استعرضت هده الحلقة 4 قصص درامية رائعة، موضوع القصص الأربعة مشترك والذي يختلف هو رد فعل بطل القصة، في القصص الأربعة ذهب دايسكي لمطاردة الميني فو التي طارت بعيدًا، غاب فترة ثم عاد، قال لهم عبر جهاز الاتصال عندما سألوه عما حدث: “طبعًا قضيت علبهم جميعًا” ثم انطلق، رأت هيكارو شيئًا على جربندايزر يشبه القنبلة وانفجرت فعلًا، بعدها انطلق دوق يدمر كل شيء أمامه، انطلق بسرعة وغاب عن أنظارهم وعندما وجدوه مرة أخرى أطاح بهيكارو دون أن يطرف له جفن واستدار يدمر المدينة بشراسة، هذه هي الأحداث المشتركة في القصص الأربعة ولكن ماذا عن تفاعل الأبطال معها: هيكارو، كوجي، ماريا ودكتور أمون؟
ماريا
ماريا في تلك الفترة كانت حديثة عهد بالفريق، ظهرت ماريا في الحلقة 49 ولم تكون بعد روابط عميقة مع دايسكي، وعدد ما واجهته من مواقف صعبة ومزلزلة لا يزال قليلًا مقارنة بباقي الفريق، عندما عاد دايسكي شعرت ماريا بأن هناك شيئًا غير مألوف فبادرت دايسكي بسؤالها وإن حمل شيئًا من المزاح والاستخفاف:” أخي هناك شيء تخفيه عنا أنت تحب المفاجآت دائمًا” ليس من عادة دايسكي أن يمزح أو يعد المفاجآت كثيرًا لا في أرض المعارك أو غيرها، ولكن يظهر أن دايسكي كان ودودًا مع ماريا بشكل خاص وكان يحاول دمجها ويتلطف معها وسلوكه وتوجهه مفهوم بل ويُقدر كذلك.
عندما رأت ماريا تصرفات جريندايزر المريبة خاصة بعد انفجار القنبلة الموضوعه قرب رأسه واختلال طيرانه هتفت مستنكرة: “تحول أخي إلى شيطان” وصف “الشيطان” عرفته ماريا من العجوز الذي كان يربيها والذي هرب بها من كوكب فليد، وهذا الوصف كان يعبر عن الصورة التي رآى بها سكان فليد جيش فيجا وحراسه، لقد قال لها: “كل اللذين على كوكب فليد قد تلاشوا، لابد وأن الذي في جريندايزر هو شيطان فيجا الذي دمر كوكب فليد” في تلك الحلقة ظهر عدم تصديق ماريا العميق لدايسكي ومعرفتها بمبادئه فعلًا.
بعد أن أطاح جريندايزر بهيكارو صرخت ماريا وتركز انتباهها على هيكارو، بل إنها طلبت من كوجي أن يترك جريندايزر وينقذ هيكارو أولًا، جدير بالذكر أن علاقة ماريا بهيكارو قد بدأت بالتطور فعلًا وظهرت هيكارو تطوق كتف ماريا في بداية الحلقة وهم في مركز الأبحاث.
مع قول دكتور أمون وتشككه وهو يفكر: “هل أصبحت شيطانًا با دايسكي.. إذا كان دايسكي قد أصبح هكذا فلابد من طرده من الأرض” انتاب ماريا شعور متصارع حبنها وبدأت تفيق من تصورها الأول أو تفكر بمدى فداحته، لهذا ظهرت مشاعرها الأخوية وهي تضرب بيديها على ظهر دكتور أمون وتبكي: “يالا القسوة هذا مريع ألا تعتقد أنه بريء؟! حرام عليك أخي”
لكن ماريا التي كانت مشاعرها متضاربة وغير مستقرة فعلًا أخدت تنظر إلى هيكارو الفاقدة الوعي وتسمع هذيانها باسم دايسكي، فأخذ بنتابها شعور داخلي بالغضب والاستياء، ماريا تعرف أن إيذاء دايسكي لهبكارو تحديدًا علامة سيئة جدًا وتكاد تكون دليل إدانة فعلًا، لهذا كانت تفكر وتحاول حسم أمرها، كانت تحدث نفسها قائلة: “أخي صار شيطانًا رغم ثقة الجميع به، عندما تقترب القلادة من جريندايزر ستلتمع وبها سأعثر على أخي الشيطان وأقتله” عقدت ماريا العزم وهي تقبض على القلادة وتنظر لهيكارو وكان دافعها لقتل دايسكي هو معاقبته فعلًا على جريمتين: خيانته للثقة التي أودعها به الآخرون، وغدره بهيكارو وإيذائها.
