قد يبدو عنوان المنشور غريبًا لكن هذا الوصف توصلت إليه بعد قراءة الكثير من المنشورات والقشة التي قصمت ظهر البعير كانت اليوم، إذن دعونا نبدأ!
ظهور الأميرة روبينا وكل الصخب الذي دار حولها جاء من سببين أساسيين:
– جمال الأميرة الظاهري وهذا أسهبت فيه من قبل من الناحية الدرامية.
– علاقة الأميرة السابقة بدايسكي وهنا مربط الفرس.
محبي روبينا يدعون بقوة أن روبينا كانت حب دوق وأنه كان متيمًا بها كعاشق ، وأنه عاش طوال ثمان سنوات على الأرض مغلقًا قلبه عليها رغم حب هيكارو له، ويصرون بقوة على أنه لا يحب هيكارو هذا إن وافقوا على كونه يحتمل وجودها من الأساس، طبعًا لكل مشاهد وجهة نظره لكن عندما نضع بعض الملاحظات -من منشورات الجمهور – بجانب بعضها البعض ستذهلون:
دوق يعشق نايدا لأنها حب المراهقة.
-نايدا أنسب لدوق من هيكارو كونها من الطبقة الأرستقراطية.
الدوق يعشق روبينا لأنها كانت خطيبته (طبعًا مع تحفظي الدائم على الفرق بين مشروع الزواج والخطبة الحقيقية، فالقصة لم تقر صراحة بأنها كانت خطيبته)
ماريا تحب كاين وقد بدا هذا واضحًا عليها حين التقته.
كاين من فليد فمن الطبيعي أن تبقى ماريا محتفظة به بقلبها.
كوجي عندما رآى ماريا تبكي على كين عرف أنها لا تحبه وأن قلبها لغيره.
بصراحة هذه الكتابات تثير العجب، بل أشد العجب، لأن أصحابها عالقين في متلازمة روبينا وهي كالتالي:
أمير يحب أميرة جميلة ويقدم على خطبتها وتفرقهما الظروف فيبقى وفيًا لها مدى الحياة، هذه التيمة مستهلكة جدًا وما ميز جريندايزر هو خروجه عليها بقوة.
لاحظوا: دايسكي لا يتحدث عن ملكه ولا يذكر قصره ولا كونه أميرًا ذو سلطة، هذا ليس تقصيرًا من كتاب السيناريو مثلًا، بل هذا مقصود لنعرف نحن كمشاهدين حقيقة دايسكي وشعوره، دايسكي لا يذكر من فليد غير الحرب والمأساة، حلم مبتور وذكرى وحيدة من طفولته، حتى الذكرى التي جمعته بروبينا تم التخطيط لها خارج أجواء القصور ومظاهر الملك لتشير لطبيعة دايسكي، فهو يميل للحياة الهادئة حتى لو لم ينشأ متواضعًا إلا أنه يحمل ثقافة السلام، ذكرياته مع نايدا جاءت كذلك بنفس الروح، ركض مرح أشجار، لا شيء من حياة الملوك، من هنا نستطيع أن نفهم لماذا أحب البتول الأبيض ولماذا لا يوجد ما يمنع حبه لهيكارو، فالمزرعة وريفها الهادئ وهيكارو وشخصيتها الصريحة تبدو قريبة جدًا من روح شخصية دايسكي والتي ظهرت أيضًا بقوة في الفيلم.
من جهة أخرى، الجمهور يخلط الأوراق ببعضها ويكرر نفسه، وكما قلت لكم كانت دهشتي بالغة حين قرأت في أحدث منشور من هذا النوع أن كوجي حين رآى حزن ماريا على كاين أدرك أن لا مكان له في قلبها، هذا عجب العجاب يا أصدقاء، ماريا كانت تبدي مشاعرها لكوجي بشكل مبالغ فيه وكان دايسكي ينبهها ويستوقفها، وحتى في مانجا الديناميك هيروز أدرك مؤلف المانجا ذلك بوضوح، وظهرت ماريا تنافس ساياكا على كوجي، الجمهور أراد وضع كوجي في موضع مماثل لهيكارو، دايسكي وماريا أمراء وهما عاديان، دايسكي وماريا من فليد وهما من الأرض، دايسكي وماريا عاشقان لأناس من الماضي ويغلقان قلبيهما على معشوقيهما ولا مكان لكوجي وهيكارو، إن كان صناع العمل بهذه السطحية والتكرار الأعمى فكان من المستحيل أن تبقى قصة جريندايزر طوال تلك السنين.
ما ميز قصة جريندايزر هو شخصية دايسكي وكونه إنسانًا يميل للسلام واضطرته الظروف للحرب التي يكرهها ولا ترضيه ولا تشعره حتى بذاته، دايسكي كان يهرب للمزرعة دومًا، يجد نفسه الضائعة فيها، دايسكي حالم ومسالم وذكرياته كأمير لا تشعله ولا تحركه ولا يبني عليها تصرفاته.
التيمة التي بنيت عليها قصة دايسكي مع هيكارو هي حب الأمير لفتاة عادية أو فقيرة لكنهم زادوها عمقًا فجعلوا الأمير ينزل مكرهًا عن عرشه، جعلوا الأمير يلجأ لمجتمع الفتاة، لم يجعلوا الفتاة فقيرة، لم يسرفوا في جعل الفتاة حسناء فيبدو حبه لها سطحيًا، طوروا شخصية الفتاة لتتحول من فتاة عادية لسند ودعم.
هدف دايسكي الدرامي في القصة كان بدقة: السعي للعيش بسلام، وفي سبيل هذا الهدف واجه عقبات كثيرة كان أولها هجوم فيجا على الأرض، تهور كوجي، معاداة كوجي له، جرحه المميت، تحدي هيكارو وإصرارها على القتال، مسؤوليته كأخ أكبر تجاه ماريا، عودة فليد للحياة، تهديد روبينا المبطن والذي يسقطه الجمهور: “إذا استمرينا في الحرب فإن الأرض بكاملها ستدمر وليس قوات فيجا وحدها” كل هذه التهديدات والصراعات والعقبات هي التي حركت دايسكي طوال المسلسل.
أما عن عودته لفليد ففيها كلام آخر:
دراميًا: سكت المؤلف عن الكثير مما يفتح المجال واسعًا، كما أنه لا يوجد شيء مؤكد يقر بأن عودة دايسكي نهائية ومطلقة، فقد كان يتحدث مع كوجي عن زيارة فليد فما المانع أن يكون قد ذهب في زيارة طويلة لفليد؟!
إنتاجيًا: هذه النهاية كانت تمهد لجزء جديد أو سلسلة جديدة وهو ما لم يتحقق للأسف، لكن غيابه لا ينفي احتمالية وضعه في الحسبان وقتها.
اترك تعليقًا