الأميرة ماريا فليد

الأميرة ماريا فليد

“ماريا فليد” أو “ماريا جريس” هي الأميرة الصغيرة التي ظهرت دون سابق تمهيد في الحلقة ٤٩ (رأيت أخي في غروب الشمس الأحمر) هي الأخت الصغرى لدوق فليد، وبكلمات أدق هي الأخت الوحيدة للأمير الشاب، تصغره كثيرًا وفي حين بدا دوق شابًا وقت اشتعال الحرب كانت ماريا طفلة صغيرة.

بناء على عمر ماريا وقت اشتعال الحرب فإن ذكرياتها عن كوكب فليد ومعرفتها بالشخصيات هناك وعلاقاتها محدودة، ولم يكن وجود دايسكي عميقًا في ذاكرتها، وعوضًا عنه كان لها صديق طفولة لا ينتمي للأسرة الحاكمة هو كاين.

اشتعلت الحرب ووصلت ماريا للأرض بمساعدة الرجل الفليدي العجوز والذي كان قريبًا من الأسرة الحاكمة، وهو أيضًا أحد الناجين الذي لم يعرف عنهم دايسكي شيئًا، ظن العجوز أن الملك والملكة فليد ودوق قد قتلوا في الحرب ويبدو أنه لم يرى موتهم بعينيه أو يرى جثثهم، حمل الأميرة في مركبته وهرب بها على غير هدى حتى وصل للأرض وعاش فيها، ليس مؤكدًا إن كان العجوز قد وصل لليابان أولًا أم انتقل إليها لكنه في نهاية المطاف وصل لبلدة على ساحل بحر اليابان وعاش في بيت متطرف وسط الأشجار.

كان لانتقال ماريا في سن صغيرة ومشاهدتها ويلات الحرب دورًا كبيرًا في تشوش ذاكرتها، وقد عاشت ماريا مع العجوز معتقدة بأنه جدها وقد انمحت صورة والديها من ذاكرتها تقريبًا، كما أن تذكرها لوجود شقيق أكبر بحياتها كان باهتًا للغاية، نشأت ماريا وحيدة دون أشقاء، لهذا سعت لتكوين الصداقات مع الآخرين، ومع ذلك بدا أن العجوز لم بكن مرحبًا كثيرًا بنوعية الصداقات التي تخوضها ماريا، فقد كانت فتاة مراهقة متحمسة ومندفعة، كانت جميلة وتحب ركوب الدراجات وأصدقاؤها من الفتيان، وفي الظهور الأول لماريا بدا واضحًا من حديثها مع العجوز حال إصابته أنها كانت مشاغبة نوعًا ولا تصغي إليه كثيرًا “سامحني يا جدي لن أذهب مرة أخرى على الدراجة سأكون مطيعة وأفعل كل ما تطلبه مني” هذا الحديث رغم بساطته يشير بوضوح لحياة ماريا السابقة مع العجوز، وهو أيضًا يتناسب كثيرًا مع كونها مراهقة بعمر الرابعة عشرة، وهي في هذا الموقف كانت تشبه هيكارو كثيرًا التي كانت تصادق دايسكي رغم رفض دانبي العجوز، وكلتاهما كانتا في سن المراهقة رغم أن هيكارو كانت أكبر سنًا نوعًا ما من ماريا حتى في بداية ظهورها.

تطورت شخصية ماريا بسرعة وعلى نحو حاد، كانت البداية حين أطلعها العجوز على السر قبل موته بساعات، لقد وصفت ماريا كلام العجوز بالحديث الغريب ولم تكن تميل لتصديقه وهذا يشير لعدم تذكر ماريا فعلًا لما حدث في طفولتها، فأهوال الحرب أصابتها بما يشبه الصدمة، كما أن غياب كل المؤثرات التي قد تذكرها بالماضي ساعدها على نسيانه أو تناسيه لا شعوريًا، إلا أن العجوز قدم لماريا دليلًا على صدق كلامه وأشار للقلادة الفليدية التي ترتديها دون علم، لكن المعلم الهام والتغير الحاد في شخصية ماريا ظهر جليًا على لسانها، ففي حين وصفها العجوز بأنها السيدة ماريا فليد ابنة فليد الكبير – بالرغم من ذلك وصفت ماريا نفسها بقولها: “السيدة ماريا فليد.. السيدة العظيمة ماريا فليد” كانت ماريا التي تودع الطفولة وتقترب من الشباب وتعاني من اضطرابات المراهقة تجد في نفسها تفوقًا لا تعرف سببه، وكان بشخصيتها ملمح من ملامح الزهو والافراط نوعًا ما في تقدير الذات، وكانت معتادة على كلمات الإطراء من رفاقها، ففي مشهد ظهورها الأول سمعت تلك العبارات: “تعرفين يصعب أن نغلبك يا ماريا” “ربحت ربحت ثانية”، هذا التقدير العالي للذات لم يأت من فراغ، فقد كانت ماريا متميزة فعلًا بسرعتها وحضورها وشجاعتها وتركيزها العالي والأهم إرادتها القوية، لكن على الجانب الآخر كان لهذا التقدير المتزايد انعكاسات سيئة على شخصية ماريا.

