ثمة مواقف بحياتي لا أستطيع نسيانها، ذلك اليوم في سويسرا حين وقف دكتور شبيلر صديقي القديم يتهمني بالخيانة والتواطؤ مع الفيجا، يومها ثارت أعصابي وانفعلت، ونادرًا ما كنت أخرج عن شعوري، لكن إحساسي بالإهانة بعد كل ما فعلت كان قاسيًا على نفسي، وكانت صدمتي في دكتور شبيلر لا حد لها، لكن ما لبثت أن عرفت بعدها أن الرجل بريء، فقد وجدناه مقيدًا في بيته وكان شخص ما ينتحل هيئته في المؤتمر ويلوث سمعتي عن عمد.
ويوم حكمت على #دايسكي بأنه تحول شيطانًا وأنه صار من الواجب طرده من الأرض، قلتها بقلب ينزف، لكن يومها رأيت #جريندايزر يدمر كل شيء، أصاب #هيكارو بعنف وكانت الفتاة تهذي باسمه في الوقت الذي استدعيت فيه قوات الدفاع لمواجهته، كان علي يومها أن أتمسك بطبعي العلمي، وأن أسمع لعقلي لا لقلبي، وكم كان هذا صعبًا ومؤلمًا، عرفت بعدها أن من ارتكب تلك الجرائم كان وحش من فيجا في هيئة جريندايزر فارتاح قلبي.
يوم أن شفي دايسكي من جرحه، ويوم خرج علي وذهب للقاء ابنة فيجا ويوم رأينا قاعدة فيجا بأعيننا، ويوم أخبرني كوجي بأن دايسكي كان ينوي التضحية بنفسه لإفناء قاعدة فيجا دون علمي، ويوم قضينا على فيجا الكبير، وأخيرًا يوم أخبرني دايسكي بأنه يفكر بالعودة لفليد بعد أن تعافى وعاد للحياة، كان الحدث الأخير هو الأقسى على روحي، لقد انتهت الحرب وسأعود عالمًا كما كنت أحب طوال حياتي، لكني سأعود وحيدًا أيضًا، سيرحل دايسكي ويترك فراغًا بنفسي لا يمكن ملؤه ولا بعلوم الدنيا.
ولكن بفكر عالم أيضًا كنت على يقين بأن دايسكي سيعود، لا لأنه رجائي؛ ولكن لما توقعت أن يجده على فليد، كان كوكب فليد قد تعافى لتوه من إشعاعات فيجاترون المميتة، وكان إعماره يحتاج للجهد والوقت الطويل والصبر والقوة البشرية، الأخيرة كانت الأصعب على الإطلاق، كيف لدايسكي وماريا التي لم تبلغ العشرين من عمرها أن ينجزا مهمة بهذا الحجم؟ حتى لو امتلكا عزيمة من حديد وقوة وصبر كمداد البحر؟! كان دايسكي موقنًا بذلك، لقد تناقشنا كثيرًا، تناقشنا ولم نتجادل، لكن ثمة عامل مهم كان يزيد النقاش صعوبة، إنه رغبة ماريا وطموحها الجارف، منذ أن علمت ماريا بأن كوكب فليد يعود للحياة وهي لا تنفك في جدال مع دايسكي، حاول إقناعها مرارًا بأنه يملك من الشوق والحنين أضعاف ما تملك لكن العودة لهناك ليست أمرًا سهلًا، منَّاها بزيارة لفليد يمًا ما فرضيت بذلك، حدث هذا قبل الحرب الأخيرة، لكن بعد القضاء على فيجا لم تقنع ماريا بزيارة إلى هناك، بحس مراهقة مفعمة بالحماس والأحلام والتطلعات أرادت العودة لفليد وإعادة لما كان عليه.
كنت أتمنى أن يبقى دايسكي على الأرض، وكان هو يرجو ذلك، لكنه رآى في ذهابه تجربة لابد منها، تجربة تنهي معاناته وتضع حدًا لطموحات ماريا، ولكن هل يعود ابني فعلًا من تجربة كتلك؟ والأهم من ذلك: هل سيعود حيًا وسالمًا أم أنني سأكون مضطرًا للقبول بوحدتي للأبد؟!
قلتها لدايسكي يومًا: “طالما أن فيك شعلة الحب، فسنصبح أكثر من والد وابنه من سكان الأرض” وكانت شعلة الحب تضيء تفس دايسكي، وقد كنا فعلًا أكثر من والد وابنه من سكان الأرض، ومهما كانت نتيجة ما سيفعله دايسكي فإنه سيبقى ابني الذي لم أنجبه يومًا، سيبقى دايسكي أمون.. للأبد!
اترك تعليقًا