وانطلقت ماريا فعلًا تبحث عن دايسكي وعندما رأت جربندايزر كانت تقبض بيدها على القلادة وأرخت قبضتها برعب وكأنها تخشى أن تلتمع فعلًا، ويالا سعادتها وقتها حين أكتشفت أن ما تراه أمامها هو جريندايزر مزيف، لقد كانت ماريا بحاجة لدليل قاطع على أن من ارتكب تلك الفظائع ليس دايسكي، ثقة ماريا بدايسكي وعاطفتها لم تكن قوية أو ناضجة بما يكفي.
كوجي
كوجي كان قد خاض الكثير من المعارك مع دايسكي، وكان يعرف الكثير عنه فعلًا، عندما رآى كوجي جريندايزر يتصرف بغرابة عبر عما يدور بخلده: “فقد دوق رشده” لم يتصور كوجي أن بإمكان دايسكي التنصل من مبادئه أو ما شابه لكنه حبن رآى انفجار الفنيلة قدر أنها ربما أصابت دايسكي بما أثر عليه عقليًا، كوجي وقتها لم يصدر حكمًا أخلاقيًا على دايسكي كما فعلت ماريا لأصالة معرفته به، لكن ماذا عن ردة فعله حين انفصلت هيكارو عن المجموعة مسرعة نحو دايسكي؟ لقد حذرها كوجي وكان متوجسًا فعلًا من دايسكي، وعندما أصيبت هيكارو هتف باستنكار: “ماذا تفعل يا دوق؟!” ثم انفجر غاضبًا حبن شاهده يمضي دون اهتمام بما فعل بهيكارو: “أنت إلى أين تهرب؟” هنا انفجرت مشاعر كوجي تجاه هيكارو، معروف من الحلقات السابقة أن كوجي كان يحمل لهيكارو مشاعرًا حلوة وأن وجود دايسكي وارتباطها به كان يعني له الكثير من الألم، لهذا حين رآى بعينيه دايسكي يؤذي هيكارو وينصرف لم يستطع حتى مناداته باسمه ووصف سلوكه بالهروب، لأنه في تلك اللحظة كان يستحق معاقبة كوجي.
في المركز وقف كوجي مع الآخرين يتأملون هيكارو الفاقدة الوعي، وسمع دكتور أمون وهو يفكر بمصير دايسكي ويرى أنه من الصواب أن يطرد من الأرض وسمع بخبر استدعاء قوات الدفاع لمهاجمة جريندايزر، حينها منح هيكارو نظرة طويلة وركض خارجًا من الغرفة، استند للجدار منهارًا في موقف مشابه لانهياره سابقًا في الحلقة 30 (حكاية الندبة الحمراء) حين شعر أنه السبب في إصابة دايسكي وتفجير آلامه، حين انهارت هيكارو باكية على صدر دايسكي نظر كوجي بعمق وركض خارجًا متخذًا نفس الوقفة، في الحالتين كان منهارًا بشدة وكان يحاول اتخاذ قرار، في الحالتين اتخذ قرارًا خطيرًا فعلًا لأجل دايسكي الذي توطدت صداقته به، في الحلقة 30 خرج بصحنه التجريبي لمهاجمة اليوفو لأنه كان يشعر بالمسؤولية فعلًا وقالها صريحة: “دايسكي راقبني سأصحح خطئي” في الحلقة 58 (ظهور جريندايزر مزيف) اتخذ كوجي قرارًا أيضًا ولأجل دايسكي: “ماذا لو طرحوه في الفضاء كشيطان، أنا وقد عرفت القسوة التي يلقاها منهم، يجب أن أفعل شيئًا من أجله الموت أرحم له” وانطلق فعلًا عاقدًا العزم على فتل دايسكي، رآى كوجي أنه حتى في أسوأ الاحتمالات وحتى لو فقد دوق عقله فإنه سيفضل الموت على الأرض التي أحبها وعشقها، رآى كوجي أن نبذ دايسكي وتجريده من وطنه الثاني عقوبة تفوق القتل، خرج كوجي معاقبًا لدايسكي فعلًا على جريمته بحق هيكارو والجميع ولكن اختار العقاب الرحيم رغم أن قتل دوق على يديه هو سيعذبه طويلًا.