وقفت ماريا تنظر للسماء وتمسك بالقلادة وتتساءل عن السبب الذي دفع بالعجوز ليبوح لها بالسر، فأخبر ها عن موت والديها وأخيها وحدثها عن جريندايزر.

أثار العجوز بكلامه عن جريندايزر الكثير داخل ماريا التي تحولت حياتها وتبدلت في ليلة واحدة من حياة هانئة وسعيدة لحياة مضطربة تعاني فيها من أزمة هوية شديدة،

فارق العجوز الحياة أخيرًا بعد أن أخبر ماريا بأن كل من كانوا على فليد تلاشوا ومن بينهم والديها وشقيقها، وأكد لها أن من يقود الجراينديزر الآن هو شيطان فيجا الذي دمر فليد، وأوصاها باستعادة جريندايزر، وعندما سألته كيف أجابها بأن القلادة سترشدها إلبه، وأنها ستلتمع حين تقترب منه، ومات العجوز تاركًا ماريا وحيدة.

بكت ماريا العجوز بحرقة لكنها استعادت توازنها سريعًا، دفنت العجوز وصلت على قبره وشكرت له تربيته لها، ثم حدث التطور الثاني في شخصيتها، رفعت ماريا السلاح بكلتا يديها: مسدس وسيف، وقالت وهي في وضعية قتالية:”انا السيدة العظيمة ماريا فليد وسأسترد حتمًا جريندايزر من يدي ذلك الشيطان” وانطلقت، كانت عقيدة ماريا في تلك اللحظة هشة للغاية وانفعالية إلى حد كبير، فشعور الانتماء لوطن ضائع لم يجد الوقت الكافي ليرسخ داخلها بعد، غياب ذكرياتها جعلها مضطربة إلى حد كبير، موت العجوز وشعورها بالوحدة مع غرابة مر عرفته سبب لها اضطرابًا حادًا مصحوب بشيء من الهوس بالنفس، ماريا سعت لاسترداد جريندايزر دون أن تعرف ماذا ستفعل به، حاولت الحصول على مركبة ضخمة بمسدس وسيف، على كل حال التمعت قلادة ماريا حين ظهر جريندايزر في السماء فتبعته، اخيرًا أوصلتها القلادة لمركز الأبحاث في مغرب يوم طويل وحافل بالمعارك.

وصلت ماريا فتسللت لبوابة المركز، رأت في فنائه دايسكي وهيكارو متجاورين يواجهان كوجي الذي كان يتحدث منفعلًا:

– تعلمان لو كان معنا صديق وأطلقناه بالسلاح الثاقب…

كانت ماريا تكرر لنفسها بأنها وجدت قلعة شياطين رغم ما تراه أمامها، لم يكن في مظهر الثلاثة أو وقفتهم أو حديثهم ما يريب لكن ماريا لم تهتم بذلك، هي تصدق العجوز وهذا طبيعي جدًا.

انقضت ماريا على الجميع واسقطها كوجي أرضًا وهي يهتف:

– انتبهي أنت جميلة جدًا لتكوني قد انقدتي لهم!

كانت هي تلوح بسيفها وقلادتها تتأرجح في الهواء، ميز دايسكي القلادة فحاول استيقافها وهو يسألها عن شخصيتها، لكن ماريا كانت غاضبة ومندفعة ومتحمسة لدرجة أن تجيب دايسكي وهي تشق صدره بسيفها:

– أنا السيدة ماريا فليد وجئت إلى هنا لأسترجع جريندايزر!

لازالت ماريا تقر على وصف نفسها بالسيدة رغم صغر سنها، والغريب جرأتها في استخدام السلاح وتوجيه الضربات المباشرة به.

