اللعبة من إنتاج شركة Microaids الفرنسية، وبالطبع يظهر على التتر الأخير حفظ حقوق الملكية لـ Go Nagai وشركة Dynamic Planning و Toi Animation وذلك لاستخدام الشخصيات والقصة المملوكة لهم منذ سنوات، اللعبة بشكل عام جميلة وتحمل الكثير من الذكريات والمشاعر لمحبي جريندايزر، مع ذلك المآخذ عليها كثيرة جدًا.
القصة الأساسية في اللعبة قصيرة جدًا ومبتورة، بجانب مخالفتها للقصة الأصلية في الكثير من التفاصيل.
بدأت القصة على فليد، وهي نقطة جيدة إن كان صانعوا اللعبة قد أحسنوا استخدامها، لكن للأسف جاءت مشاهد فليد ضعيفة للغاية، ومخالفة لقصة دمار فليد وهروب دايسكي، ولنوضح هذا من خلال النقاط التالية:
- عندما قامت الحرب الفليدية لم يكن جريندايزر جاهزًا للانطلاق، واضطر دايسكي لخوض الصعاب للوصول إليه خاصة بعد أن تم إجبار علماء فليد لتحويله لأداة حرب، في اللعبة ظهر دايسكي وهو يعرف مكان دايزر بدقة، حيث وجده في الملاذ الآمن، وكان دايزر وحده دون سبيزر، توجه دايسكي له فورًا يوم هجوم قوات فيجا على فليد وهو اليوم ذاته الذي كان مقررًا أن يكون زفافًا لدايسكي وروبينا، في اللعبة كان جريندايزر جاهزًا للعمل فعلًا على عكس القصة.
- كان دايسكي وحده في دايزر يقاتل بمفرده في القصة الأصلية لكن في اللعبة ظهر معلم الأسرة الملكية وهو يوجهه لكيفية تشغيل دايزر ويعلمه القتال به ويتحدث إليه ويحاوره، هذا المعلم تم رسمه مشابهًا للرجل الذي أنقذ ماريا، من النقاط السيئة في القصة أن دايسكي هرب من فليد تاركًا هذا المعلم وراء ظهره دون تفسير واضح أو حتى شعور بالندم.
- لم يظهر كوكب فليد مدمرًا على النحو الذي ظهر به في القصة، لم تظهر قنابل الفيجاترون وهي تسقط على الكوكب مسببة الإنفجار الكبير الذي يشبه المشروم، لم يظهر كوكب فليد وكأنه جحيم مشتعل كالقصة، على العكس تمامًا كان كوكب فليد في اللعبة لا يزال أخضر، حرائق محدودة، بعض الأبخرة، وحدات الميني فو في الهواء، بعض الآليين هنا وهناك، ومدفعًا موجهًا صوب القصر.
- غابت شخصيات على حساب شخصيات أخرى، فعلى الرغم من أن القصة الأصلية تظهر موروس بوضوح وقت اشتعال الحرب ووجود دايسكي معه، إلا أن القصة في اللعبة استبعدت موروس تمامًا، وسعت لإرضاء المعجبين بطريقة مباشرة وفجة، فجعلوا اشتعال الحرب هو ذاته يوم الزفاف، أظهروا نايدا وروبينا بوضوح، دفعوا نايدا للدفاع عن روبينا دون أي مبرر درامي لا في القصة ولا اللعبة، أداروا حوارًا بين دايسكي وروبينا مقتبس بعضه من الأنيمي في حلقة متقدمة جدًا، بجانب بعض التفسيرات، فتم تحوير جملة “أنت جميلة كتلك الوردة” لتكون “أهديتك قلبي يا روبينا” لكن احتفظوا بموقف دايسكي اللائم والمتشكك، لم يلتق دايسكي روبينا في اللعبة ولكن تحدث إليها عبر جهاز الاتصال فقط وتركها ورحل.
