الحلقة الخامسة عشرة – استبصار! ج1
بدأ العام الجديد بأخبار الزلازل المتكررة، لم تكن زلازلًا قوية للحد الذي يسفر عن ضحايا لكنها قد ملأت سماء نفوسنا بالغيوم الكئيبة، فلقد بتنا محاصرين من الجو والأرض، عرفنا في تلك الفترة اسم القوى المعادية لنا، وبتنا نسمع في الأخبار اسم “قوات فيجا” كثيرًا، هذا الاسم ارتبط في أذهاننا وعقولنا بالشر، فأين ما ظهرت صحون فيجا الطائرة حل الدمار والخراب، كانت أخبار الحرب غريبة إلى حد كبير، فالصحون تظهر وتتصارع مع بعضها البعض ومن ثم تختفي، هذا يشبه ما شاهدته في ساحة سوسوكيكاهارا من قبل، في كل مرة يظهر فيها صحن طائر يندفع كوجي بالتيفو للمشاركة في القتال، لكن أحداث الصراع الحقيقية لا تصلنا أبدًا، هذا الأمر بدأ يثير فضولي كثيرًا، سألت دايسكي لكني لم أجد لديه إجابة شافية، الغريب في الأمر أن دايسكي كان يذهب مسرعًا نحو مركز الأبحاث كلما ظهر اليوفو، فلماذا لا يستطيع إجابة سؤالي إذن؟!
في تلك الفترة ورغم سعادة جورو وبانتا واستمرارهما في اللعب وكأن أيام الأعياد لم ولن تنتهي أبدًا – في تلك الفترة عاد دايسكي لشروده من جديد مع فارق وحيد أنه لم يكن حزينًا كالسابق، كان يصمت كثيرًا، يتأمل الطبيعة بهدوء، حتى عندما نكون معًا كان شارد الذهن بشكل غريب، لم أحاول سؤاله عما يفكر به فقد كنت أنا أيضًا منشغلة بأفكاري الخاصة، لهذا قدرت أن صمته وشروده لا يجب أن يثيرا استيائي على أي حال وإن أثارا قلقي بعض الشيء.
في تلك الأيام كنت أحاول فهم مشاعري الجديدة تجاه دايسكي، كنت أفتقده على الرغم من وجودنا معًا، لكننا لم نكن نتحدث أو نتواصل كثيرًا، كنت أتأمله كثيرًا حتى دون أن أدري، كنت أشرد بأفكاري ثم أنتبه لعيني مركزتين على وجهه الشارد، لم يكن ينتبه لنظراتي وهذا حسن جدًا! كيف سأفسر له شرودي وتأملي لملامح وجهه؟! كانت تغمرني الحيرة، فأنا لم أعايش هذه المشاعر المضطربة من قبل، لقد كنت أشعر بالأمان في وجود دايسكي، وأجد لذة الأنس في صحبته حتى وإن كنا صامتين، بدأت أرى أشياء كثيرة وراء ملامحه كأن روحه تتجلي لعيني في ومضات غريبة، بت أنتظر عودته من مركز الأبحاث بشوق للقائه، وكانت نظرته لي في يوم رأس السنة حاضرة طوال الوقت بمخيلتي، وبقيت حائرة مضطربة في أفكاري حتى ذلك اليوم الذي غير حياتي!
اترك تعليقًا