لكن صدمة ماريا كانت حين شق السيف قميص دايسكي وسقطت قلادته الفليدية، انحنت تلتقطها بدهشة وارتباك فاخبرها بالحقيقة:

– انا دوق فليد أنا دوق فليد يا ماريا!

هنا انغجرت عواطف ماريا وتبدلت من قطة شرسة لحمامة وادعة، اشرأبت برأسها تتظر لدايسكي، راحت تكرر:

– انت أخي! أنت حي با أخي؟!

لقد تلقت ماريا خبر موت دايسكي ونجاته في أقل من ٢٤ ساعة مما شوش تفكيرها وعاطفتها لكن حب دايسكي واحتوائه وتطمينه لها ساعد على استعادتها لتوازنها سريعًا.

انتقلت ماريا للعيش في مزرعة البتول الأبيض وبدأت تتعرف على الآخرين وتكون فكرة عن كل منهم، أحبت جورو الذي وجد فيها رفيقًا مسليًا حنونًا، أحبت مرح دانبي الذي كان معجبًا بجمالها وحضورها، أنجذبت لكوجي بمرحه وهوايته المشابهة لها وهي ركوب الدراجة والتسابق بها، لكن لم يظهر انسجامها مع هيكارو خاصة مع ملاحظتها لقربها من دايسكي، كما لم يبد أن ماريا و جدت مساحة مشتركة بينها وبين دايسكي سوى ارتباطهما العائلي، ولم يبد أنها كونت أيضًا روابط قوية مع دكتور أمون، ماريا كانت من أسرة دايسكي حقًا لكنها لم تكون علاقات قوية مع أسرته الجديدة على الأرض وهي في ذلك تشبه نايدا كثيرًا في ظهورها.

يتضح من الأحداث أن دايسكي كان يحدث ماريا كثيرًا في الفترة الأولى عن كوكب فليد وعن قوات فيجا وما تسببت به من دمار، كما يبدو أنه حدثها عن والديهما أيضًا، وربما حكى لها عن بعض ما مر به من أحداث على الأرض، وأغلب الظن أن هيكارو كانت حاضرة بقوة في حكاياته، على كل حال بدأت ماريا تكون توجهًا جديدًا للقتال، رأت تفسها الأصغر بين الجميع، وكانت تشعر بثقة عالية بالنفس، لهذا طلبت من دايسكي أن تنضم للفريق، ونزل دايسكي عند رغبتها فظهر وهو يحدث دكتور أمون منفردًا ويطلب منه بوضوح السماح لماريا بالانضمام للفريق:

– أفضل إبعاد ماريا عن الفريق.

– لكن ماريا أختي كما تعلم.

– وعمرها أربعة عشر.

– محاربة قوات فيجا مهمة وهذا الواجب يقع على عاتق ماريا وعلى عاتقي.

– لكن

– ماريا بالإضافة إلى كوجي وهيكارو ثلاثة يكفون لأسلحة الفضاء.. رجاء دكتور دع ماريا تنضم للفريق أرجوك!

يظهر من حديث دايسكي أن ماريا أبدت له رغبتها وأنه شجع هذه الرغبة ولم يحاول كبحها، وكان يرى هذه الرغبة استجابة لنداء الواجب، وعلى عكس موقفه العاطفي من ضم هيكارو للفريق بدا منطقيًا في ضم ماريا، في ساحة التدريب لم يبد أن دايسكي كان يقنع ماريا بل بالعكس هي كانت راغبة بذلك، حتى أنها ردت على نصيحته الودودة بنبرة متعالية نوعًا:

– اهدئي ماريا.

– أنا أعرف ما الذي يجب فعله تمامًا.

ثم بدأ التدريب وأثبتت ماريا قدرتها ودقة تركيزها، وحظت بمدح الكل وثنائهم عليها، ردد دايسكي بفخر “رائع رائع” وكوجي: “مدهشة” وهيكارو: “نجحت ماريا من التجربة الأولى أنا فشلت مرارًا” “يحق لدايسكي أن يفخر بها يا كوجي”، في المقابل تلفت ماريا مديحهم على نحو مألوف وكأنها معتادة على أن تكون في بؤرة الضوء، بل إن ماريا ذات الأربعة عشرة عامًا والتي عرفت منذ فترة ليست بالطويلة أنها تنتمي لأسرة ملكية في كوكب قد فنى ردت على ثناء هيكارو عليها بقولها: “لست مثلك أنا ابنة فليد يا هيكارو”، في تلك اللحظة شعر دايسكي بالخطر، ماريا تحمل ثقة زائدة بالنفس وغرورًا واهيًا يعود لنسبها، دايسكي الذي قال في الحلقة الثانية لكوجي: “وأنا أعتبر تفسي من سكان هذه الأرض وأحب أن تبقى خضراء” استوقف مازيا بقوله: “ماريا لا تنغري بنجاحك الأول يهمني النجاح المستمر، هيكارو أصبحت ماهرة جدًا في القتال” وامتعضت هي لملاحظته وتوجيهه لها علنًا أمام الجميع.

