لم يكن فيجا وإمبراطوريته المتحالفة مثالًا للعدو الضعيف أو المثير للسخرية على عكس ما قد يتصور البعض، ولا توجد كتابات وتحليلات كافية تشرح وجهة نظر فيجا وطريقة تفكيره وتطور شخصيته أو شخصيات جيشه على عكس ما كُتب عن فريق جريندايزر على الأرض.فيجا الكبير كان إمبراطورًا لكوكب فيجا، ويبدو أن كوكب فيجا ذو تاريخ عريق بدليل اسم “فيجا الكبير” الذي قد يشير لآباء وأجداد سابقين غير أن هذا السليل الذي اعتلى العرش مؤخرًا استطاع أن يأتي بإنجاز عظيم أهله لنيل لقب “الكبير”كان حكام كوكب فيجا يحلمون بإقامة إمبراطورية ضخمة بزعامتهم، وهذا الحلم موجود منذ فجر التاريخ، وفي سبيله خرجت الجيوش على مر العصور وارتكبت الفظائع، وفيجا الكبير بدأ التنفيذ لهذا الحلم بالفعل، وأخذ ينظر للكواكب الموجوده بمداره مثل فليد وروبي والملاك الأزرق وولفز وغيرها، هاجم بعض الكواكب لينال من ثرواتها الطبيعية، وهاجم الأخرى لينال من علومها، كوكب فليد كان من أكثر الكواكب المتقدمة علميًا لهذا كان غرض فيجا الكبير من الهجوم عليه هو الحصول على تحفة فليد العلمية “جريندايزر” لاستخدامها في مشروعه العسكري الكبير لغزو الكواكب الأخرى، فشل فيجا الكبير في الحصول على جريندايزر وتدمر كوكب فليد جراء استخدام قنابل الفيجاترون بالغة القوة، لكن القائد الطموح استمر بخططه وتحركاته تجاه الكواكب الأخرى ولم يوقف مخططاته على الحصول على جريندايزر الذي هرب به دوق فليد.غزا فيجا كوكب روبي والذي يبدو أنه كان مقاربًا لفليد، أسر القائد يارا من هذا الكوكب وسرق علومه وأبحاثه وحاول بناء مولد الزلازل وهو المشروع الذي عمل عليه القائد يارا لفترة، واحتل فيجا كوكب الملاك الأزرق وحوله لمصدر ثري للمواد الخام والمعادن وغيرها، لكن فيجا الكبير كان مجرم حرب حقيقي!كان فيجا الكبير يجند الأطفال من عمر مبكر ليضمن ولاءهم وليزرع عقيدته داخل نفوسهم، وكان يأخذ الأسرى من أطفال الكواكب التي يهاجمها ويضمهم لجيشه الكبير لينسف عقائدهم ووطنيتهم وولائهم لكواكبهم الأصلية، وبالتالي يضمن إخماد الثورات في مهدها، وكان شديد الاهتمام بالعلوم لكن بطريقة غير أخلاقية، لم يكن فيجا الكبير يجد مانعًا من أسر العلماء وسرقة أبحاثهم وإيكالها لغيرهم في حال رفضهم استكمالها، وكان يفرض عليهم تطويع هذه الأبحاث والدراسات لأغراض حربية صرفة، ولم يكن يجد غضاضة أبدًا في تجربة الأسلحة الجديدة على الكواكب الأخرى دون رحمة وكانت نتيجة ذلك على سبيل المثال دمار كوكب فليد وتلوث كوكب زاري زاري وتضخم كائناته، كما كان وزير العلوم زوريل يجري تجاربه الرهيبة على مواطني الكواكب الأخرى دون رحمة.لم تكن إمبراطورية فيجا مركزية نظرًا لضخامتها خاصة في جانبها العسكري، لهذا كان يرسل قواته لأماكن مختلفة من الكون لتنفيذ مخططاته العسكرية، وكان يعين من هم أهلًا للثقة كحكام عسكريين لكواكبه المحتلة كما أوكل لابنته كوكب روبي، وبالرغم من ذلك كان يحاول فيجا فرض رقابة دائمة على قواته حتى البعيدة منها، وكان مؤمنًا بأحقيته في التجسس على الجميع أصدقاء وأعداء، وأهم مبادئ فيجا كان “الغاية تبرر الوسيلة” وكان يسلك لبلوغ غايته كل الوسائل حتى لو غير أخلاقية كالقتل والتهديد والتعذيب وغسل الدماغ والتجنيد القسري والابتزاز، وكان هو ذاته يعاني من البارانويا، رآى فيجا أنه سيد الكون وأن القوى الطبيعية تحقد عليه حسدًا منها لمواهبه، وكان يطلق على نفسه لقب “كبير السلطة” بعنجهية وعجرفة، بل والأدهى من ذلك أنه كان يعلي شأن الجنس الفيجاوي على غيره من الأجناس، فهو بشخصه وأسرته الملكية وقواته العسكرية أحق بالحياة من بقية شعبه، وسكان كوكب فيجا أحق بالحياة من غيرهم من سكان الكواكب الأخرى، واستطاع فيجا أن يغرس هذه القيم والمبادئ الملتوية بقوة في نفوس قادته وخاصة الكبار منهم كدانتوس وجورمان وجاندال وزوريل وهؤلاء بدورهم نقلوه لمن هم أقل رتبة، وكان جاندال يرى سكان الأرض بمثابة العبيد المستباحة دماؤهم.