تضمنت قصة جريندايزر قصة حب متطورة بين دايسكي أمون وهيكارو ماكيبا، تم تضمين تفاصيل تلك القصة على مدار 74 حلقة، واستخدمت لتطوير شخصيات جريندايزر، ومن خلالها تغيرت شخصية دايسكي ، وتم حل الكثير من صراعاته الداخلية، وعن طريقها أيضًا تم تغيير الدور الذي تلعبه هيكارو في القصة، من فتاة المزرعة وحتى مقاتلة في فريق جريندايزر، وقائدة للسلاح الملاحي.
دايسكي يحمي هيكارو، وهيكارو منجذبة لعمق دايسكي وغموضه
عند قدوم دايسكي أمون للأرض، وتبنيه من قبل دكتور أمون وتعرفه بعائلة دانبي – في ذلك الوقت كانت هيكارو ماكيبا صغيرة نوعًا – ويبدو أنها كانت تصغر دايسكي بسنوات ربما 6 أو 8 سنوات – وعلى الأغلب كانت مراهقة في الصفوف الثانوية بعمر 17 عامًا أو نحو ذلك، ورغم صغر سنها فقد كانت هي المسؤولة عن إدارة شؤون المزرعة والأسرة – دانبي وجورو – مما دفعها للنضج المبكر والاستقلالية وأكسبها شخصية قوية.
كان دايسكي يقاسمها الأعمال في المزرعة ويبدو أنه كان أيضًا بشعر بشيء من المسؤولية تجاهها، وظهر توجه دايسكي لحماية هيكارو ابتداءً من الحلقة الأولى حين فقد كوجي سيطرته على الحصان الشرس واتجه الحصان مسرعًا صوب هيكارو وظهرت هي خائفة على يمين الكادر ودايسكي متأهب على يسار الكادر في لقطة واحدة وقفز مسيطرًا على الحصان واستطاع أن يقفز به من فوق رأسها وهي منحنية دون أن يؤذيها.
وكانت هيكارو منجذبة إلى دايسكي كفارس أحلام، ويبدو أن روحها الشفافة قد لمست وحدته وآلامه ولو لم تفهم سببها، فقد بدا دايسكي كتومًا ومتحفظًا جدًا، ومع الوقت بدأت هيكارو تنضج شيئًا فشيئًا وبدأت الرومانسية تجد طريقها إليها، وحاولت اختراق وحدة دايسكي وجذبه إليها ابتداءً من الحلقة الثالثة، وبالرغم من مقاومته في البداية إلا أنه استجاب لها وترك لها الباب مواربًا كي تنقذه من وحدته.
في الحلقة الخامسة قال دكتور أمون جملته الرائعة: “طالما أن فيك شعلة الحب ستصبح أكثر من والد وابنه من سكان الأرض” ومن بعدها لم يعد دايسكي كما كان من قبل، فقد ظهر في الحلقة السادسة ودودًا مع هيكارو وهو يحاول تطمينها أثناء غيابها عن المزرعة، ثم وهو يرقص معها في وجود ميناو في الحلقة التاسعة، وبدا كأن هذه ليست المرة الأولى، واستطاعت ميناو أن ترى السعادة في عيني دايسكي بالقرب من هيكارو وعبرت عن ذلك صراحة، ثم ظهرت هيكارو وهي تشاركه عزفة على القيثارة في الحلقة 11 واتضح من تعليق دانبي أنها ليست المرة الأولى، وإن ظهر دايسكي في الحلقات السابقة يعزف وحيدًا ومتألمًا أو مهمومًا، وعلى الرغم من ظهوره في هذا المشهد مشغول البال إلا أنه شارك هيكارو أفكاره بسلاسة حين سألته عما يشغل باله.
