لم أفكر يومًا بأني سأفتح هذا الدفتر لأكتب فيه، تبدو الفكرة مضحكة بحق، دفتر يوميات! ماذا عسى المرء أن يكتب في دفتر كهذا؟ سألت نفسي هذا السؤال عشرات المرات، ولسبب غير معروف قد اقتنيت هذا الدفتر منذ سنتين في رحلتي إلى طوكيو مع مدرستي، لكنه ظل هناك في خزانتي لعامين كاملين، عامين من الوحدة التي لم تكن خياري له، هذا قدره حين اقتنته فتاة حياتها رتيبة وأيامها سواء مثلي، لا جديد في أيامي فكلها متشابهة، لا أقول حد الملل؛ ولكن لا شيء يذكر حقًا، نمارس أعمالنا هنا في مزرعة البتول الأبيض منذ ما يقرب من خمس سنوات، نخرج الأبقار والخيول صباحًا، نحلب الأبقار ونصحبها للمراعي، ثم نعود لنعتني بالطيور والدجاج والأرانب، نحمل الحليب للقرية لبيعه، وننقل المؤن الضرورية للعاملين بمركز الأبحاث القريب منا، نجمع الأبقار مع غروب الشمس، نطعم الخيول ومن ثم نتناول عشاءنا ونخلد للنوم، بالطبع أذهب لمدرستي بانتظام وأنجز ما يتوجب علي من أعمالي المنزلية، لكن.. لا صديقات مقربات ولا أقارب لنا، الزوار قلما يأتون، والسماء كما هي، والأرض على حالها منذ أن وعيت على هذه الدنيا، جميلة وهادئة؛ لكن بها من السكون ما يقتلني شوقًا للضجيج، وبها من الوحدة ما يجعلني آنس اليوم بكتابة مذكراتي التي لن يقرأها أحد.
اسمي؟ هل أبدأ فعلًا بكتابة اسمي؟ أهكذا تكتب اليوميات؟ أيقول الواحد منا أنا فلان ونشأت هنا ولي كذا وكذا؟ لا أعرف.. لكن لنفترض أن تلك بداية جيدة، إذن أنا هيكارو ماكيبا، ابنة أسرة صغيرة مكونة من أب وأخ صغير، أعيش في مزرعة البتول الأبيض في اليابان، لا زلت طالبة في الثانوية، أعتقد أن هذا يكفي.
والآن لأكتب عن الجديد الذي حدث أخيرًا بعد طول انتظار، جاء اليوم إلى مزرعتنا شاب غريب، هو ابن الدكتور أمون مدير مركز أبحاث الفضاء المجاور لنا وشريك أبي في المزرعة، لم أكن أعرف أن لدكتور أمون ولدًا وتفاجأت برؤيته، لم يكن يشبه دكتور أمون أبدًا، وإن بدا جميلًا وبه لمسة من السحر الغامض، يكبرني بسنوات ربما 6 أو 8 سنوات لا أعرف بالضبط، لكن مظهره يوحي أنه في منتصف العشرينات من العمر، طويل القامة ممشوق الجسم، له شعر بني طويل نوعًا وعينان زرقاوتان وبشرة بيضاء، لكن في ملامحة حزن غريب لم أعرف له سببًا، لم يكن يضحك أبدًا، فقط يبتسم من وقت لآخر دون رغبة حقيقية في الابتسام، يبدو لي أنه حزين و أنه يعاني على نحو ما، ربما كان فشلًا في علاقة عاطفية هو سبب هذا القدر الكبير من الحزن، لا أعرف، ولكن إن كان كذلك فهو على الأغلب حبٌ كبيرٌ جدًا.
قال دكتور أمون أن اسمه دايسكي، حسنًا اسم جميل على ما يبدو، قال أيضًا أنه سيقيم معنا في بيت المزرعة وسيعمل مع أبي، تفاجأت من فكرة عمله معنا في المزرعة، فهو شاب متعلم ووالده أستاذ محترم مهتم بشؤون الفضاء والكون، إذن لماذا يفضل هو أن يعمل في المزرعة؟ لا أعرف!
في ليلة وصوله لم نتبادل الأحاديث وإن قام دكتور أمون بتعريف كل واحدٍ منا بالآخر:
– الآنسة هيكارو ماكيبا ابنة صديقي وشريكي دانبي، والمسؤولة الأولى في مزرعة البتول الأبيض، هذا دايسكي أمون يا هيكارو شاب هادئ عاد لتوه من سفر طويل، سيقيم في المزرعة ويفكر بالعمل فيها، أعتقد أنكما ستعملان معًا.
ورغم مسحة الحزن والكآبة على ملامحه فقد ابتسم لي بهدوء وهو يحييني في ذلك اليوم:
– سًعدتً بلقائك يا هيكارو!
– وأنا كذلك دايسكي.
لكنه كان قليل الكلام، فلم أتمكن من معرفة شيء عنه في ذلك اليوم، لكن على كل حال يبدو شابًا وسيمًا وغامضًا وبه سحر غير مفهوم.
مذكرات هيكارو السرية هي عمل هواة لا يستهدف الربح، وهي مذكرات خيالية على لسان هيكارو ماكيبا تروي من خلالها قصة مسلسل جريندايزر كما عاشتها هي، مع الكثير من الحبكات الخيالية التي لم ترد في المسلسل، وجميع حقوق القصة الأصلية والشخصيات محفوظة لمؤلفها الأصلي السيد Go Nagai وشركة Toei Animation
مذكرات هيكارو السرية – ظهور دايسكي أمون الأول
ما قبل الحلقة الأولى لم أفكر يومًا بأني سأفتح هذا الدفتر لأكتب فيه، تبدو الفكرة مضحكة بحق، دفتر يوميات! ماذا عسى المرء أن يكتب في دفتر كهذا؟ سألت نفسي هذا السؤال عشرات المرات، ولسبب غير معروف قد اقتنيت هذا الدفتر منذ سنتين في رحلتي إلى طوكيو مع مدرستي، لكنه ظل هناك في خزانتي لعامين كاملين،…
موضوع هذه المدونة هو الأنمي الياباني الشهير UFO Robot Grendizer والذي أنتج بين عام 1975 و 1977 ودبلج للعربية في مطلع الثمانينات باسم “مغامرات الفضاء جريندايزر” ، كما دبلج لغيرها من اللغات مثل الفرنسية والإيطالية والإنجليزية.
اترك تعليقًا