تغيرت خططي وأهدافي بعد هذا اليوم، كانت الحرب تزداد شراسة، و #دايسكي يتعرض لمخاطر أكبر يومًا بعد يوم، ووجدتني أفكر بطريقة مختلفة عن ذي قبل، حين أنجز كوجي طائرته الجديدة وخرج بها لدعم دايسكي، ورأيت الأخير يتعلق بأجنة الطائرة أضاء حلم جديد بمخيلتي، تمنيت أن أمكن دايزر من الالتحام بسبيزر المزدوج الجديد حين يعجز عن الالتحام بسبيزر التابعة له، كان هذا الحلم يمثل الخلاص لنقطة ضعف اكتشفتها في جريندايزر مؤخرًا، منذ متى وأنا أحاول البحث عن نقاط ضعف #جريندايزر؟! حدث ذلك حين شعرت أنه من الممكن أن أفقد ابني وأمل الأرض كلها في النجاة، كانت فترة تبديل المقاعد فترة مميتة بنظري رغم أنها لا تتجاوز بضع ثوان، لكن إن كان بإمكاني اختصار تلك الثواني فسأحافظ على سلامة دايسكي في المعركة، وسأمكنه من إنجاز مهمته بأقل قدر من الخطر، لم أهدر ولا دقيقة واحدة، ولم أدخر وسعًا لجعل هذا الحلم حقيقة وقد نجحت بالفعل!
أما #هيكارو فقد رأيتها زهرة تتفتح امام عيني، وبارقة أمل جديدة، ليس لأنها تحمل قلبًا ينبض بالحب والبراءة فقط؛ بل لأنها كانت تملك شجاعة نادرة، رأيت هيكارو أمامي في قمرة سبيزر تطلب الدعم، كانت تطلب دعمي ومباركتي لتتقذ دايسكي من موت محقق، كانت تقود سبيزر نيابة عن #كوجي المصاب، الفتاة لم تقد طائرة في حياتها، ولم تواجه وحش فيجا وجهًا لوجه، من قبل، ودايسكي ليس في حالة تسمح له بنجدتها إن حدث مكروه، لكنها مع ذلك هتفت: “إنني مستعدة للاندفاع نحو وحش الفضاء”، لم أملك سوى الإذعان لهذه القوة والشجاعة، قلت لدايسكي يومًا أصف شجاعة هياشي حين سيطر العدو على كاوري: “إنه انتصار للحب، كان الحب أقوى من الموت”، اليوم تؤكد هيكارو ما قلت، لهذا راهنت بكل شيء عليها، طلبت من كوجي إرشادها، سمعتها تجيب كوجي على تحذيره: “أقدر أن أفعل ذلك، بل لا مفر من ذلك، اليوم ستتاح لي الفرصة لأكون نافعة، أعرف! إنها فرصة واحدة لكن لن أفشل، لن أترك دايسكي يموت أبدًا” وصدقت هيكارو فيما قالت، أنقذت دايسكي ودمرت وحش فيجا فعلًا، حين نجا دايسكي أسرعت أخبره بما حدث وأطلب منه الإمساك بسبيزر المزدوج بعد أن فقدت هيكارو وعيها، تفاجأ حين عرف بما فعلت، أنزل سبيزر على الأرض وحمل الفتاة على ذراعيه وذهب بها، ليلتها كان متوترًا، سألته عما يشغله، أخبرني أنه يخشى تورط هيكارو في الحرب، كان ممتنًا لها، وكان يموت في الوقت نفسه خوفًا عليها، شجاعتها ورغبتها أثارت مخاوفه، قال لي: “لا أحتمل هذا!”، أعرف دايسكي وأشعر بما تشعر به!
لكن الأحداث دفعتني للوقوف بوجه هذا الخوف، كانت الأوضاع تزداد سوءًا ونحن نزداد حاجة للدعم، وكانت هيكارو تبدي شجاعة المرة تلو الأخرى، تناقشت مع دايسكي مرارًا حتى أذعن في نهاية الأمر، أجابني بحدة أمام الجميع: “كما تريد”، ثم التفت للفتاة قائلًا: “سأحمي حياتك يا هيكارو”، آسف يا بني! أقدر شعورك لكن نحن في حرب، والتضحية واجب علينا جميعًا.
صنعت بعدها سلاحًا لهيكارو ليمكنها من الالتحام بدايزر والغوص في الماء، كان بإمكاني ترك سبيزر المزدوج لهيكارو ومنح كوجي هذا السلاح الجديد لكني كنت أعرف أنه في عمق البحر حيث يضعف دايسكي فليس أفضل من هيكارو لدعمه، ولم تخيب هي ظني بها.
اضطررت كذلك لتسليح مركز الأبحاث وإعادة بنائه، زودته بعقل إلكتروني متطور، ومع ذلك كان بداخلي حزن يتضاعف، شعرت أني أبتعد يومًا بعد يوم عن حلمي الخاص وأتغرب عن نفسي وعن طموحي، مرة هي الحرب وقد حملت مسؤولية رغمًا عني وعلي أن أكون أهلًا لها.
طورت كذلك سلاحًا جديدًا لتمكين دايزر من الحفر في باطن الأرض وتركته لكوجي، ثم تفاجأت كحال دايسكي والجميع بأن شقيقة دايسكي الصغرى قد نجت هي الأخرى، ماريا حية ترزق وتعيش معنا في اليابان كذلك، كانت في الرابعة عشرة من عمرها وقد أصر دايسكي بإلحاح على ضمها للفريق لتقود السلاح الثاقب، رفضت في البداية خوفًا على الفتاة ثم جاء دوري لأذعن أنا الآخر لدايسكي الذي واجهني بحقيقة الحرب، وأن قتال فيجا مسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا وعلى عاتق ماريا.
كانت ماريا متفوقة فعلًا واستطاعت انجاز تدريباتها وقيادة السلاح الثاقب على نحو ممتاز، وتشكل فريق جريندايزر الذي خاض الحرب تلو الأخرى، مخاطر وأزمات لا حد لها، رأيت دايسكي على مشارف الموت أمامي ووقفت عاجزًا، رأيته يتعلق بصاروخ ذو رأس نووي ويصعد به صوب النجمة المظلمة التي تقترب من الأرض، دعوت الله من كل قلبي أن يحفظه وتقبل الله دعائي، فاوضني جاندال على جريندايزر مقابل حياة اثنا عشر مليون شخص في طوكيو وللمرة الثانية شعرت بالعجز وتركت الأمر لابني، تمنيت أن أحل مكانه وياليتني أقدر على ذلك! لكن دايسكي تشجع وقاوم واستبسل وانتصر.
اترك تعليقًا