من متابعتي لتعليقات البعض على حسابات وسائل التوتصل الاجتماعي والمجموعات الخاصة بمناقشة أنيمي جريندايزر، وخاصة تعليقات من يلتبس عليه طبيعة العلاقة بين دايسكي و هيكارو ، لاحظت عدم انتباه الكثيرين لما نسميه بالسياق الدرامي.
السياق الدرامي والفرق بين الإذاعة والتلفزيون.
عندما نشاهد أعمالًا على الشاشة – بشكل خاص – فإن الكثير من العلاقات يكشف عنها بالسياق لا بالكلمات المباشرة، فحين تستعرض القصة زوج وزوجة مثلًا لا توجد ضرورة لكي تقول شخصية: “هذا زوجي” أو “هذه زوجتي” مثلًا، وإنما يتم كشف العلاقة بوجود الاثنين مثلًا في بيت واحد أو من خلال تصرفات الثنائي، وهكذا يعرف المشاهد أنهما زوجان.
وقد يتوقع المشاهد أن فلان وفلانة زوجان، ثم يكتشف من الأحداث أنهما ليسا كذلك وأنهما فقط مخطوبان أو متحابان وهكذا.
الأمر ذاته ينطبق على الإخوة والأصدقاء، لكن من الضروري أن يضع المشاهد في اعتباره اختلاف الثقافات والمجتمعات والإطار الزمني والمكاني للعمل.
وليست العلاقات وحدها ما يكشف عنه بهذه الطريقة؛ ولكن حتى الزمان والمكان، فإذا كان المشهد صباحًا فلا توجد حاجة ليقول أحد المشاركين بالعمل: “ها قد أتى الصباح” إلا لو كان لهذا ضرورة درامية أخرى غير توضيح الزمان كإظهار شعور الشخصية وفرحتها بقدوم الصباح، أو شعورها بطول اللليل الذي شعرت باليأس من كونه لن ينتهي.
هذا الأمر يختلف تمامًا عن الدراما الإذاعية المسموعة التي تتطلب توضيح العلاقات والمشاعر بكلمات مسموعة وليس أفعال أو إشارات مرئية.
ما علاقة ذلك بدايسكي وهيكارو؟
السياق الدرامي لدايسكي وهيكارو.
بعيدًا عن كل المصادر والتحليلات التي شاركناها معكم دعونا نسأل سؤالًا واضحًا:
هل سهر شاب وفتاة معًا في ضوء القمر مثلًا، الشاب بعزف والفتاة ممدة بجانبه على الأرض تتأمل القمر برومانسية، والأب الياباني المحافظ يشعر بالغيرة ويؤكد أن هذه ليست المرة الأولى، بغض النظر عن الحديث الدائر بين الشاب والفتاة – ولي عودة إليه – هل هذا الوضع طبيعي لثنائي لا تربطه عاطفة رومانسية؟!
المشهد السابق ورد في الحلقة 11، وفي الحلقة 14، بدا الشاب والفتاة يلعبان والشاب المقاتل الطيار يخسر ويضحك ويشجع الفتاة التي تفوز وهي تضحك، ويخفض رأسه ايرسم عليه بالحبر دللي الخسارة في حين يبقى وجه الفتاة جميلًا ومشرقًا، كيف يمكن تفسير ذلك خاصة لو أضفنا طبيعة تصرف الشاب الآخر مع الفتاة ذاتها، حين يلعب بجدية وهي تخسر ويرسم على وجهها بالحبر وهي تعيسه؟
في الحلقة 23 الشاب ينفرد بفتاته فاقدة الوعي في كهف وبنزع ثيابها المبتلة ويحرص على راحتها ودفئها وينتظر بهدوء إلى جانبها ليحدثها ويزيل سوء الفهم، لماذا؟ هل الثياب المبتلة قادرة على سلب حياتها؟ هل البيت بعيد لكي يعجز هو عن إعادتها مثلًا؟
وفي الحلقة 37 الفتاة تقول لأبيها الغيور بأنها ستنظر ماذا سيقول الفتى عن ثوبها والأب يتقبل جملتها ولا يسأل: “بأي صفة سيدلي الفتى برأيه؟”، وفي الحلقة ذاتها تقول الفتاة لفتاها بأنها أرادت إسعاده بثوبها الجديد (وليس لفت انتباهه وإنما إسعاده)، ويتوقف هو ليطيب خاطرها ويخبرها بألا تقلق عليه وأنه سيعود ويطلب منها أن تنتظره، يقولها وهو على أعتاب مهمة مستعجلة لكنه يقف ليحدثها بهدوء.
