مذكرات هيكارو السرية – توزيع أدوار جديد

مذكرات هيكارو السرية – توزيع أدوار جديد

الحلقة الثانية والعشرون – توزيع أدوار جديد

مذكرات هيكارو السرية – توزيع أدوار جديد

أنا في طريقي لبدء حياة جديدة أخيرًا، هذه المرة سأختار ما أريد وما أحتاج إليه، عندما كان تارو مريضًا ودايسكي غائب تمنيت لو كان بإمكاني الذهاب بنفسي للمدينة لإحضار البنسلين، وقتها أدركت أني لست الفتاة التي أريدها حقًا، لم أفكر قبل ذلك في تعلم القيادة، ولم يخطر ببالي أن أكون بحاجة لهذا يومًا، كانت أيامي بسيطة والحصان كافيًا لنزهاتي وتنقلاتي اليومية، صحيح أني أجيد ركوب الخيل منذ صغري لكن عندما يتعلق الأمر بالذهاب للمدينة فالأمر يختلف.
لأجل هذا طلبت من دايسكي أن يعلمني قيادة السيارة، الطرق في المنطقة التي نقيم فيها وعرة نوعًا، ولا زالت بقايا الثلوج موجودة هنا وهناك، لهذا استغرقت جلسات التدريب الكثير من الوقت، كنا نذهب سويًا بدراجة دايسكي النارية صوب مركز الأبحاث، هناك نستعير الجيب وننطلق، كان دايسكي يتولى القيادة من مركز الأبحاث حتى المكان الذي يراه مناسبًا للتدريب، بعدها نبدل مقاعدنا وأمسك أنا بعجلة القيادة، بدأ دايسكي يشرح لي وظيفة كل شيء أراه أمامي في السيارة، وبدا أن لدي دروسًا نظرية لابد من إتمامها، تلا ذلك سلسلة من الدروس العملية، أخفقت في البداية وكنت حزينة لهذا، لكن دايسكي قالها لي مازحًا: “عامليها وكأنها حصانك المفضل هيكارو” كان على حق، عليَّ أولًا أن أحب الجيب وأن أرغب بقيادتها، بعدها ستنقاد هي لي بسهولة!
بدأت أنجح شيئًا فشيئًا، وتمكنت من السيطرة على الجيب والسير بها في خط مستقيم وبسرعة معقولة نوعًا، ثم بدأت أتدرب على التعامل مع المنحنيات، هذه كانت أصعب الدروس وأخطرها بالنسبة لي، كانت الطرق الجبلية مرعبة، مدى الرؤية محدود وانهيار الثلج والصخور أمر متوقع، والطريق وعرة، لكن شجاعة دايسكي كانت دومًا تشد من عزمي، كان يجتاز الطريق بنفسه ذهابًا وإيابًا وهو يشرح لي ما يتوجب علي فعله والانتباه إليه، ثم يحين دوري، عندما كنت أرتكب خطأ ما كان يسيطر بيديه على عجلة القيادة ليتفادى إصابتنا بمكروه، بعد أسابيع من التدريب أثني دايسكي على تقدمي لكنه لم يسمح لي بعد بقيادة الجيب وحدي، قال أني لست مستعدة بعد وأعطيته وعدًا بألا أفعل.
ترددت كثيرًا على مركز الأبحاث في تلك الفترة، وتوليت عن أبي مهمة نقل المؤن والمواد الغذائية إلى هناك، يعتمد العاملون في مركز الأبحاث على ما تنتجه مزرعة البتول الأبيض من الحليب ومشتقاته، في السابق كان أبي هو المسؤول عن نقل الكميات اللازمة من تلك المواد الغذائية إلى هناك، لكني طلبت من أبي أن أقوم بذلك نيابة عنه، كنت في تلك الفترة أزداد شغفًا بالمركز وأسعى للتواجد فيه أطول فترة ممكنة، على كل حال مركز الأبحاث ليس مكانًا للتنزه، لهذا إن لم يكن هناك سبب قوي لوجودك فالمفترض ألا تذهب إلى هناك.


