نشرنا من قبل عدة منشوات عن حلقة ظهور #جريندايزر مزيف رقم 58، إلا أن هذه الحلقة تحديدًا بها الكثير من الكنوز المخبأة والتي تتكشف لمن يشاهدها مرارًا وتكرارًا بقلب
متفتح وعقل واعي وعين ثاقبة.
ظهرت في هذه الحلقة الكثير من الدلائل والإشارات التي تفيد في فهم شخصيات العمل وعلاقاتها من الفريقين وليس من جانب فريق الأرض فقط:
– رأينا فيها السيناريو البديل لفيجا الكبير لو أنه تمكن فعلًا من الاستيلاء على جريندايزر وإخضاع دوق فليد له، بالضبط كما فعل بجوس، سمعنا #جاندال يعطي الأوامر لجريندايزر بنفسه فشعرنا بالألم والقهر، ورأينا جريندايزر يقاتل قوات الدفاع أيضًا التي استدعيت لمحاربته ويتفوق عليها، وتسائلنا بيأس ورعب: ترى لو أن جريندايزر مِلْكٌ لفيجا الكبير فعلًا فهل كانت الأرض ستنجو من غزو كهذا؟!
– رأينا الجانب الوحشي المظلم لجريندايزر لو أنه بيد الأعداء، رأيناه يدمر ويقتل ويحرق، رأينا لقطة إبداعية لتدمير القطار ودمية الطفلة التي تطفو على سطح الماء جراء جريمة اقترفها جريندايز المزيف، رأينا ذلك الجانب لنكتشف حقيقة جريندايزر فعلًا كحارس لفليد ومن بعده للأرض، ولندرك أن جريندايزر على قوته ليس آليًا مرعبًا أو متوحشًا، وطياره لا أبعد بكثير من أن يكون سفاحًا أو دمويًا أو حتى يتحول لتلك الصورة البشعة كما صورته الكوميكس الفرنسية.
– رأينا علاقة ماريا بكوجي وهي تتحول من المشاكسة للدفء والعمق، ورأينا #دايسكي كأخ أكبر يلعب دورًا مشابهًا لدور #دانبي مع #هيكارر في بداية الحلقات، ورأينا خجل ماريا واستنكار دايسكي وضحكة هيكارو ودكتور أمون في مشهد عائلي جميل وكأننا نقرأ هذه الجملة على الشاشة “لقد كبرت ماريا يا دايسكي فانتبه”، رأينا في هذا المشهد دليل براءة هيكارو فيما مضى، فهيكارو التي انجذبت لدايسكي سابقًا وأحبته وقلقت عليه لم تكن صورة غريبة للفتاة، وماريا التي أبدت بوضوح عدم اطمئنانها لذهاب كوجي وحده كانت تتحدث بلسان هيكارو التي تفهم شعورها وتقدره والدليل ما رأيناه بعدها.
– رأينا تحول علاقة #ماريا بهيكارو وميلها للعمق والخصوصية، رأينا هيكارو تطوق كتف ماريا بحنان بينما كوجي يتفقد قاع البحر وماريا قلقة عليه، وسمعنا ماريا تشير لحديث دار بينهما خلف الكواليس حول توقعاتها، ورأينا ماريا باكية على فراش هيكارو، ورأيناها تتبنى فكرة تحول دايسكي لشيطان رغم رفضها لها في البداية، رأيناها تغير موقفها وهي تنظر لهيكارو الغائبة عن الوعي بسبب ضربة جريندايزر المزيف لها، ورغم فقدانها لوعيها كانت تهذي باسم دايسكي مما أقنع ماريا بأن دايسكي الذي فعل هذا بهيكارو تحديدًا ليس إلا شيطانًا لا يمت لأخيها الذي تعرفه بصلة وقررت قتله.
– رأينا #دكتور_أمون يُحَكِّمُ عقله بدلًا من قلبه ويرى أن مصير دايسكي بعد فعلته بهيكارو لن يكون سوى طرده من الأرض لأنه صار شيطانًا، ورأينا شخصيته المتماسكة والمتزنة رغم ألمه وحبه لدايسكي.
– رأينا كوجي يصارع ما رآى ويصف حكم الكل على دايسكي بالقسوة ولكنه مع ذلك يدرك أنهم على حق، لهذا قرر أن يمنحه بنفسه طلقة الرحمة، ورأينا ثقل هذا القرار على نفسه ويده المرتعشة وعدم قدرته على إطلاق النار.
– ورأينا عمق علاقة هيكارو بدايسكي وثقتها به التي كانت بلا حدود، ففي حين تساءل الكل عن أفعاله ووصفه #كوجي بأنه فقد رشده وقالت ماريا بأنه تحول لشيطان – بالرغم من ذلك لم تتفوه هيكارو بأي شيء يوحي حتى بتشككها في دايسكي، بل حدث العكس تمامًا، اندفعت نحوه تناديه وسالت دموعها وهي تحدثه: “دايسكي أنا هيكارو”، دموع هيكارو الغالية كانت كدموعها عليه وهو يصرخ في الحلقة 25 “زهرة حب أينعت في العلاء” ويتألم جراء صدمته من حديث نايدا إليه واتهامها له بالخيانة، سالت دموع هيكارو على دايسكي خوفًا ورعبًا وحبًا وألمًا عليه، فلو أن دايسكي يدمر ويخرب المدينة بهذه الطريقة فلابد أنه في حالة سيئة للغاية، ولابد أنه يعاني، ومن المؤكد أن سبب معاناته كان مدمرًا ليخرجه عن رشده ومبادئه ويدفعه لهذا السلوك غير الطبيعي والذي لا يمت بصلة لمبادئه وقيمه وطبيعته، هيكارو بكت واندفعت نحو دايسكي تناديه ولم تحكم عليه أو على تصرفه، دموع هيكارو في هذه الحلقة تفسر وبقوة دموعها وألمها في الحلقة 72 “نجم الوطن البعيد”، دموع فتاة محبة لا غيورة ولا حاقدة، دموع صادقة ونقية بحق.