وفي الحلقة 47 تميل الفتاة على كتف الشاب وتغمز بعينها وتشجعه وتطلب منه زيادة السرعة، تفعل ذلك بحضور والدها الذي لا يمانع أو يغار كالسابق، وأمام شقيقها الأصغر الذي وشى بها قبلًا حين رآها تتحدث للشاب في الإسطبل ويخططان للخروج معًا، وأمام صديقهما.
ثم تجلس الفتاة في الحلقو ذاتها تترنم على أنغام قيثارة الشاب في حضور الكل وكأن انسجامها طبيعي.
كل ذلك يشير لسياق رومانسي يجمع الشاب بالفتاة وبمعرفة الكل، ويشير لتطور العلاقة الذي ظهر من خلال غيرة الأب ثم تقبله للأمر.
فالمحبين يسهران معًا، يسعيان لإسعاد بعضهما البعض، يهتم كل واحد منهما برأي الآخر بمظهره، وحين يكونان مرتبطين تظهر أفعالهما بشكل طبيعي أمام أسرهما ويتقبلها الجميع.
وإذا أضفنا لذلك الإشارات الصادرة من المحيطين بهما:
كوحي في الحلقة 14: “أرادت أن يكونا معًا”.
جورو في الحلقة 14: “لا أفهم تصرفات البالغين”.
جورو في الحلقة 17: “هيكارو تتحدثين إلى دايسكي، با ويلك سأذهب وأعلم والدي”.
جورو في فيلم جريندايزر ضد جريت مازينجر: “لا تزعجهما يا كوجي إنهما متحابان”.
كوجي في الفيلم نفسه: “دايسكي، هيكارو سأقوم بالعمل لا بأس بالرومانسية”.
كوجي في الحلقة 30: “سأقوم بالطيران أمام دايسكي وهيكارو”، مع ملاحظة أن هيكارو وقتها لم تكن عضوًا في الفريق.
كوجي في الحلقة 39 بعد موافقة دايسكي على انضمام هيكارو ووعده لها بأنه سيحمي حياتها: “هذا هو الحل الأمثل”.
انفعال كوجي المبالغ فيه على جورو في الحلقة 47 حين قال له: “كوجي، أنت تحب هيكارو”.
ماريا في الحلقة 50: “ألا تفكر بأحد سوى هيكارو”.
كل هذه إشارات تدل على أن الثنائي مرتبطين أمام الكل ويظهران مشاعرهما بوضوح تام، حتى أن الطفل جورو أدركها بسهولة، وكوجي انفعل وشعر بالعار حين أشار جورو لمشاعره تجاه هيكارو والتي جعلته يقود الدراجة كالمجنون، ما الذي بمكن أن يثير كوحي في استنتاج جورو غير أن يشعر بالعار كون مشاعره تجاه حبيبة صديقه قد انفضحت لهذا الحد؟ خاصة وأن كوجي صارح نفسه في الحلقة ذاتها: “أحب نوعك من الفتيات با هيكارو”، “أحب دايسكي، أحب هيكارو، إذن ماذا أريد؟ نحن أصدقاء وشركاء في جماعة واحدة”.
وإذا أضفنا لكل ما سبق السياق الياباني الذي جعل زيارة دايسكي لمقبرة عائلة ماكيبا بإصرار من دانبي، وصلاة هيكارو لضحايا فليد، فإننا نكون أمام علاقة كاملة ولا داعي ليأتي البعض ويقول: “نريد دليلًا قاطعًا” أو “قرينة” أو كلمة علنية واضحة، لأن هذا الرد سيكون مبالغة في الإنكار ومماطلة لا طائل منها، ولكن دعونا نزيد الأمر صعوبة لننتهي من هذا الجدل:
لماذا صفع دايسكي هيكارو في الحلقة 23 وهو يهتف “مجنونة”؟!
لم يفعلها دايسكي مع أي فتاة أخرى، ولم ينظر ليده بعد صفعته إلا مع هيكارو، وهذا هو الموقف الوحيد الذي تعرض فيه دايسكي للرفض بسبب هويته الحقيقية، ما الذي يمكن أن يشير إليه ذلك سوى الرباط القوي والحب العميق لدرجة فقدان السيطرة عند التعرض للرفض؟! حين شك دايسكي فيما تحمله نايدا اشتبك معها بعنف وألقاها على الأرض وانتزع القنبلة منها دون أن يطرف له جفن، وعندما اتهمته بالخيانة سألها عن السبب، وصدمته لم تكن نابعة من جملتها: “أحببتك حتى ذلك اليوم، أحببتك لكن كل شيء قد انتهى”، دايسكي ظل عالقًا في وصفه بالخائن وليس في رفض نايدا له.
