الحلقة الرابعة – عرفت أنهم موجودون
تغيرت حياتنا كثيرًا منذ أن حضر كوجي إلى هنا، وبت أسمع صيحات أبي “يوفو.. يوفو حقيقي” على نحو متكرر، أخبرني كوجي باسم صحنه الذي أتى به، إنه التيفو! أذكر يوم وصوله أن دكتور أمون أتى على ذكر هذا الاسم على ما أظن، وأنه قال بأنه من صنع كوجي، حدثني كذلك عن رغبته بمحادثة رجال الفضاء وأنه يؤمن بوجودهم، يا إلهي! كوجي يشبه أبي في معتقداته كثيرًا!
في صباح اليوم التالي لوصول كوجي صاح أبي يخبرنا بوجود اليوفو، واندفع كوجي نحو التيفو فعلًا، رأيت دايسكي يندفع خلفه يحاول منعه على ما يبدو، كان الاثنان خارج المزرعة، ولم أتمكن من سماع حديثهما، لكن كان من الواضح أن الحديث الدائر بينهما غير ودي على الإطلاق، ولم أعرف السبب الذي دفع دايسكي لمنع كوجي من الإقلاع بصحنه أو تفسيره، لم يبد أن دايسكي كان على وفاق مع كوجي منذ الليلة الماضية، فما الذي يدفعه للركض نحوه ومحاولة إثنائه بهذه الطريقة؟ على كل حال كوجي لم يصغِ لنصيحة دايسكي وطار بالتيفو، ولم يمضِ وقت طويل حتى رأينا عدة نقاط تلتمع في السماء وبدا أن كوجي يخوض حربًا مع صحون طائرة فعلًا، تركنا دايسكي وذهب مسرعًا بدراجته النارية ولم يخبرني إلى أين هو ذاهب، هل سيذهب بدراجته لمكان المعركة؟ لا أعتقد فيبدو أن كوجي كان بعيدًا جدًا.
عاد دايسكي بعدها بساعة أو اثنتين، وعندما سالته عن كوجي أخبرني أنه بخير وأنه قد تعرض لإصابة بسيطة فقط، حمدًا لله!
ولكن وعلى الرغم من أن كوجي قد عاد سالمًا إلا أنني عرفت اليوم حقيقة جديدة: يوجد بالفعل فضائيون، وها هم قادمون نحو الأرض، ويبدو أنهم قادمون لأغراض شريرة!
ظهرت الصحون الطائرة المعادية بعد ذلك لأكثر من مرة، وفي يوم عيد المزرعة السابع أفسد قدومهم احتفالنا، لقد هاجمتنا الصحون بشراسة خلال الحفل، ودمروا أشياء كثيرة، وكنت أسمع وأشاهد في الأخبار هجماتهم الشرسة على مدينة طوكيو وغيرها من المدن القريبة منا، كانوا يهدمون الأبنية ويشعلون النيران، كانوا يظهرون ويختفون ولا نعرف متى وأين سيحدث الهجوم التالي، وكانت أعداد القتلى والجرحى تتزايد يومًا بعد يوم.
لقد تغيرت حياتنا كثيرًا، وفي حين كان أبي مصرًا على أن رجال الفضاء هم أصدقاء له، بدأت أعتقد أنا بالعكس، وبدأت تنتابني لحظات من الكآبة من وقت لآخر، لاحظت أيضًا أن دايسكي ازداد كآبة مثلي، فكرت أن بإمكاننا أن نتعاون معًا لنخفف من شعورنا السيء، حاولت أن أتودد إليه أكثر من مرة لكنه كان يائسًا بشكل غريب، وازداد شرودًا، حتى أنه كان يختفي كثيرًا خلال النهار، أحيانًا يغادر المزرعة، وأحيانًا ينفرد للعزف وحيدًا، كنت أراه ليلًا ساهرًا في شرفته وحيدًا يتطلع للسماء، بماذا كان يفكر وقتها يا ترى؟
اترك تعليقًا