في الثلاثية الإنسانية المكونة من الحلقات رقم 5,16,و 19 تم تطوير شخصية دايسكي من الجانب الإنساني بطريقة غير مباشرة، وكان في تلك الثلاثية يتعلم مما يراه ويدور من حوله ويستخدمه لحل مشكلاته وصراعاته الداخلية، حتى وصل دايسكي للذروة في الحلقة 22 وأخيرًا للحل في الحلقة 23، ومن بعدها لم تظهر حلقات مشابهة لما سبق، وتغيرت شخصية دايسكي كثيرًا لدرجة أن وصف الأرض وشعوره بها لنايدا بارون في الحلقة 25 بطريقة رائعة بقوله: “ستنسين كل مآسيك التي مررت بها على الكوكب فليد إذا أقمت في هذا المكان الجميل، عندنا أعشاب وأشجار، وشمس مشرقة كما كان يوجد على كوكب فليد، والشيء الأهم هو محبة الناس، إنني متأكد من أن جراحك ستلتئم بعد فترة وستنعمين بالسعادة والهناء كما كنت سابقًا”، لقد كان دايسكي وقتها يصف تجربته الخاصة ويعبر عن التحول الذي حدث في حياته وخروجه من النفق المظلم بعد كارثة الكوكب فليد.
العناصر الأساسية لثلاثية التطوير الإنساني لدايسكي أمون
الحلقة رقم 5 بعنوان “حب في أمسية المجد”
炎の愛を夕陽に染め
Dye the flames of love into the sunset
وترجمتها الصحيحة. لهيب الحب مصبوغ بغروب الشمس
الحلقة رقم 16 بعنوان “انتصار حب”
こころにひびく愛の鐘
The bell of love resonates in my heart
وترجمتها الصحيحة هي أجراس الحب تدق في قلبي
الحلقة رقم 19 وعنوانها “معادن الجو المخيفة”
恐怖のエアロライト!
The terrifying Aerolite!
دايسكي والاندماج في الأسرة الجديدة
في الحلقة رقم 5 بعنوان “حب في أمسية المجد”، اختبر دايسكي عن قرب حب العائلة على الأرض، لقد رآى حب دانبي وخوفه على هيكارو وجورو، وسمع داتبي يستنجد به ويقول: “انقذ أولادي!”، ورغم وجود كوجي وبانتا في سوسوكيجاهارا ومواجهتهم لنفس الخطر إلا أن دانبي كان مغمورًا بمشاعر الأب، وكان تركيزه منصبًا على أبنائه، دايسكي في مغرب ذلك اليوم رآى نتيجة خروجه للقتال وتعرضه للخطر، رآى دانبي يعانق هيكارو وجورو بفرحة غامرة، لهذا التفت للدكتور أمون يقول: “جميل أن نكون أبًا وابنه”. قالها وكأنه يستشعر حلاوة هذا الشعور مجددًا بعد أن فقد أسرته وغمرته الوحدة، وكان رد دكتور أمون عليه هو رسالة التنوير: “دايسكي، طالما أن فيك شعلة الحب فستكون أكثر من والد وابنه من سكان الأرض”.
لقد لمس دكتور أمون باطن دايسكي، لهذا لم يحدثه هن علاقته به، وإنما حدثه عن نفسه، قال أن بإمكانك أن تصبح كأب وابن من سكان الأرض، قال أن الحب الذي يضيء بداخلك قد يجعلك تتفوق حتى في ذلك، قال له أن الحب هو أساس العلاقات الإنسانية والعائلية، ووجود شعلة الحب بداخلك تجعلك واحدًا منا، أنت الابن الآن، وعليك أن تسعى بالحب لتكون أبًا.
بعد تلك الحلقة تغير دايسكي، اندمج أكثر في عائلة ماكيبا بشكل ملحوظ، وكان له دور رائع مع الأطفال مثل شينشي وميرانا، وحين أتى العام الجديد ارتدى الكيمونو لأول مرة، ارتداه كإشارة للاندماج في المجتمع والظهور كرجل ياباني لا يختلف عن دكتور امون ودانبي وكوجي.
وبدأ يظهر دايسكي سعيدًا وودودًا، ظهر ساهرًا مع هيكارو يعزف وهي ممددة على العشب، ورغم انشغال باله فإنه لم يكن وحيدًا، ظهر وهو يرقص في وجود ميناو، ظهر وهو يلعب في رأس السنة.
وأخيرًا اصبح لدايسكي أسرة أكبر من أب فقط.
دايسكي والتطور العاطفي
لم يظهر دايسكي وكأنه في علاقة عاطفية مع فتاة يتخللها الالتزام والعتاب والثقة إلا بعد معايشته لقصة السيد هياشي وكاووري، لقد رآى دايسكي قصة حركت مشاعره وأضاءت له الكثير من المساحات.
فالسيد هياشي يتيم شأنه شأن دايسكي حين وصل للأرض، وكاووري يتيمة، ولقد وجد الاثنين في وجودهما معًا ما يحبر تقصهما ويشبع حاجتهما للحب والدعم، وكان حبهما مزيجًا من حب الطفولة والمراهقة والنضج، ومزيجًا من الحب الروحي والرومانسي، وكانا يحلمان بالزواج والحرب تحول بينهما رغم أن السيد هياشي ليس مقاتلًا يحمل روحه على كفه في ساحة الحرب.