وفي الحلقة 14 ظهر دايسكي مرحًا ومندمجًا مع الآخرين، ظهر بالكيمونو لأول مرة ودُهش دكتور أمون من أنه لم يرتدِ الكيمونو في رأس السنة من قبل في السنوات التي خلت رغم وجوده بينهم، ولأول مرة ظهرت تفاعلات خاصة بين دايسكي وهيكارو عبر جورو الصغير عن عدم فهمها لها بوضوح: “لا أعرف كيف يفكر الناضجون” وعند تمني كلًا منهم أمنية لحظة شروق الشمس سألت هيكارو دايسكي عن أمنيته فحول السؤال لها لتجيبه: “ما أتمناه أن تكون دعواتي كدعواتك” في إشارة صريحة لتطور العلاقة بين الاثنين وميلها للخصوصية، وبدا عليهما الانسجام في اللعب – وربما كانت تلك المرة الوحيدة التي يظهر فيها دايسكي مشاركًا في اللعب باستثناء محاولاته فيما بعد لإسعاد ميدوري الصغيرة والرقص معها، في ذلك اليوم كان دايسكي يثني على ضربات هيكارو وهو يضحك، وبدا وكأن دايسكي قد تعمد الخسارة لإسعادها أيضًا، ففي حين كانت هيكارو تضحك بمرح لفوزها كان دايسكي يخفض وجهه باتجاه جورو بمرح مماثل ليرسم دائرة الحبر الأسود على وجهه وفق قوانين اللعبة، ومع محاولة هيكارو الانفراد بدايسكي والهروب من الجميع، تبعها هو بهدوء وسألها بنبرة مشاكسة نوعًا: “ماذا حدث يا هيكارو.. قولي لي؟” كأنه أدرك مقصدها وأراد أن يسمعه على لسانها، وجاء تصريح جورو وكوجي بملاحظتهما ذلك والتغاضي عنه قصدًا، وبدا من الواضح في تلك الفترة أن هناك مشاعر حلوة متبادلة بين الطرفين، حتى مع محاولة جورو إحراج هيكارو: “أختي كفى نظرًا لدايسكي.. انظري الشمس تشرق من هنا” عندما وقفت تتأمله بالكيمونو فقد التفت إليها بهدوء وبابتسامة ودودة، في إشارة واضحة لوجود لغة عيون مشتركة بينهما.
أزمة الثقة والمصارحة
تعتبر الحلقة 14 نفيًا صريحًا لأحداث الحلقة 3 وتطور واضح للعلاقة بين دايسكي وهيكارو وميلها للصداقة وبداية لخروج دايسكي من حزنه العميق، جدير بالذكر أن الحلقة الثالثة بدأت بكابوس وأرق أدى لاعتلال دايسكي مزاجيًا وعزوفه عن الكل باستثناء هيكارو التي كانت تحاول إعادة دمجه من جديد دون أن تعلم شيئا.
ثم ظهر دايسكي مع هيكارو في الإسطبل وهما يتفقدان الأحصنة في الحلقة 17 وعبر دايسكي عن افتقاده لشعور الأسرة لأول مرة وهو يصف مشاعر المهر الصغير: “شعور العائلة جميل” وكانت هذه هي المرة الأولى في القصة التي تظهر فيها إشارة عن مشاعر دايسكي الخاصة أمام هيكارو – تقارب دايسكي مع دكتور أمون في الحلقة الخامسة ومع هيكارو في الحلقة 17 وكان الموضوع مشتركًا وهو الحنين للأسرة – كما أظهرت الحلقة تأزم دايسكي لأول مرة حين عجز عن إجابة سؤال هيكارو حول تراجعه عن قرار تدريب الخيول معًا بعد ملاحظته اتشاح القمر باللون الأحمر:
- لدي سبب للاعتذار هيكارو!
- حسنًا قل ما هو؟
- إنه هو .. حسنًا.. (مرتبك)
ومعروف من القصة أن السبب هو رؤيته لعلامة تنذر بالخطر المحدق بالأرض في الغد، وأن عليه أن يكون قريبًا للقيام بدوره، ولأن هذا الدور يخص دوق فليد لا دايسكي فقد كان من الصعب عليه شرح الأمر لهيكارو التي تقربت إليه وصادقته كإنسان من الأرض لا رجل من كوكب آخر يخفي عنها حقيقته أو يخادعها، أضف إلى ذلك الاختلاف الكبير في رؤية كلًا منهما للعلامة وتفسيره لها:
- القمر طغى عليه اللون الأحمر!
- إنه القمر الوردي!
- هذه إشارة سيئة!
- العفو؟ ماذا قلت؟
هكذا بدأ الاختلاف وعدم الفهم وسوء التفسير بين الاثنين، ظهر في نفس الحلقة سلوك جورو للتجسس على هيكارو ودايسكي والوشاية بهما لدى دانبي، كما ظهر حديث غير مُعلن بين دايسكي وهيكارو وهما على الأحصنة في اليوم التالي، وكان يبدو عليهما الانسجام، كما أنهما انشغلا عن جورو الذي فُقد وقتها عند اشتداد العاصفة وهجوم اليوفو، وبدا أن انشغالهما كان ناتجًا عن دخولهما مرحلة جديدة في علاقتهما يسيطر عليها تركيز كل طرف على الآخر فقط، وتجسس جورو عليهما دليل قوي على تلك المرحلة أيضًا.
