت كعامود داعم في القصة وبعيدة عن المركز قد عولجت بما يفترض لها أن تكون، لم يتم استعراضها كقصة لها بداية ووسط ونهاية وإنما هي حالة مستمرة تتعرض لبعض التقلبات لا أكثر، وبالطبع لا ترتبط بها مشكلات لا علاقة لها بالقتال، ولا يوجد متسع لإظهار الحبيبين يفيضان بكلام الحب آو تعبيراته الصريحة، جاء كل ذلك وسط الأحداث بطريقة سلسة وإبداعية، كلمة هنا، تظرة هناك، طريقة تعبير عن مشاعر معينة، اضطراب وهكذا، والأمثلة كثيرة جدًا.
السبب الأخير يفسر لنماذا حين نستعرض قصة حب دايسكي وهيكارو نركز على التفاصيل، قلنا من قبل أن هذا ليس لإقناع الجمهور بشيء ولكن هو استخراج وتنقيب عن الكنوز الدرامية المخبأة.
خلاصة القول: جريندايزر ليس قصة عاطفية تدور حول علاقة حب، لا هيكارو ولا نايدا ولا روبينا، قصة الحب في جريندايزر هي دعامة للحبكة الأساسية وهي حالة عاطفية لا قصة تبدأ وتتعقد وتحل، قصة الحب هنا جمعت دايسكي وهيكارو على مدار ٧٤ حلقة، قصة #روبينا من الماضي ولها مبرراتها الدرامية وليست محور العمل ولا الدافع الذي حرك دايسكي طوال ثمان سنوات، #نايدا كذلك قصة عابرة وذكرى من الماضي جاءت لتلهب عواطف دايسكي وتفتح جرحه، لعبت دورها الدرامي بنجاح، النهاية لم تعنى بقصة الحب بقدر ما عنت بالحبكة الأساسية، وجاءت مفتوحة لحد كبير، فلا دليل على عدم عودة دايسكي للأرض، ويكفي تذكر دايسكي لوجه هيكارو في الفضاء ليكون إشارة لما قد يحدث، وحتى لو ذكر جورو معها فهذا طبيعي لأن دايسكي أحب جورو كذلك ورباه مع هيكارو وكان جزء من هيكارو، وهذه ضربة قاصمة لنايدا التي نسي دايسكي اسم أخيها بينما هو يسبح في القضاء ويذكر حبيبته وشقيقها الأصغر.
اترك تعليقًا