أحببت #دوق_فليد كثيرًا، حين بكى على وطنه ووالديه بين يدي لم أملك إلا احتواء أحزانه، شعرت ببنوته تتغلغل في أعماقي، قلت له أنه ابني، أسميته #دايسكي، قلت له صادقًا: “لا تخش شيئًا، يمكنك أن تعيش على الأرض وأن تكون من أهلها، هذا وطنك، أنت #دايسكي_أمون، أنت ابني”، قبل عرضي فأسعد قلبي، جاء دايسكي من. طرف الكون البعيد ليؤنس وحدتي ويملأ حياتي، جاء من عالم يثير فضولي وشغفي، جاء بأحزان ألانت قلبي وفجرت نبع حناني وأبوتي، اتفقت معه على تخبئة جريندايزر وعدم إخراجه حفظًا لسلامته وسلامة الأرض برمتها، أخبرته بأني سألقنه كل ما يحتاج إليه ليعيش على الأرض ويندمج مع أهلها، أبقيته في بيتي لشهرين كاملين بعد ذلك اليوم دون أن يعرف بوجوده أحد، حدثته عن عائلة #ماكيبا، فكرت أن وجوده معهم قد يسري عنه، كنت واثقًا من أن فتاة كهيكارو يمكن أن تساعده وأن تدخل البهجة إلى قلبه وأن تكون صديقة له، هو بحاجة لصديقة مقاربة لعمره، عرضت عليه الفكرة فرحب بها، سألته أن يعمل معي في مركز الأبحاث فلم يستحسن الأمر، كان الفضاء يثير شجون دايسكي وقد احترمت أنا ذلك، اختار هو أن يعمل في مزرعة البتول الأبيض فوعدته بأن أساعده على ذلك، وبداخلي كنت متألمًا لحال الأمير الشاب الذي فقد وطنه وأهله وكل شيء وبدأ من جديد عاملًا في مزرعة للخيول وسط أناس جدد ووطن لا زال غريبًا عنه.
استهوت دايسكي قيثارة مركونة في إحدى زوايا بيتي، أنا لا أجيد العزف مطلقًا، وقد اشتريت هذه القيثارة يومًا في ظروف غامضة، كنت أتنزه مع أحد الأصدقاء بعد انتهائنا من إحدى المؤتمرات في باريس، طفنا شوارع عديدة، ووقف هو أمام متجر لبيع الآلات الموسيقية، كان مولعًا بالموسيقى، اشترى يومها كمانًا واشتريت أنا تلك القيثارة لتذكرني بهذا اليوم، قال لي صديقي يومها بأن الموسيقى شيء جميل، وأننا كعلماء بحاجة للفن ليؤنس أرواحنا ويمنحنا الندى الذي نفتقده، اشتريتها ولم أعرف ما أصنع بها فتركتها في إحدى الزوايا، بقيت القيثارة صامته حتى جاء دايسكي إلى بيتي، عرفت أنه يجيد استعمالها، أثارتي التشابه بيننا وبين سكان كوكب يبعد عنا الكثير، كان دايسكي يتحدث بلغتي، كيف هذا؟ تساءلت في نفسي: أي كوكب ولد أولًا؟ ومن أين بدأت الحضارة بالضبط؟ لا أعرف!
أحب دايسكي القيثارة ووجد فيها متنفسًا لأحزانه فأهديته إياها، بدأت أطلع دايسكي على الكثير من المعلومات وكان هو سريع التعلم، خلال شهرين حفظ دايسكي جغرافية الأرض وألم بالكثير من تاريخ اليابان، قرأ كتبًا عديدة في علم الحيوان والنبات، في نهاية الشهرين بدا دايسكي أرضيًا فعلًا، في تلك الفترة نقلنا جريندايزر إلى كهف كبير لتخبئته ريثما نعد مكانًا أفضل لذلك، الكهف ليس آمنًا كفاية ولا يوجد ما يمنع وصول أحد إليه، كما اتفقنا على الطريقة التي سنقدم بها دايسكي لأسرة ماكيبا، هو ابني الذي عاد من سفر طويل ولا شيء أكثر، ساعدني طبعي المتحفظ وعدم حديثي عن حياتي الشخصية في جعل هذه القصة مقبولة، لا أحد هنا يعرف شيئًا عن طفولتي وشبابي، ولا أحد يعرف حقيقة زواجي من عدمه، وقد كان.
اترك تعليقًا