ظهر بعدها دايسكي في الحلقة 19 وهو يتصالح مع حقيقة أن الأرض هي موطنه الآن، ثم ظهر متأزمًا في اللحقة 22 “شجاعة زهرة” ويبدو أنه بدأ يشعر بأزمة ازدواجية الشخصية وتطور قصة حب مع فتاة لا تعرف حقيقته حتى الآن مع احتمالية خسارتها إن عرفت.
ولكن في الحلقة رقم 23 حدث تحول كبير في القصة حين اضطر دايسكي لإفشاء سر ازدواجيته لهيكارو، وكان الحديث بين الاثنين في بداية الحلقة يوضح بقوة أنهما متحابان وأنها كانت تلومه لغيابه الغير مبرر وقت حاجتها إليه، وظهرت هيكارو لأول مرة وهي تمسك كتفي دايسكي لتوقفه بحركة هجومية غير معتادة، ثم تعبيرات الخجل على وجهه من عدم قدرته على إجابة سؤالها البسيط – للمرة الثانية ولنفس السبب وهو وجود حياة أخرى له يحاول إخفائها عنها – وعجزه عن الدفاع عن نفسه أمام منطقها الواضح في الهجوم، لقد شعر أنه خذل حبيبته التي بحثت عنه لمساعدتها ودعمها فلم تجده دون سبب قوي وصادق يمكن أن يقدمه إليها.
وتحول الخلاف وقتها إلى أزمة ثقة قوية بين الاثنين جذبت دايسكي إلى هوة مظلمة ظهرت في ارتباكه أولًا ثم خجله ومن ثم نظرته للأرض وشروده بشكل مفاجئ، وأخيرًا انفعاله الحاد على هيكارو لاحقًا.
لقد بدا على دايسكي الخوف من الاعتراف لهيكارو خشية فقدانها أو تحولها عنه إما لأنه قد كذب عليها لسنوات – سنتين على أقل تقدير – أو أنها ستفقد دايسكي بعد ظهور دوق فليد والذي يظهر أن دايسكي نفسه لم يكن على وفاق معه نفسيًا، ورغم محاولة كوجي التدخل و إعطائه مبررًا للخروج من هذا الموقف إلا أنه لم يؤكد مبرر كوجي، ورفضت هيكارو تدخل كوجي بشكل صريح، وانسحب كوجي بأسلوب يوحي أنه قد تدخل بين اثنين تربطهما مشاعر خاصة لا صديقين يتشاجران، ورغم استياء هيكارو وتطرفها في التعبير عن مشاعرها بقولها “لا تلحق بي أكرهك” إلا أنه لم يعر هذا اهتمامًا وظل يتبعها في ركضها بالحصان في الطريق الجبلي الوعر خوفًا عليها، واستمر في محاولة اثنائها رغم توضيحها الصريح لسبب رفضها له: “لا استطيع أن أثق بشخص يخفي علي أين كان” لقد كانت هيكارو تنكأ الجرح العميق دون أن تدري.