الإبادة الجماعية كانت خيارًا مطروحًا لدى فيجا شخصيًا، فكما أباد شعب فليد كان على استعداد لإبادة سكان الأرض بعد أن فقد مصدر طاقته وأصبح يرى الأرض بما فيها من سوبر يورانيوم بديلًا مثاليًا لطاقته، كان يخطط لفناء البشرية دون أن يطرف له جفن، ولم تكن مبادئ كالاستدامة أو الحفاظ على البيئة تعنيه إطلاقًا، فقد قضى على الطبيعة في نجم والفز وحوله لحجارة بلا أعشاب أو أشجار، وليس معروفًا سبب العواصف الدائمة في نجم جامو مثلًا.وكان ولاء قادة فيجا له عظيمًا، إذ تربوا على التضحية بأنفسهم لحماية الإمبراطور بكل حب وإخلاص، حتى أنهم كانوا يعاقبون المتمردين والخارجين عن الأوامر بقسوة، لكن الخيانة والغدر والأطماع الشخصية كانت تسري بين قادة فيجا كالنار في الهشيم، وكانت انعكاسًا طبيعيًا لعقيدتهم السادية والسلطة المتركزة في شخص الإمبراطور، وكانت القوات الأبعد والأصغر تخشى من هم أعلى منها سلطة وتخاف الاستبعاد، لهذا غدر بلاكي بجورمان الذي أتى بتكليف من فيجا الكبير لتقدير قوة جاندال وبلاكي، وكان جورمان يقدر ضعف قوة الحملة الموجهة للأرض وربما أعلم فيجا بأن هذه الحملة الضعيفة هي السبب في عدم غزو الأرض حتى ذلك الحين وليس لوجود جريندايزر، لكن غدر بلاكي وموت جورمان أثبت العكس لفيجا الكبير، ودفعه لدعم جاندال فيما بعد بإرسال وزير العلم زوريل شخصيًا لقاعدة الجمجمة نظرًا لوجود جريندايزر الذي بنظر فيجا قد قضى على جورمان نفسه.وكان تعالي ويزر الدفاع دانتوس على زوريل وجاندال السبب في أن يُقتل بغدر وأن يُزف خبر موته لفيجا الكبير باعتباره قُتل بشرف كشهيد واجب في المعركة، وبموته انتفى خطره وتهديده لزوريل وجاندال، ومع ذلك تضايق جاندال من زوريل وغطرسته وتعيينه قائدًا أعلى لقاعدة قاع البحر وحاول الخروج عليه.ومن بين قادة فيجا من تمتع بصفات نادرة ومميزة، فزوريل كان قائدًا ذو مبدأ وشخصية قوية وحكيمة، وكان يقاوم الغضب قدر استطاعته، وكانت لديه إرادة وعزيمة لا تلين، حتى أنه استمات لبناء قاعدته على الأرض رغم العراقيل والظروف القاسية، وكان يؤمن بمبدأ التعاون وأنه يمكن لقوات الصغيرة أو الضعيفة أن تغلب من هو أقوي وأكبر إذا تعاونت، وكان أبًا يكره الحرب ولا يريدها لابنه بعد أن ذاق ويلاتها، لكن موت ابن زوريل غير كثيرًا من شخصيته وهزه من الأعماق وكان السبب في نزوله للأرض وراء روبينا ومحاولته قتل دوق فليد.ودانتوس كان خارقًا في ذكائه وقوته وولائه لفيجا الكبير، وكان وزيرًا عسكريًا مقدامًا بحق، جاندال كان أوفى قادة فيجا حتى أنه ضحى بآخر ساعات عمره لاثبات ولائه لفيجا، قتل السيدة جاندال التي غدرت بفيجا وحاولت قتله واندفع بصحنه بهدف الاصطدام بجريندايزر والموت معًا وأعلنها صراحة بقوله: “هذا آخر دليل ولاء لفيجا الكبير سأفجر نفسي مع جريندايزر” وبلاكي كان دؤوبًا وذو إصرار قوي رغم ضعف إمكانياته، ولهذا تأثرت شخصية بلاكي كثيرًا وظهرت عليها الأحقاد الشخصية تجاه دوق فليد وجورمان بشكل خاص، على عكس زوريل وجاندال اللذان أثنيا على القائد زيجرا وتمنيا له النجاح حين لمسا ذكاءه وفطنته خاصة وأنه لم يحاول الانتقاص من قدرهما كدانتوس فيما بعد أو معاملتهما بفظاظة كجوس الذي كان أميرًا متغطرسًا.ظل فيجا صامدًا رغم فقدانه لمصدر طاقته، ورغم دمار كوكبه وحزنه عليه “وداعًا فيجا وداعًا كوكبي العزيز” ورغم انتقاله لقاعدة الجمجمة، لكنه بدأ ينهار فعليًا بعد موت روبينا، وبدأ يحقد حينها على دوق فليد بشكل شخصي، ففي البداية أراد فيجا جريندايزر ذاته، ثم أراد الأرض بمواردها، ثم أرادها بدون سكان، ثم أراد قتل دوق فليد، وأخيرًا وهو على مشارف الموت أراد أن ينتزع من دوق فليد كل شيء حتى وطنه وأراد أن يلوث الأرض وأن ينشر عليها رماد الموت، اندفع نحوها بمركبته التي تكاد أن تنفجر قائلًا جملته الشهيرة: “هيا إلى الأرض ننثر رماد الموت عليها”
فيجا كان مجرم حرب لا مجرد شرير هزلي في مسلسل كارتوني للأطفال!
اترك تعليقًا