وحين شك بروبينا ووجه زوريل ضربته لهما دفعها عنه بعنف وهو يهتف: “إذن كان فخًا”، لكنه لم يحزن أو ينصدم من رد فعله كما فعل حين صفع هيكارو، وأيضًا حين صفع ماريا لتفيق أو كيركا لتتوقف عن حديثها الذي نكأ جرحه، في كل تلك المرات دايسكي لم يتأثر أو يشعر بالندم مما فعل إلا حين رفضته هيكارو وصفعها من وقع صدمته هو.
أما عن صرخته بعد موت روبينا فقد فصلت فيها من قبل وأنا لا أؤيد تفسيرها في ضوء الحلقة فقط وإنما ضمن السياق الأوسع، ولمن يرغب بقراءة ما كتبت عنها فيمكنه قراءة الموضوع:
صرخة دوق فليد الشهيرة: عشق أم ألم عميق؟!
في الحلقة 11، حين سألت هيكارو دايسكي بماذا يفكر وأجابها بأنه مشغول بشأن الكسوف، عندها أجابته بقولها: “لقد خيبت ظني يا دايسكي، ظننتك تشعر ببعض الحب”، هل يستطيع أحد أن ينكر هذا الموقف وأن يدعي أنه لم ولن يحدث بين رجل وامرأة متحابان؟
بالطبع لا، احتمالات حدوث هذا الموقف عالية جدًا، وكون الشاب منشغل بشيء ما ليس دليلًا على تجاهله لمشاعر الفتاة أو أنه لا يبادلها مشاعرها، وإلا كيف يمكن تفسير ظهورهما بهذه الطريقة خاصة لو أضفنا الملاحظة التالية:
في فيلم جريندايزر ضد جريت مازينجر وحين دعا دايسكي هيكارو للنزهة وهو ما أشير إليه في المازينجر بايبل بالموعد الغرامي – في هذا اليوم وبعد وصول الاثنين وخلع دايسكي لسواره – بعدها ظهر دايسكي ممدًا على الأرض باستمتاع وهيكارو جالسة إلى جانبه وممسكة بوردة، هذا المشهد يبدو كالمرآة إذا عدنا للمشهد الأول في الحلقة 11، وإذا كان صناع العمل وصفوا مشهد الفيلم بالموعد الغرامي فبديهي جدًا أن يكون وجود دايسكي وهيكارو معًا في الحلقة 11 هو دليل على علاقة رومانسية بين الاثنين.
تعليقات مردود عليها مسبقًا
لماذا لم يتزوج دايسكي من هيكارو إذن؟
انظر حولك وستعرف أن المئات من قصص الحب لا تكلل بالزواج لأسباب خارجية.
لماذا لم يقل دايسكي لهيكارو أحبك؟
قالها بأفعاله ولم يقلها لغيرها فاحتجاجك مردود عليه ومنتهي.
لماذا لم يأخذ دايسكي هيكارو معه لفليد؟
لأن النهاية المنطقية حتمت فراق الاثنين، فلكل واحد دور عليه أن يؤديه، ولكن هو عاد لرؤيتها وإخبارها بما حدث على فليد بعد عام وليس مائة عام، وهو من أخبر ماريا بأنه سيذهب للأرض ليخبر الأصدقاء، وقالها بعد أن ألمح لانشغال ماريا بكوجي، دايسكي عنا هيكارو بكلامه وظهر شاردًا في مانجا الديناميك هيروز قبل أن يخبر ماريا بذهابه للأرض واللبيب بالإشارة يفهم.
هيكارو تحب دايسكي من طرف واحد.
ينطبق عليك مقولة “حافظ مش فاهم” والنقاش معك لا يجدي وهو هدر للوقت.
هيكارو قاسية على جورو.
أنت تخرج عن الموضوع لكونك لا تملك ورقة مناسبة تلعب بها، عمومًا جورو ليس بحاجة لدفاعك ولم يوكلك، جورو أوضح حبه لهبكارو التي يراها بمثابة أمه، وإن كان انفعال هيكارو على جورو مرتين سيقلب الدنيا عليها فعلى كل الأمهات التخلي عن أمومتهم تمامًا، لم توجد أم لم تنفعل في يوم على صغيرها الذي تحبه وهو قطعة من روحها، فكفاك أفلاطونية فارغة.
هيكارو حاولت لفت انتباه دايسكي بتنورتها القصيرة.
راجع أزياء فتيات جو ناجاي من البطلات والحبيبات الرسميات وستعرف أنك تثرثر بلا طائل.
روبينا.
كفاك سخافة وتقمص دور دوق يو الفارغ الذي لا يردد سوى هذا الاسم كالببغاء.
اترك تعليقًا