ومع تعرض هيكارو للخطر – لحظة سقوطها المفاجئ من أعلى الجبل – وشعور دايسكي القوي باحتمالية فقدانها للأبد فقد قرر إنقاذها وافشاء السر في لحظة واحدة، رغبة دايسكي في إنقاذ هيكارو مفهومة فهو لا يتحمل فقدها من جهة، ومن جهة أخرى فهو أنقذ غيرها من قيل بوحي أخلاقه ومسؤوليته، ولكن وجه الخلاف كان في قراره بأن ينقذها باعتباره دايسكي أمون الشاب الذي عرفته وأحبته والذي تتشاجر معه الآن؟ أم بشخصية دوق فليد والتي كانت السبب في نشوب أزمة الثقة الحالية؟ كان من الممكن أن ينقذها بوصفه دايسكي ويظل الخلاف معلقًا، ولكنه اختار دوق فليد في تحول كبير في علاقته بها، ربما أراد أن يمزج مشاعر دايسكي بدوق فليد في تلك اللحظة، وربما فكر دايسكي بأن محاولته لإنقاذها باعتباره دوق فليد قد تحسن من موقفه حين تعرف الحقيقة، على كلٍ فقد اختار دايسكي أن ينقذها باعتباره دوق فليد، ورأته هيكارو وصدمت في البداية، وحين حاول تعريفها بشخصيته الحقيقية لم يركز على حالته الاجتماعية السابقة وكونه أميرًا لكوكب قد تدمر، وإنما كان تركيزه على ذاته فقط، على حقيقة واحدة: “اسمي هو دوق فليد .. دايسكي أمون هو رجل من كوكب فليد” رجل وليس أمير أو حاكم أو منقذ أو قائد جريندايزر، فقط رجل، هذا التصريح يدل على مكنونات نفس دايسكي وأنه كان يعامل هيكارو في تلك الفترة معاملة رجل وامراة بشكل مباشر، قال لها ذلك كأنما يلقي عن كاهله حملًا ثقيلًا، ثم ماذا؟ اضطراب هيكارو الذي جعلها تبعد يده عنها بحده: “لا تلمسني” وصدمته من ردة فعلها التي كانت مصدر قلقه في الأصل والتي أدت إلى رد فعل عنيف وغير متوقع حين صفعها فجأة :” مجنونة” ثم نظرته الحائرة لكفه وتهاوي جسدها بين ذراعيه مع الكثير من العناصر الدرامية الشهيرة كالأمطار الفجائية الغزيرة والبرق والصاعقة التي شطرت الشجرة لنصفين ليظهر من ورائها دايسكي حاملًا هيكارو الفاقدة الوعي على ذراعيه.
أظهرت المشاهد فيما بعد قربًا حميميًا بين دايسكي وهيكارو: مشهد الكهف واعتناؤه بها، والكهف بحد ذاته قد يبدو مكان سريًا لدايسكي، مكانًا مجهزًا على ما يبدو لقضاء بعض الوقت منفردًا، ورغم قدرته على إعادة هيكارو للمزرعة في ذلك الوقت إلا أنه اختار قضاء الوقت معها حتى وهي غائبة عن الوعي، أراد أن ينهي هذا الحوار الذي لم ينتهِ بعد حول شخصيته ومستقبل علاقتهما معًا، ولأكثر من مرة يظهر دايسكي صبورًا بالقرب من هيكارو الفاقدة الوعي، يظل بالقرب منها في وضع حميمي بانتظار إفاقتها، وقد ظهرت هيكارو في مواقف مماثلة معه على عكس بقية الشخصيات في القصة، وحتى بعد إفاقة هيكارو لم يركز دايسكي في اعترافه لها على ماضيه كأمير وإنما اختصر القصة في جمل معبرة تفسر بوضوح سبب إخفائه لحقيقته عنها وكأنما يريد أن يقول لها: هذا الماضي لا يعنيني، أنت حاضري ومستقبلي، هذا السر كان لحمايتي لا أكثر: “استمعي رجاءً.. رجال من كوكب فيجا يطاردونني أنا وجريندايزر لهذا اضطررت للتخفي” وأغفلت النسخة العربية سؤالها له: “لماذا لم تخبرني؟”، عبرت هيكارو عن استيائها لإخفائه الحقيقة عنها رغم تقاربهما ولم تعبر عن دهشتها لما يقول، لم تسأله من هو جريندايزر؟ لم تسأله عن تفاصيل القصة، وإنما جاء تركيزها الأساسي على أمر واحد ومباشر وذو تأثير قوي على علاقتهما، و أجاب هو على سؤالها باعتذار صامت مع موسيقى رومانسية وصورة وجهيهما معًا وهي تدور بنعومة تتوسطها الشمس في إشارة واضحة للتحول الكبير الذي طرأ على علاقة الاثنين بعد هذه المكاشفة.
وربما كان لخجل دوق فليد دورًا كبيرًا في عجزه عن الإجابة على سؤالها حتى أنه لم يجد ردًا دبلوماسيًا للخروج من هذا الموقف الصعب واكتفى بالنظر إليها لعل قلبها ينصت إلى قلبه، وعلى عكس عدم قدرته على مواجهتها وجه لوجه في تصريحه الأول، فقد استدار إليها حين سألته وبقي صامتًا في عجز تام عن إيجاد تفسير لما حدث، ثم انسحبت هيكارو طالبة منه أن يمنحها بعض الوقت حتى تعيد تهيئة نفسها واستيعاب الأمر، وجاء طلبها بنبرة هادئة، وتفهم هو موقفها: “لا ألومها.. ستحتاج إلى وقت لكي تفهم” في تعبير واضح وصريح عن إدراكه لضخامة ما حدث وثقته في حبها وأنهما سيجتازان الأزمة قريبًا.