رفض كوجي استقبال اتصال دايسكي حين رآه وأغمض عينيه وهو يطلق الصاروخ نحوه ويعتذر إليه وصوته بختلج، سقط دايسكي ليس لقوة الصاروخ ولكن لعدم توقعه لهذه الضربة الغادرة، خرج من جريندايزر يترنح ولم يكن بعرف السبب الذي يدفع صديقه لمهاجمته لكنه كان أقوى من كوجي واختار المواجهة، سقط دوق على الأرض لبرهة وفقد وعيه، وصل كوجي إليه وحاول قتله بسلاحه فعلًا لكن التردد والمعاناة والصراع والدموع كلها أمور لم يستطع إخفاءها، وتأخر كوجي في حسم قراره حتى أفاق دايسكي، ظن كوجي أن دايسكي أفاق وعاد لرشده بسبب صدمة وقوعه وأخذ يشكر الله من أعماق قلبه.ورغم اندهاش دايسكي وتساؤله لم يستطع كوجي إجابته.
دكتور أمون
دكتور أمون الذي تبنى دايسكي وأحبه من صميم قلبه كان يعرف الكثير عن ماضي دايسكي، ويبدو أنه كان قلقًا من هذا الماضي وتبعاته، وربما كان يتساءل فعلًا عن تأثير تلك المعارك وهذا الماضي الأليم على سلوك دايسكي وقيمه وتوجهاته، انفجرت شكوك دكتور أمون حين عرف بأن دايسكي لم يبالِ بإصابة الفتاة الأقرب إليه، وكبقية المجموعة كان ينظر لهيكارو ويشكل أفكاره كأنها عامل أساسي ودليل إدانة فعلًا، تبنى نظرية ماريا مع شيء من الشك، لكنه قدر العقوبة الأمثل وهي الطرد لاتقاء الشر، كان أمون يصارع داخليًا لكنه غلب العقل على العاطفة، وربما كان يشعر بالمسؤولية تجاه ما حدث، فهو من صدق دايسكي واحتضنه فعلًا، فإن كان دايسكي قد تحول إلى شيطان في سلوكه فهذا بعني أن على أمون أن يصحح الخطأ الذي ارتكبه منذ سنوات، لكن أمون لم يتخذ خطوة للأمام ولم يوفف كوجي وإن حاول إيقاف ماريا، البقية معروفة فقد عرف أمون من كوجي أن دوق عاد إلى رشده لكن لا أظن أن أحدًا قد عرف وقتها بوجود جريندايزر مزيف، فاستدعاء قوات الدفاع معناه ضرورة الاسراع لمركز الأبحاث أولًا وتأجيل الحديث فيما بعد.
هيكارو
تركتها للنهاية لأنها كانت تحمل مفتاح اللغز والمشهد المحذوف برأيي لتفادي غضب الجمهور الياباني الذي تم ارضاؤه توًا بدخول ماريا.
هيكارو رأت دايسكي وسلوكه الغريب، وتأملته بدقة ولمحت القنبلة فعلًا، لكنها لم تصدر حكمًا على دايسكي بل بحثت عنه واندفعت نحوه دون خوف مما تراه ورغم تعليمات كوجي وتحذيره لها، هيكارو كانت الأقرب لدايسكي وكانت تشعر بثقة كبيرة جدًا في أنه لن يقدم على إيذائها أبدًا، اندفعت نحوه وعيناها تدمع وصوتها يهتف: “دايسكي أنا هيكارو” هيكارو كررت سيناريو هياشي وكاوري فعلًا، لم تخف من دايسكي المضطرب وسعت نحوه تذكره بها، هيكارو ظنت أن دايسكي يعاني وأنه ليس على مايرام وأنه مشوش، اندفعت نحوه وهي تتخيل وجهه المتهلل ونظرته الحلوة لها، صورة دايسكي في خيال هيكارو كانت نادرة في المسلسل وكانت ترمز لشعورها هي به ورؤيتها لطبيعته، وربما ترمز للحظات خاصة بينه وبينها، هذه الصورة تشققت فجأة وتحطمت كالزجاج حين اكتشفت هيكارو أن من يقود جريندايزر ليس دايسكي، هتفت في أعماقها : “لا ليس عيناه ليستا عيني دايسكي” لكن لم يسمعها أحد، تحطم الصورة بهذه الطريقة هو تعبير عن شعور هيكارو وألمها، هيكارو اندفعت نحو الشاب الذي أحبها وأحبته