رآى دايسكي قوة هذا الحب واختبرها بنفسه، رآى هياشي يتقدم من كاووري وهي مغيبة وممسكة بسلاح توجهه نحوه، قال لها: “اطلقي علي النار”، “كاووري هدا أنا ألا ترين؟!”، كان بداخل هياشي إيمان قوي بأن حب كاووري له قادر على إعادتها لرشدها، وقادر على حمايته، كان يثق بأن كاووري حتى وهي مغيبة يستحيل أن تؤذيه، وقد كان هياشي محقًا.
حب هياشي وشجاعته وثقته ويقينه منحا كاووري القوة لكي تتغلب على سيطرة فيجا عليها، كاووري ميزت هياشي وهتفت باسمه فتحررت من السيطرة لتسقط بين ذراعيه.
لقد رآى دايسكي ذلك وعبر عنه صراحة بقوله: “كاووري تغلبت بحبها الكبير على جهاز السيطرة للموجات الدماغية الموجهة، وشجاعة هياشي هزمت خطط العدو”، فأجابه دكتور امون: “إنه انتصار للحب”، هنا توقف دايسكي للحظة، وردد كلمة دكتور أمون: “الحب!”، فشرح له دكتور أمون قصده: “كان الحب أقوى من الموت”.
هذا بالضبط ما كان يحتاج إليه دايسكي وهو وحيد وغريب على كوكب الأرض، هذا ما كان يلزمه كمقاتل، قوة كقوة الحب قادرة على حماية أعماقه ودعمه وتطمينه، وهذا الحب كان مختلفًا عن حب الأسرة والأصدقاء، كان حب رجل لامرأة قادرة على إلهامه وإشباع روحه وتطمينه، امرأة تؤمن به وتخلق بداخله الحافز للقتال.
لهذا رأينا دايسكي وهيكارو لأول مرة في نقاشات وشجارات حول الثقة والدعم، ورأيناهما طرفين لعلاقة عاطفية تنطوي على الالتزام، ورأينا المشكلة الوحيدة التي وقفت عائقًا في طريق تلك العلاقة وهي هوية دايسكي الحقيقية، رأينا ذلك في الحلقة ١٧ والحلقة ٢٣، حيث كان دايسكي على وشك أن يخسر فتاته التي بدأت بالاستياء وبسحب الثقة ج اء تصرفات له غير مبررة بالنسبة لها، وكان الوضوح هو العنصر الناقص في تلك العلاقة.
لهذا ظهر دايسكي في الحلقة 22 بحالة سيئة، ولهذا استلهم الشجاعة من الزهرة، ورغم أن هذه الزهرة كانت إشارة لشجاعة احتاج إليها في المعركة، إلا أنها كانت ذات رمزية أوسع لشجاعة أكبر حبال موضوع شخصي أفصح عن تفسه في الحلقة التالية مباشرة 23 (هيكارو تستنجد عبر الشلال).
في الحلقات التي تلت ذلك ظهر تأثير حب دايسكي لهيكارو عليه في المعركة، والحلقة 33 “موت سلاح جديد” دليل قوي على ذلك.
دايسكي وحب الوطن الجديد
في الحلقة 19 التقى دايسكي بطفل غير حياته، إنه مانكيتشي الذي تشابه مع دايسكي في كونه يتيم، اضطرته الظروف للابتعاد عن قريته التي يحبها، يشعر بالعجز وبأن ليس بيده حيلة، يعيش على أمل أن يكبر فيصبح سيد قراره ويعود إلى قريته، مانكيتشي الذي غمره الحنين كان يقضي وقته وحيدًا، صامتًا، لقد كان مانكيتشي يشبه دايسكي كثيرًا جدًا.
ما تعرض له مانكيتشي حين دمرت فريته وبكاها بين ذراعي دايسكي- ما حدث جعل دايسكي يفكر بعقلانية كونه خارج حالة مانكيتشي، قال له أن قريتك لم تختف، وأنك تملك مكانًا لإعادة بناءها، قال : “موطني هو موطنك، نعم، الأرض هي موطني الآن”، لقد كانت تلك لحظة الخلاص الحقيقية.
حين أدرك دايسكي أن تعلقه بفليد الذي دمر ولا أمل في استرجاعه هو سجن يحول بينه وبين أناس بحبهم ويحبونه، وأدرك أن الوطن ليس مجرد قطعة من الأرض، عندها فقط شعر ان له وطن بالفعل هو الأرض، له وطن يضم أناسًا يحبونه ويحتوونه ويرحبون به، وطن لا يختلف فيه عن غيره ما دام يملك بداخله شعلة الحب، وطن له فيه حبيبة تمده بالقوة التي يحتاجها، عندها وصل دايسكي لشاطئ الأمان ولم يعد يذكر فليد بنفس الطريقة التي كان يذكره بها سابقًا.
وبعد إتمام التطورات الثلاث، وصل دايسكي لعنق الزجاجة في الحلقتين 22 و 23, حتى استطاع أن يتحلى بالشجاعة وينقذ كل شيء بضربة واحدة، أنقذ حياة فتاته وصارحها بشجاعة، تحمل رفضها واندهاشها وخوفها واضطرابها، وحين وجدها بين يدي عدوه استمد من الحب القوة التي جعلته يقف بثبات أمام السد ينتظر الفيضان بتجلد لتنجو هيكارو، وحين رآها تركض وتستنجد به تدفقت الطاقة في عروقه فنهض وهو يقول: “إذا تحطم السد فستموت هيكارو وكل الناس ومزرعة شيراكابا ستغمرها المياه”.
لقد كان الحب هنا أقوى من الموت، وأقوى من سلاح فيجا وتهديده، وأقوى من اليأس والألم والتعب.
اترك تعليقًا