– نادت هيكارو على دايسكي “دايسكي أنا هيكارو” وفي ندائها دليل لا يمكن أن نغفله عن عمق ما بينه وبينها، هي تدرك مكانتها لديه، وتدرك مدى قربها منه، وتعرف أن تلك المساحة الخاصة جدًا مسموح لها هي فقط بدخولها، هيكارو كانت تعي جيدًا أن دايسكي حتى لو غاب عن كل شيء فلن يغيب عنها، تؤمن بأنه سيتعرف إليها وبها سيعود لرشده وصوابه، هذه الجملة إبداعية بحق، ويستحيل أن تندفع فتاة صوب شاب تحبه ودموعها على وجهها وتقول له أنا فلانه وهو في هذه الحالة المضطربة والخطرة ما لم تكن على يقين بأنها لديه مميزة وغالية وأثيرة ومختلفة عن غيرها، بل وبقوة أيضًا.
– رأينا هيكارو وهي تذكر وجه دايسكي الذي يبتسم ببشاشة في لقطة نادرة لم ترد من قبل وتشير للكثير من الأحداث والمواقف الدافئة بينها وبينه والتي لم تعرض على الشاشة، هيكارو تعرف الجانب المشرق من شخصية دايسكي، تعرف دايسكي الباسم وليس الحزين، تعرف دايسكي الذي يتحرر من همومه أمامها وتهدأ نفسه معها، هيكارو ذكرت بسمة دايسكي في تلك الحلقة رغم آلامه التي انفجرت منذ الحلقة 30 “حكاية الندبة الحمراء”، مع ذلك كانت صورته داخلها جميلة وبشوشة وباسمة.
– رأينا هيكارو وهي غير مكترثة لتحذير كوجي لها، رأيناها مندفعة بحب وقلق وثقة وطمأنينة نحو دايسكي مع أنها تراه بعينيها يدمر ويضرب بشراسة، ورغم إدراكها لتفوق سلاحه على سلاحها.
– رأينا دايسكي يناقش دكتور أمون بعد عودته هادئًا دون أن يخبره دكتور أمون بما فعل مع هيكارو وكأنه أُخْبِرَ بذلك خلف الكواليس، وسمعنا دكتور أمون وهو يردد ما سمعه من دايسكي – لم يظهر كذلك كلام دايسكي على الشاشة – ويقول “جريندايزر مزيف وماريا لا تعرف الحقيقة” وسمعنا دايسكي يتساءل عن مكان ماريا وكأنه جاء للمركز وعرف بما أصاب هيكارو وانشغل بها حتى أنه لم ينتبه لغياب ماريا، ويبدو أن هيكارو هي من أكدت وجود جريندايزر مزيف لأنها فقدت وعيها بعد أن أدركت أن من بداخله ليس دايسكي.
– رأينا المعركة بين جريندايزر ووحش #فيجا بيني بيني، وسمعنا كوجي يقول لماريا “دعي أمره لدوق” ولم يتدخل كوجي أو ماريا في القتال وكأن هناك أمرًا مسبقًا من دايسكي بذلك، وكأن هذه المعركة أيضًا هي ثأر شخصي لدايسكي جراء فعلة الوحش بهيكارو.
وإذا كان السيناريو اختار هيكارو دون غيرها في الحلقة 52 ليمسك بها الوحش وينقذها دايسكي ويتهمها جمهور #روبينا بأنها فاشلة، فإن سيناريو هذه الحلقة اختار هيكارو أيضًا دون غيرها لتكون الأشجع والأكثر ثقة بدايسكي، بل لتكون صاحبة الثقة المطلقة به، وجعل إصابتها دليل إدانته أمام الجميع، فدايسكي الذي خرج بشخصه من جريندايزر في الحلقة 53 لينقذ هيكارو لم يكن بوسع أحد أن يتخيل حتى أنه سيصيبها بدم بارد، لهذا ما كان من الكل إلا أن أقروا بأنه صار شيطانًا يجب قتله أو طرده من الأرض.
وانفردت هيكارو في هذه الحلقة ليس فقط بثقتها بدايسكي وشجاعتها- بل اتفردت حتى بترقبها ودقة ملاحظتها له، كانت أول من لاحظ عودته في صورة جريندايزر مزيف، والوحيدة التي لاحظت القنبلة على رأسه، والوحيدة التي علمت بأن من يقوده ليس دايسكي، وكأن السيناريو يخبرنا بأن هيكارو لها مكانتها المميزة في القصة مهما رفضها الجمهور، وهيكارو التي فقدت وعيها وهي تحمل دليل براءة دايسكي بدت كأمين سره وصندوقه الأسود فعلًا، ونجاته من نجاتها هي، هذا هو عمق العلاقة بينه وبينها فعلًا، علاقة ليست مبنية على الشغف أو الهيام بل على ما هو أعمق وأقوى.
رغم عدم وجود مشاهد واضحة بين دايسكي وهيكارو في هذه الحلقة إلا أنها حلقة جوهرية لا يمكن التغاضي عنها وعن عمقها وجمالها، وهي حلقة رد اعتبار لهيكارو التي غابت عن أحداث الحلقة 57 “الخنفس المتوحش”، كل لقطة في هذه الحلقة تستحق أن يكتب عنها الكثير، هذا المنشور ليس الأول عن حلقة جريندايزر مزيف ولا أعتقد بأنه سيكون الأخير أيضًا.
اترك تعليقًا