وقد ساهم هجوم فيجا في ذلك اليوم واستخدامه لهيكارو كورقة ضغط على دوق فليد في تطوير القصة سريعًا، وقد أغفلت النسخة العربية أيضًا رد دوق فليد على بلاكي حين رهن مصير هيكارو بموافقته على إحضار جريندايزر وتعريضه لخطر انهيار السد، ففي حين أظهرت النسخة العربية تأزم دوق فليد وانسحابه بصمت نحو مركز الأبحاث فإن النسخة الأصلية تضمنت رده على بلاكي: “انتظر عودتي” في قرار حاسم للموقف، فدايسكي قد اتخذ قراره بالفعل من قبل ذهابه لمركز الأبحاث ومناقشة دكتور أمون.
ومع تواتر الأحداث أسهم هذا الهجوم والتحدي في تقصير فترة النقاش والخلاف بين الاثنين، إذ رأت هيكارو بعينيها جريندايزر وهو يقاتل، بل وصرخت تستنجد بدوق فليد لحماية السد، واستمد دايسكي لأول مرة في القصة قوته من مشهد هيكارو وهي تركض نحوه وتصرخ باسمه، وعلى الأغلب لم يسمعها من تلك المسافة ولكنه رآها وشعر بها وكانت مصدر قوته وإلهامه: “لا.. إذا تحطم السد الأكبر فستموت هيكارو وكل الناس ومزرعة شيكارابا ستغمرها المياه”، وانتهى اليوم بتفهم هيكارو، بل وتصريحها لدايسكي بأن ما عرفته اليوم قد زاد من حبها ولم ينقصه: “أحب دايسكي أمون كثيرًا يكفي أن أناديك دايسكي” وكان رده عليها عبارة شكر وامتنان كأن ما قالته هو بالضبط ما كان يتمنى سماعه.
كما ظهر دايسكي مع هيكارو بهيئته العادية وليس بصورة دوق فليد واقفين بالقرب من جريندايزر بعد انتهاء الصراع، فهيكارو ظلت قريبة طيلة الصراع وشاهدته كاملًا على الأغلب، وهو قد عاد لصورته العادية أمامها في المرة هي الأولى والأخيرة في المسلسل كاملًا – حيث لم تتحول هيئة دوق فليد إلى دايسكي في المسلسل إلا في مرة واحدة وهو وحيد في الكهف – وإن كان لهذا رمزية فلن تكون سوى مزيد من الخصوصية والقرب بينه وبينها.
الحب يدفء قلوبنا ويملأها بالسعادة
في الحلقة التالية خرج جريندايزر لأول مرة – وربما الوحيدة – بالقرب من مزرعة البتول الأبيض، أو ربما توجه دايسكي نحو هذا المكان عمدًا لتحية هيكارو من السماء، ويبدو أنه نجح في ذلك، فقد كانت هيكارو مستيقظة وجرت نحو الشرفة وهمست له بروحها، وعندما خرج دايسكي لشرفة مركز الأبحاث عند سماعه لصرخات هيكارو المستنجدة باسمه وقبل أن يرى حقيقة وايتر – استعاد ذكريات ماضيه وإيذاء قادة فيجا وجنوده لشعبه ولوالده الذي ظهر بشكل واضح في ذكرياته، فهيكارو قد أصبحت جزء من أسرة دايسكي في ذلك الوقت بل أصبحت في أقرب دوائره أيضًا، كما أن محاولة دايسكي حماية هيكارو بقلادته الملكية في ذلك الموقف كانت رمزًا لمدى قرب هيكارو من قلبه وأهميتها بالنسبة له، هيكارو كانت أهم من ماضيه كأمير، إن كان هذا الماضي قادرًا على حمايتها اليوم فسيكون ذلك اعتذارًا صريحًا عن إخفائه هذا الماضي عنها، نظرات دايسكي ولهفته على هيكارو في ذلك المشهد وعدم تركه لها بسرعة للحاق بوايتر كانت بليغة واعتصاره لذراعيها بخوف في جزء من الثانية كانت إشارة واضحة لمشاعره الجارفة تجاهها، وقد أغفلت النسخة العربية عبارتها له في ذلك المشهد: “أنا بخير الحق به” والتي تدل بوضوح على أنها تحولت إلى حافز له للقيام بواجبه وأنه كان قلقًا من تركها وحيدة في ذلك الوقت، كما أن هيكارو بجملتها كانت الوحيدة على مدار 74 حلقة التي تعطي دايسكي هذا الأمر الصريح بالتحرك بعد دكتور أمون.