والذي انقذها من هجوم الحصان الشرس في الحلقة 1 ومن هجوم الصحون الطائرة في الحلقة 3 ومن السقوط من أعلى الجبل في الحلقة 23 ومن وايتر في الحلقة 24 ومن جوس في الحلقة ٣٤ ومن جولي الكبير في الحلقة 53، اندفعت نحو الشاب الذي منحها وعدًا بالحماية أمام الجميع، اندفعت نحو الشاب الذي كان مستعدًا لخوض المعارك والدفاع عن وطنها الذي بات وطنه الآن رافضًا تعريضها للخطر وخسارتها أو تشويه روحها، لهذا كان شعور هيكارو قاسيًا حبن ميزت من بداخل كابينة القيادة، وأدركت أن دايسكي ليس هناك، فأين دايسكي؟ الخوف والقلق هما الوصف الصحيح لمشاعر هيكارو وقتها، ومع تلقيها ضربة جريندايزر فقدت وعيها، وطوال فقدانها لوعيها كانت تهذي باسمه لأن آخر ما كانت تفكر به فعلًا، كان عقلها اللاواعي منشغلًا به، بمصيره، نظر الجميع لهيكارو وأصدروا أحكامهم على دايسكي باعتباره مجرمًا فعلًا، وكانت هي على فراشها غائبة عن الوعي تعرف يقينًا أنه بريء وأنه في خطر، في الوقت الذي لم يسامحه فيه أحد كان قلب هيكارو نقيًا كزهرة اللوتس البنفسجية التي ظهرت في مقدمة اللقطة حين غادرت ماريا المركز بعد كوجي، ظهرت الزهرة ومن ورائها المركز لتشير لهيكارو التي بقيت هناك غائبة عن الوعي وقلبها ينبض بالحب، لاحظوا أن زهرة اللوتس في اليابان لها ارتباط بالبوذية وترمز لنقاء الجسد والعقل والارتقاء الروحي، وزهرة اللوتس الزرقاء -وهي الأقرب للزهرة التي ظهرت في اللقطة – تعني الحكمة والمعرفة، وتمثل انتصار الروح على الحواس المادية.
تعليق العزيزة Suzi Mikhail:
الزهرة المذكورة ليست زهرة لوتس بل زنبق بنفسجي اللون وهو فصيلة نادرة من الزنابق. لم أجد له معنى معين في الثقافة اليابانية لكن في العموم هو يرمز للسلام والملكية والاستنارة الروحية
أين المشهد المحذوف الذي كرته سابقًا؟
حبن عاد دايسكي مع كوجي ظهرا في غرفة المراقبة ودكتور أمون يقول وهو يفكر: “جريندايزر مزيف وماريا لا تعرف ذلك”
إذن كان الثلاثة يتبادلون المعلومات ويكملون اللوحة معًا، ودايسكي لم يسأل عن هيكارو فهل هذا منطقي؟ الأكثر منطقية أنه عاد وعرف بما حدث وأنه رآها فعلًا وربما هي أفاقت وأخبرته أنها رأت شخصًا يشبهه وليس هو يقود جربندايزر، وأن هذه الملاحظة وضعت بجانب غياب دايسكي وروايته للنيازك التي أحاطت به لتفند تفسير كوجي بأنه عاد إلى رشده عند وقوعه، من الصعب أن يقتنع كوجي بأن جربندايزر كان عالقًا في الفضاء دون دليل، وإن كان يظن أن دايسكي قد فقد رشده فمن الطبيعي ألا يصدق روايته بأنه كان عالقًا، هو على الأغلب يهذي! رواية هيكارو كانت الدليل أو الحجر المفقود، لهذا انطلق الفريق بعدها يبحث عن جربندايزر المزيف – وهم يدركون وجوده – وعن ماريا، ولم يندهش كوجي من تصريحها بأنه مزيف.
في نهابة الحلقة ظهرت هيكارو بجانب دكتور أمون يلوحان للفريق، وتكاد تكون تلك اللقطة الوحيدة التي جمعت هيكارو بالدكتور أمون في موقف مشابه، الاثنين كانا يملكان الروابط الأعمق مع دايسكي على خلاف بقية الفريق، وكما أقول دائمًا أمون وهيكارو كانا أسرة دايسكي على الأرض قبل وصول ماريا.
اترك تعليقًا