- ادعت اللبعة أن روبينا لم تكن تعرف شيئًا عن مخططات فيجا وأن والدها قد حبسها في المركبة عمدًا، وأنها لا تعرف شيئًا عن دمار فليد، وأنها طلبت من دايسكي الهرب وقالت بأنها ستبحث عنه، هذا كله مخالف للقصة الأصلية، فروبينا لم تكن تعرف أين دايسكي ولم تكن تبحث عنه ولا ساعدته على الهروب، هو لم يذكر ذلك لا قبل ظهورها ولا بعده، وهي تم إخبارها بأنه مات، وعلى عكس اللعبة انخرطت روبينا في العمل السياسي والعسكري مع والدها ولم تكن ضد سياسته إلا عندما تعارضت مع مصالحها الخاصة، حاولت اللعبة أن تظهر بسذاجة روبينا كأميرة للسلام مستخدمة روبينا ونايدا، لكن مع ذلك لم يتغير موقف دايسكي في اللعبة، لم يقتنع بدفاع نايدا ولم يخفض جناحه لروبينا.
- نايدا أيضًا هي محل خلاف في اللعبة، ظهرت نايدا والتقاها دايسكي ودافع عنها وشكرته، وكان عليها الهروب بوالدها وشقيقها وشعب فليد عن طريق صواريخ ضخمة أطلقها دايسكي، في القصة الأصلية دايسكي فقد نايدا في الهجوم ولم يعرف شيئًا عنها مطلقًا، كما أن موقفها منه لم يكن واضحًا، السؤال: ماذا لو أن نايدا قد ظهرت مجددًا في اللعبة؟ لقد نُسف دور نايدا الأصلي وبقوة.
- هروب دايسكي من فليد هو معضلة أخرى، لقد واجه دايسكي وحش فيجا قرب القصر الملكي، وكاد الوحش أن يفتك بدايزر حتى أرسل إليه معلم الأسرة الملكية سبيزر فانطلق بها هاربًا من فليد، لو أن هذا ما حدث في القصة لسُحِقَ دايسكي سحقًا من الندم، ولكن في القصة ذكر دايسكي بأنه رحل لأن كوكب فليد دمر تدميرًا كاملًا وتلوث بإشعاعات فيجاترون، والفارق واضح وكبير، ما حدث في اللعبة مطابق لما أوحى به فيجا الكبير لنايدا: “دوق فليد خائن.. ولكي ينجو بنفسه هرب على جريندايزر وأبقاكِ”.
ما جاء بعد ذلك يمكن تقبله سواء ظهور كوجي أو معرفته بدايسكي أو المعارك التي دارت، أو موقف دايسكي من كوجي، كل هذا كان مقبولًا لولا بتر القصة بعد ظهور القائد جورمان وقتال جن جن، في اللعبة كانت قوات فيجا قد أغرقت اليابان بسرعة كبيرة، انتشرت آلياتهم في كل مكان، ولكن المعركة مع جن جن كانت الأخيرة، وبعدها قال كوجي لدايسكي أن بإمكانهم الاحتفال الآن بالنصر، وانتهت القصة، انتهت القصة عند أحداث الحلقة 7 (حتى لو أخسر حياتي)، انتهت تاركة الكثير من الشخصيات في اللعبة في مواقف درامية غير مكتملة:
- هيكارو تسأل دايسكي لماذا يختفي كلما ظهر يوفو، وهي مقدمة معرفة هيكارو بحقيقة دوق فليد.
- هيكارو تعبر لدايسكي عن استيائها من دورها السلبي وهي بالضبط مقدمة اشتراك هيكارو في الحرب.
- دانبي يتساءل عن مظهر دايسكي ويصفه بأنه مرهق ولا أحد يدري السبب.
- يتحدث ياماذا عن ضرورة ابتكار سلاح جديد لكوجي بدلًا من التيفو التي لا توافق إمكانياته، وهي مقدمة سبيزر المزدوج.
