بعد إقامتي في البتول الأبيض بحوالي الأربع سنوات وخلال إحدى جولاتي التي استغرقت النهار بطوله – رأيت في طريق عودتي ما قلب حياتي رأسًا على عقب، ثمة مركبة هائلة الحجم غريبة الشكل قد اصطدمت بالأرض بالقرب من جبل ياتسوجاتاكي، غمرني الفضول لاكتشافها فاقتربت منها بحذر، لمحت شخصًا ملقى على الأرض جوارها، انحنيت أنظر إليه فكان شابًا في العشرينات من عمره، كان جسده مثخنًا بالجراح، رق قلبي للشاب بدون سبب معروف، ووجدتني أحمله على كتفي وأنقله لسيارتي وأعود به إلى البيت، لم أخبر #دانبي أو أحدًا من أسرته بأمره، تفحصت الشاب فكان لا يزال حيًا فارتاح بالي، نزعت ثيابه العسكرية ونظفت جروحه وألبسته بعضًا من ثيابي، واستدعيت طبيبًا لفحصه والتأكد من سلامته، أخبرني الطبيب أنه ليس بحالة سيئة لكنه يعاني من إرهاق شديد وحالة ضعف عامة، ويبدو أنه كان قد عانى كثيرًا من سوء التغذية، لهذا لازمته لرعايته، ظل الشاب غائبًا عن الوعي لثلاثة أيام متصلة لهذا لم يكن ثمة خيار لمساعدته سوى المغذي الوريدي.
في اليوم الرابع أفاق الشاب، رأيت عينيه لأول مرة، كانتا زرقاوتين بزرقة البحر، رق قلبي له، ثمة مسحة من الحزن العميق بعينيه، سألته عن اسمه فلم يجبني، سألته كيف هو فبكى، لأول مرة بحياتي وقفت عاجزًا عن تفسير ما يحدث، من هذا الشاب وما باله؟ ما تلك المركبة التي كان ملقى جوارها؟ حتى ثيابه العسكرية لم تكن تشبه ثياب جهة أعرفها على الأرض، لا شارة ترمز انتمائه، ولا شيء يثبت هويته أو اسمه، ربت على كتف الشاب وأنا أقول: “اسمي أمون يا بني، وجدتك جريحًا فداويت جراحك، لا أرغب أن أعرف شيئًا عنك ما لم ترغب أنت بذلك، يمكنك البقاء في بيتي حتى تتحسن أحوالك”، رفع الشاب نظره إلي وعيناه لا زالتا مغرورقتين بالدموع ونطق بكلمة واحدة: “شكرًا!”، كنت سعيدًا بخروجه من صمته، عدت أربت عليه مجددًا وتبسمت له وانصرفت.
مر شهر كامل منذ أن عثرت على الشاب، أبقيته في بيتي حتى شفيت جراحه، شيئًا فشيئًا بدأ يتحدث إلي، كان كلامه مقتضبًا وغريبًا، يسأل أسئلة غير منطقية، سألني أين نحن؟ ما هي #اليابان؟ أين #جريندايزر؟ كنت أجد صعوبة في إجابته، وفي نهاية الشهر تبدل كل شيء، تبدل على نحو مذهل للغاية.
عرفت اسم الشاب ذو العينين الزرقاوتين أخيرًا، إنه
#دوق_فليد، من يكون دوق فليد؟ إنه أمير كوكب #فليد، هذا الكوكب البعيد جدًا ذو الطبيعة الساحرة والتقدم العلمي المذهل، كوكب فليد المسالم الذي تخلى عن الحروب بعد أن بلغ درجة عالية من التقدم الحضاري والعلمي، ذلك الكوكب الذي تعرض لهجوم فجائي وكاسح من قوات فيجا الغاشمة، كانت قوات #فيجا ترغب بالاستيلاء على الكون وكان كوكب فليد الضحية الأولى لماذا؟ لأنهم يريدون علومه وحضارته، يريدون تحفته العلمية، يريدون جريندايزر! ما هو جريندايزر؟ هو تلك المركبة الرهيبة التي رأيتها منذ شهر مضى، سألت دوق فليد عما حدث وكيف وصل إلى هنا، أخبرني بالحقيقة التي أدمعت عيناي، قتل والدي الشاب أمام عينيه وسجن واستولى #فيجا_الكبير على جريندايزر، صارع دوق فليد للهرب، لم يكن يطمح للنجاة بنفسه، كان ما يشغله هو استعادة جريندايزر حتى لا يستخدمه فيجا الكبير لتحقيق غاياته المرعبة وتدمير المزيد من الكواكب وإزهاق الملايين من الأرواح البريئة، أخبرني بأنه قد صارع كثيرًا وخاض عشرات المعارك حتى أوصله القدر إلى هنا وقد خارت قواه، أخبرني كذلك أنه رحل مكرهًا عن موطنه بعد أن رآه وقد استحال جحيمًا ملوثًا بالإشعاعات وقد. فنت الحياة على سطحه.
حزنت من أعماق قلبي، تأكدت أن صحون اليوفو التي يدعي الناس مشاهدتها موجودة فعلًا، ذكرت حلم دانبي بمصادقة الفضائيين وخشيت عليه منهم، دوق فليد جاء من كوكب مسالم حقًا، وعلى الطرف الآخر فيجا الكبير بشروره وجرائمه، يا إلهي!
اترك تعليقًا