ثم بدأت تظهر جوانب القوة في شخصية ماريا: شجاعة، سريعة التعلم، مرحة، معتدة بنفسها جدًا وأخيرًا تملك بصيرة قوية، تستطيع ماريا أن تتنبأ بالأحداث قبل وقوعها أحيانًا وعلى نحو لا إرادي وغير مفهوم، لكن هذه القدرة العجيبة والنادرة كانت تزعج ماريا وقد تكون هي سبب من أسباب تفوقها في الكثير من الأنشطة وانها لهذا تكرهها لشعورها بالذنب وعدم الإنصاف مع الآخرين.

لكن ماذا عن خروج ماريا للمعارك؟

غلب على ماريا في بداية مشوارها القتالي الرغبة في التفوق واثبات الجدارة ليس في تعاملها مع هيكارو فقط؛ بل مع كوجي أيضًا، وكما علقت هيكارو عليها: “يا لك من فتاة” كان كوجي ينتقد تصرفاتها علنًا: “لا تقفزي قبلي يا ماريا” “لا تخرجي من التشكيل بطريقة عشوائية” “نهاجمه نحن الثلاثة معًا وإلا فشلنا” “ماذا تفعلين يا هذه” “مهارتك في الضربة الأخيرة!”، كما كان دايسكي حريصًا على توجيه ماريا وتهذيب سلوكها، ففي أول خروج لها:

– أخي هل شاهدت براعتي؟

– ماريا لا تنسي أن مهمتنا الأساسية هي الحفاظ على السلام في هذه الأرض.

لقد كانت دوافع دايسكي وماريا مختلفة جدًا لكنه كان حريصًا على جذبها إليه، في مشهد آخر: “هل شكرت كوجي على مساعدتك؟” “ماريا انتبهي ماهذا الذي تقولينه”.

لكن ماريا المراهقة وقعت في حب كوجي، كان لشخصية كوجي المرحة والمتحمسة دورًا في ذلك، كوجي كان يعاني فراغًا عاطفيًا كبيرًا قبل وصول ماريا ويبدو أنه كان سعيدًا بصحبة ماريا وبروح التحدي التي تمتلكها، فمثلًا سباق الدراجات ورفضها لتهاونه معها وحديثه لتفسه:”حاولت التهاون معها لأنها أخت دايسكي، الآن سألقنها درسًا لن تنساه” وكذلك في سباق الخيول: “فوزك مستبعد!” وكان تفوق كوجي على ماريا يعيد إليه التوازن الذي يحتاج إليه، لكن شيئًا فشيئًا تغيرت علاقة الاثنين وأصبحت ماريا أكثر تعلقًا بكوجي وأصبح هو أكثر صدقًا معها، ففي الحلقة ٦٠ (قلعة طوكيو ستدمر الساعة السابعة مساء) دار حوار مهم بين كوجي وماريا:

– كوجي لماذا تعاملني كطفلة؟

– لا أظن أن هيكارو تعاملك كطفلة هي فقط تخاف عليك يا ماريا.

– كوجي أنا لا أتحدث عن هيكارو بل أقول أنك أنت من يعاملني كطفلة فلماذا يا كوجي؟

– أصبحت كبيرة يا ماريا أنت الآن في فريقنا.

– شكرًا يا كوجي

ومن هنا كان التحول الأكبر في علاقة ماريا وكوجي، كانت ماريا تلحق بكوجي في جولات الاستطلاع وأبدت قلقها دون تحفظ أمام دايسكي الذي طلب منها أن تترك كوجي يذهب وأن تبقى على استعداد: “لكن لن أشعر براحة إذا ذهب كوجي وحده”، كذلك في الحلقة ٦٦ (الموت تحت سطح البحر بأربعمائة متر) حين خرجت نيابة عن هيكارو لتمنحها الفرصة للبقاء مع والدها في رأس السنة، وتبعته كذلك في الحلقة ٦٧ (انسفوا قاعدة الغواصات) خروجًا عن اوامر دايسكي كقائد للفريق.