- قادة فيجا يرون بأن عليهم أن يهتموا بالمعارك البحرية لا البرية.
- فيجا يؤكد لقادته أن عليهم غزو الأرض والقضاء على جريندايزر بأي ثمن.
هذا من حيث القصة، ماذا عن اللعبة بشكل عام؟
- غابت المشاهد السينمائية غالبًا من اللعبة، وما وجد فيها كان سيئًا، ولم تتضمن أي مشهد من الأنيمي على الأقل، لا توجد لقطة سينمائية جيدة لكوكب فليد ولا لدايزر تظهر ضخامته ولا لمركز الأبحاث الذي ظهر فقيرًا جدًا، الأمر ذاته يسري على مزرعة البتول الأبيض التي رغم جمالها لم تحظ بلقطة سينمائية كالتي تستحقها.
- الحوار بين الشخصيات جاء بطريقة المانجا، شخصية تظهر و Bubble speech فقط دون تحريك للأسف.
- اللعبة ليست جيدة كفاية ولم يتم عملها على نحو مفتوح وكأن اللاعب يتحرك بجريندايزر بحرية، يقفز بدايزر ثم يلتحم بسبيزر بناء على قراره ورؤيته، دايزر كذلك لم يكن يستطيع التسلق، وكان دايزر يسير فتختفي العناصر وتظهر ولا تتحطم.
- لم يتمكن اللاعب من دخول كابينة القيادة أو رؤية المشهد بعيني دايسكي من الداخل، لا من داخل دايزر ولا سبيزر.
- لا توجد خريطة في اللعبة تساعد على التحرك، المساحات قليلة وضيقة، والخريطة الموجودة لا تعدو كونها قائمة للتنقل من منطقة لأخرى، لكن برج المراقبة والمهمات وغيرها لا تبدوا على الخريطة مطلقًا، ماذا عن الرادار الموجود داخل كابينة دايزر في الأنيمي؟ ماذا عن الأجهزة والشاشات التي تملؤه من الداخل؟ لا شيء مطلقًا.
- التعريف بمعاني الرموز مفقود، وهناك مهمات عشوائية غير مفهومة، مثل جمع أبقار دانبي التي هربت، هذه الأبقار لا يمكن البحث عنها بطريقة منطقية وإنما هي منتشرة في كل مكان: السهول، الساحل، المطار، المدينة والأرخبيل.
- لا توجد في اللعبة مهمات فرعية أو مستويات مستقلة يمكن لعبها بعيدًا عن القصة الأساسية، ولا يمكن الرجوع لنقطة سابقة في القصة بحرية، فإذا أردت أن تلعب في فليد مجددًا فعليك أن تبدأ من الصفر وتفقد كل ترقيات جريندايزر مثلًا.
- مع ذلك: موسيقى اللعبة جميلة مع قلة المقطوعات للأسف لكنها جميلة.
- الترجمة العربية بها بعض المشكلات للأسف وأحيانًا يظهر السطر الثاني قبل الأول.
- الدوبلاج متوسط الجودة، لكن به الكثير والكثير من الأخطاء، بعض الأسماء تم نطقها بطريقة خاطئة، تم تسجيل جمل جهاد الأطرش وهو يحدث بانتا باعتباره يحدث فتاة لا فتى، فيقول لها أنتِ لا أنتَ، الأداء الصوتي مبالغ به في الكثير من المقاطع للأسف.
لكن تبقى كلمة الختام:
رغم كل العيوب سعدنا بإحياء جريندايزر الذي أثبت أنه عَصِيٌّ على كل من يحاول الاقتراب منه، بعد إنهاء اللعبة ستشعر بحنين جارف للأنيمي، وحتى لو كان الأنيمي من إنتاج السبعينات فستشعر بأنه أروع من لعبة فيديو أنتجت في الألفية الثانية.
اترك تعليقًا