منذ عدة أيام تخلصت أخيرًا من مضايقات بانتا لي، فلقد أدت تحركاتي الكثيرة مع دايسكي وجولات التدريب على القيادة لإثارة ضيق بانتا، منذ أيام انفجر هذا الضيق بشكل عنيف ونهائي، كنا نقف في المزرعة – دايسكي وجورو وأنا – وكان دايسكي يستند إلى جدار إحدى مباني المزرعة ويعزف على قيثارته لحنًا جميلًا، لهذا وقفنا تستمع إليه، عندما سألته عن هذا اللحن قال لي أنه هدهدة من بلد بعيد، لم أفهم ما يعنيه بالضبط لكني كنت منسجمة جدًا مع تلك النغمات الرقيقة، أغمضت عيني وشردت بفكري، كنت أحلق في عالم من الخيال، رأيت نفسي مع دايسكي في ..، أتى صوت بانتا ليقتحم أحلامي ويعيدني للواقع، كان يتصرف بطريقة غير لائقة، يسخر من عزف دايسكي ومن إنصاتنا إليه ويحاول أن يصفر بطريقة سيئة، أثار بانتا ضيقي فطلبت منه أن يسكت وأن يذهب بعيدًا، لكنه لم يكن مستعدًا للتراجع، ويبدو أنه كان مستاءً لدرجة يصعب السيطرة عليها، بدأ بانتا يصرخ قائلًا بأن القيثارة هي لا شيء، وأن الرجل لا بد وأن يكون قويًا وقادرًا على استخدام قبضتيه لإسكات من حوله، بدأ يوجه حديثه لدايسكي يطلب منه أن يقاتله ليثبت لي كم هو قوي.


انزعجت كثيرًا من بانتا في ذلك اليوم، ودُهشت من قدرة دايسكي على تحمله وتجاهله أيضًا، أمعن بانتا في استفزازه لدايسكي، قبضت على يدي مستاءة وطلبت من دايسكي أن يلقن بانتا درسًا قاسيًا، ولكن دايسكي ظل هادئًا كأن شيئًا لم يحدث، واستمر في تجاهله لبانتا الذي ازداد غضبًا، وانتهى به الأمر إلى أن يقذف الثلج بقدمه في وجه دايسكي، هنا لم أستطع السيطرة على أعصابي، رأيت دايسكي ينفض الثلج بصمت، لكنه لم يرد، عندها وصل كوجي وحاول الاشتباك مع بانتا لكني كنت مستاءة وغير مهتمة بعراكهما فغادرت المكان.


لم يحاول بانتا مضايقتي منذ ذلك اليوم، لكن هذا الموقف أدى لخلاف بيني وبين دايسكي خاصة بعد أن رأيت جورو متضايقًا، ركض جورو إلى غرفته ولم يجبني حين ناديته لهذا لحقت به، وجدته جالسًا على طرف فراشه حزينًا، فاقتربت منه وجلست على ركبتي أمامه، سألته عما يزعجه، فقال لي أنه يشعر بالإحباط وأنه تمنى أن يضرب دايسكي بانتا وبقوة، كانت تلك المرة الأولى التي يستاء فيها جورو من بانتا ويتمنى له هذا العقاب، دُهشت وسألته عن السبب، فأخبرني أن بانتا كان يسخر من دايسكي ومن قوته وأنه يثق بقوة دايسكي وأنه يحبه، لهذا تمنى أن يثبت له دايسكي ذلك وأن يره بعينيه، لكن دايسكي خيب آماله بشده وبدا له ضعيفًا مقارنة ببانتا الذي لا يخشى القتال، حاولت أن أشرح لجورو أن ما يقوم به بانتا هو سلوك سيء وأن العراك ليس أفضل ما يقوم به الإنسان، لكن جورو كان لا يزال صبيًا صغير السن، وكان يرى المعارك الصبيانية كل يوم في مدرسته، وكان يعرف أنها مجال لتحقيق البطولات وكسب قلوب الفتيات، أعرف ذلك وأراه بعيني دائمًا لكن بالنسبة لي لا أحب هذه الطريقة في التعايش، لقد استأت من تجاهل دايسكي لبانتا وقتها لأن بانتا قد أزعجني شخصيًا وتمنيت أن يضع دايسكي حدًا لإزعاجه، قلت لجورو بأن دايسكي قوي وأنه مؤكد يملك سببًا لما حدث اليوم وطلبت منه أن يسأله بنفسه وأن يطلب منه شرحًا لموقفه، أومأ جورو برأسه ووعدني بأنه سيفعل.