كما ظهر حب ماريا وغيرتها على كوجي في الحلقة ٦٤ (خمس دقائق قبل تدمير طوكيو” حين كانت تقرأ له حظه في الحب باستخدام أوراق اللعب: “لا بمكن أن يكون هناك فتيات غير…” واحمر وجهها خجلًا وأسكتت جورو الذي سألها بعفوية:”لماذا خجلتي يا ماريا”

من جهة كوجي فقد ظهر دعمه لماريا واضحًا في الحلقة ٦٨ (ماريا في العاصفة الثلجية) و ٧٠ (إلى اللقاء يا ملك فليد)

أما عن علاقة ماريا بهيكارو فيبدو أنها مرت بمراحل عديدة، في البداية لم يبد أن ماريا منسجمة مع هيكارو أو ترتاح لوجودها، كما بدت مستاءة من موقف دايسكي تجاهها ويبدو أن هيكارو كانت حاضرة بقوة في أحاديث دايسكي مع ماريا مما دفعها لقول جملتها في ساحة المعركة: “ألا تفكر بأحد سوى هيكارو” على الرغم من أن توقع دايسكي لقدوم هبكارو كان الأقرب للمنطق ليس بالنسبة له وحده بل للجميع، فكوجي مصاب وماريا حديثة عهد بالفريق، فالبديهي أن تخرج هيكارو لا ماريا ومع ذلك لم يبد أن ماريا راضية عن ذلك، لكن بعد فترة اتضحت محاولات هيكارو لاحتواء ماريا بدليل جملة كوجي:”هي تخاف عليكي يا ماريا”، ثم بدا أن ماريا تتقبل هيكارو وتحبها بصدق في الحلقة ٥٨ (ظهور جريندايزر مزيف) حيث خافت عليها في المعركة وبكت قرب فراشها وخرجت لقتل دوق الذي ظنته كالبقية قد تحول شيطانًا لدرجة أن وجه ضربته لهيكارو دون شفقة، وأخيرًا حبن خشت على مشاعر هيكارو في موقف الشرفة الشهير في الحلقة ٧٢ (نجم الوطن البعيد)

لكن الجانب الإنساني في شخصية ماريا بدأ بالظهور من الحلقة ٥٨ تحديدًا، خوف ماريا على هيكارو وصدمتها في دايسكي، ثم دفاعها عن دايسكي في وجه مقاتلي فيجا في القاعدة الجوية في الحلقة ٥٩، ثم انفعالها في الحلقة ٦٣ (اختفاء كيركا في الجليد) وتعريض نفسها للخطر لحماية دايسكي، حيث وقفت تحول بين كيركا وبينه في وضع مشابه لما فعلته هيكارو في الحلقة ٣٤ (دمعة الذئب)، تلا ذلك انفعالها وبكائها وقلقها الجارف على مصير دايسكي وهيكارو في الحلقة ٦٦ (الموت تحت سطح البحر ب ٤٠٠) ومن ثم قلقها الصادق على مصير كوجي في الحلقة التالية، وبدء أزمة الحنين والعودة للماضي البعيد ابتداء من الحلقة ٦٨ ورؤيتها لكاين وعودة الذكريات البعيدة رويدًا رويدًا وهو ما أثار بداخلها الحنين للأسرة والوطن ودفعها لحالة من اليأس والكآبة في الحلقة ٦٩ (زوريل في محنة) وجعل دوق يرفع من معنوياتها قائلًا:”عليك أن تحافظي على معنوياتك مرتفعة حتى تعودي إلي كوكبنا فليد يومًا ما يا ماريا” كان يكلمها وكأن العودة لا تشمله وهي لم تنتبه لذلك كما لم تنتبه إليه لاحقًا في الحلقة ٧٣ وهو يودعها، صغر سن ماريا كان له دورًا كبيرًا في مواقف كتلك.

عودة لأزمة الحنين للأسرة فقد وقعت ماريا في قاع البئر فعلًا في الحلقة ٧٠ حين استخدمتها السيدة جاندال كفخ، ومع معاناة ماريا الشديدة ظهر عمق صداقة كوجي ودعمه لها وهو يحاول إقناع دايسكي بتركها تذهب ووعده لها بحمايتها، وانهارت ماريا باكية في نهاية الحلقة، وتحول حنينها لحنين للوطن بعد أن تأكدت من موت والديها للأبد، راحت تسأل دايسكي بشغف عن كوكب فليد في الحلقة ٧٢ واثارت شجونه وذكرياته، ثم بدت عواطفها الرقيقة لحظة موت روبينا حين غادرت سلاحها وحاولت الاندفاع نحوها وهي لا تعرفها واستوقفها كوجي.

ماريا كانت تعبر عن دواخلها بوضوح: حب، كره، فرح، حزن، ابتهاج، كآبة، تعاطف، تعالي،الخ، ماريا كانت صافية كالماء وواضحة كالشمس.

في لحظات الوداع قطعت ماريا على هيكارو ودايسكي كلمات الوداع بقولها:

– لقد حان الوقت يا أخي!

ماريا كانت تشعر بثقل الموقف وأرادت أن تضع حدًا لآلام الجميع وبقيت في جريندايزر تذرف الدمع على فراق كوحي، وأضاء وجهها وهي تقترب من كوكب فليد حيث تمنت أن تذهب يومًا لترى هذا الوطن الذي غادرته وبالكاد تذكر منه ملامح باهتة أوضحها نار عظيمة اشتعلت في الحرب كأنها الجحيم.


اشترك في موقع هيكارو ماكيبا – 牧葉 ひかる وكن أول من يقرأ جديد المقالات

Subscribe to get the latest posts sent to your email.

التصنيف: 1 من أصل 5.

اترك تعليقًا

روايات جريندايزرية - اقرأ وحمل مجانًا

  • الأميرة العاشقة – الأميرة روبينا من كوكب فيجا

    الأميرة العاشقة – الأميرة روبينا من كوكب فيجا

    جاءت فكرة هذه القصة القصيرة بعد كتابة قصة نايدا بارون بناء على طلب من إحدى محبيها وكتحدٍ لإنصاف شخصيات مسلسل جريندايزر والنظر إليهم كحالات فردية، ثم ولدت قصة «الاميرة العاشقة» لتكون إهداءً لإحدى محبي شخصية الأميرة روبينا فيجا والتي تشابهت معها في صفاتها العذبة، تحاول القصة تصوير أحداث الحلقة 72 من مسلسل مغامرات الفضاء UFO...

    المزيد

  • دكتور أمون يروي تفاصيلًا خاصة

    دكتور أمون يروي تفاصيلًا خاصة

    رواية قصيرة على لسان دكتور جينزو أمون، يتحدث فيها عن حياته قبل لقائه بدايسكي، ويروي أحداث مسلسل مغامرات الفضاء UFO Robot Grendizer كما عاشها هو وبطريقته الخاصة.

    المزيد

  • اسبق العدو بخطوة

    اسبق العدو بخطوة

    أبطال هذه الرواية هم فريق القتال في مسلسل الأنيمي الشهير UFO Robot Grendizer أو مغامرات الفضاء الذي أنتج في أواخر سبعينات القرن العشرين في اليابان، ودبلج للعديد من اللغات وحاز شعبية كبيرة في الشرق الأوسط وأوروبا بشكل خاص. تقع أحداث هذه الرواية بين الحلقتين 70 و 71 من الأنيمي، وتعتبر عمل هواة غير هادف للربح....

    المزيد

  • مذكرات هيكارو السرية

    مذكرات هيكارو السرية

    نحن نرى دومًا جانبًا من الحقيقة، إنه الجزء المضيء من اللوحة من حيث نقف، لكن تظل الحقيقة دومًا غامضة، الكل يتوهم أنه يعرف، وفي النهاية نبقى جميعنا بحاجة للتكامل وجمع الرؤى لنكمل الصورة. في هذه الرواية التي كُتبت على هيئة مذكرات شخصية تروي هيكارو ماكيبا الفتاة اليابانية قصتها، تروي تفاصيلًا لم ترد في قصة مسلسل...

    المزيد

هيكارو ماكيبا

موضوع هذه المدونة هو الأنمي الياباني الشهير UFO Robot Grendizer والذي أنتج بين عام 1975 و 1977 ودبلج للعربية في مطلع الثمانينات باسم “مغامرات الفضاء جريندايزر” ، كما دبلج لغيرها من اللغات مثل الفرنسية والإيطالية والإنجليزية.

Translate »