حاولت يومها أن أتحدث إلى دايسكي لكن لم أوفق، لقد كان دايسكي هادئًا لدرجة غريبة، استمر ممسكًا بقيثارته لفترة طويلة قرابة الساعتين، كان يسمع ما أقول ولا يجيبني بشيء، ظل واقفًا مغمض العينين كأنما هو يفكر بشيء ما أو أنه حزين لا أدري، لكن لم يبدُ عليه أنه على ما يرام، لهذا سألته إن كان بخير فعلًا، فرفع رأسه ونظر لي وأجابني بأنه بخير وأن علي ألا أنزعج، لهذا ابتلعت استيائي مؤقتًا وقررت الصمت.


في ذلك اليوم أذاعت نشرة الأخبار خبر ظهور صحن فضائي كبير بالقرب من جبل تسيكوبا وأن مؤسسة تشيبانا العلمية قد هُوجمت، قالت أيضًا أن الدكتور تشيبانا نفسه فد تعرض للاختطاف، كان الخبر مفزعًا بحق، ماذا لو هاجمت الصحون الطائرة مركز الدكتور أمون؟! عرفت أن كوجي خرج لملاقاة اليوفو وأنه أصيب لهذا قررت إعداد بعض الطعام والذهاب لمركز الأبحاث للاطمئنان عليه، يختلف كوجي عن دايسكي كثيرًا لكني أقدر وجوده وحيدًا بيننا، لم أتمكن يومها من الذهاب، وذهب دايسكي بالطعام نيابة عني وبقيت أنا في شجار طويل مع أبي.


بدأت ألاحظ تقبل أبي لوجود دايسكي بحياتي، وفي الوقت الذي كنت أحاول فيه أن أُكَوِّن شخصيتي الجديدة وأن أكون أكثر استقلالية كان هو يرغب بحماية دايسكي ومرافقته لي، أتعجب من تغيرات أبي المزاجية كثيرًا!
في صباح اليوم التالي أخبرني جورو بأنه قد حل مشكلته مع دايسكي أخيرًا، سألته كيف؟ فقال لي أن دايسكي شرح له معنى الشجاعة الحقيقية وأنه قرر أن يمنحه ثقته، ابتسمت وطلبت منه أن يعيد على مسامعي ما قاله دايسكي، أردت أن أعرف فعلًا كيف استطاع دايسكي أن يشرح لجورو شيئًا كهذا، فقال لي تلك العبارة: “انظر إلى هذه الزهرة الشجاعة، كانت مريضة تحت الثلج منذ زمن وها هي تزهر الآن، أعتقد أن الشجاعة الحقيقية تعني شيئًا كهذا” رائع دايسكي لم تخيب آمالي لكن.. لماذا بدوت حزينًا بالأمس؟!

 

  • مذكرات هيكارو السرية – توزيع أدوار جديد

    الحلقة الثانية والعشرون – توزيع أدوار جديد أنا في طريقي لبدء حياة جديدة أخيرًا، هذه المرة سأختار ما أريد وما أحتاج إليه، عندما كان تارو مريضًا ودايسكي غائب تمنيت لو كان بإمكاني الذهاب بنفسي للمدينة لإحضار البنسلين، وقتها أدركت أني لست الفتاة التي أريدها حقًا، لم أفكر قبل ذلك في تعلم القيادة، ولم يخطر ببالي…

  1. الصورة الرمزية لـ غير معرف
    غير معرف

    تعليقي سؤال هل في جزء ثاني للمسلل

  2. الصورة الرمزية لـ نسمة ممدوح

    لا يوجد جزء ثاني وإنما مسلسل انيمي جديد باسم جريندايزر يو سيعرض في 2024

اترك تعليقًا

هيكارو ماكيبا

موضوع هذه المدونة هو الأنمي الياباني الشهير UFO Robot Grendizer والذي أنتج بين عام 1975 و 1977 ودبلج للعربية في مطلع الثمانينات باسم “مغامرات الفضاء جريندايزر” ، كما دبلج لغيرها من اللغات مثل الفرنسية والإيطالية والإنجليزية.

Translate »