ومع تحركه السريع انحنت هي لتحمل قلادته الملكية بحب وتحتفظ بها لحين عودته، وهي الوحيدة التي ظهرت في مشهد ودود مع دايسكي وهي تضع القلادة حول عنقه في مغرب هذا اليوم أعلى البرج الموجود في مركز الأبحاث في مشهد حميمي وابتسامة ودودة من الطرفين، كما توحدث هيكارو مع دايسكي في ذلك المشهد وهي تنظر معه للشمس بصرامة وتتبنى نفس موقفه: “أكره أيضًا الذين يحاولون الإفساد في الأرض.. لن أصفح عنهم أبدًا.. أبدًا يا دايسكي” وكأن رابطًا جديدًا قد نشأ بين الاثنين ابتداءً من تلك اللحظة، أصبحت هناك صداقةً ومشاعر حلوة وحبًا وهدفًا مشتركًا.
ومنذ تلك اللحظة بدأ يظهر خوف دايسكي على هيكارو بشكل واضح، خشى عليها من القدوم لمركز الأبحاث رغم أنها لم تستجب لطلبه بعدم القدوم وكانت ترغب بالبقاء قريبة منه، وخشى عليها فيما بعد من القتال، وفي تلك الفترة ظهرت نايدا لتقلب الأمور رأسًا على عقب، ومنحت هيكارو دايسكي الخصوصية الكاملة مع نايدا احترامًا منها لماضيه، لكنها ظهرت بعد إصابته مباشرة، فبعد الحديث الدامي بين دوق فليد ونايدا ليلًا ظهرت هيكارو في اليوم التالي مباشرة بعد جملة: “دكتور .. دايسكي في حالة منفعلة” حيث سُمع صوت هيكارو وهي تعلن عن استعادة نايدا لوعيها، كأن هيكارو قد قدمت للمركز بعد الحادث مباشرة وكانت مصاحبة لدايسكي في انهياره ثم تحولت إلى حيث توجد نايدا في محاولة للاطمئنان على الاثنين، وهي من صاحبت نايدا لرؤية دايسكي بعدها وتجلى حبها له أمام عيني نايدا التي أخبرت هيكارو به صراحة وتحدت مشاعرها بوضوح: “أحب دوق أيضًا من المحتمل أكثر منك” وتكرر ظهور هيكارو في أكثر من مشهد بعدها وقد تداخلت مع كوجي والدكتور أمون ودايسكي في تلك الأزمة وكأن وجودها بينهم صار طبيعيًا بحكم علاقتها بدايسكي، بل ظهرت معرفة هيكارو بمكان جريندايزر وبمقاومته لأي إنسان يحاول الاقتراب منه عدا دايسكي في إشارة واضحة لقرب هيكارو من دايسكي وإطلاعه لها على هذا النوع من الأسرار على خلاف نايدا التي بدا أنها بذلت مجهودًا واضحًا في البحث عن جريندايزر حتى وجدته في الليلة الماضية، أو كوجي الذي ظهر أنه لا يعلم بنظام جريندايزر الدفاعي من الأساس.
وفي الهجوم على مركز الأبحاث بعد انتحار نايدا بفترة وحين أصيبت هيكارو دون علم دايسكي وفشل كوجي في مدها بالدم المطلوب؛ بادر دايسكي بالتبرع بدمه لأجلها، كان من الممكن أن يقود دراجته الآلية للمدينة لإحضار الدم ولكن الحب كان الأقوى في تلك اللحظة، ورغم رفض دكتور أمون للفكرة بوضوح “ولكنك غريب عنا.. لا يجوز” – وهي الجملة الأشد قسوة في القصة كاملة والتي ربما كانت السبب الرئيسي في تعقيد علاقة دايسكي بهيكارو – إلا أن العملية تمت وكأن ردًا حاسمًا قيل بين الاثنين خاصة وأن دكتور أمون ظهر في تلك الحلقة وقد علم بأن هيكارو تعرف حقيقة دايسكي وهو ما أدهش كوجي: “أكنتِ تعرفين بأن دايسكي ودوق فليد هما شخص واحد” لقد تصور كوجي أن معرفة هيكارو بجريندايزر وقدرة دايسكي على قيادته ومعرفتها بدوق فليد لم تكن صادقة وأنها ربما أُعلمت بوجود شخصين لا شخص واحد، ولكن في خضم تلك الأحداث تبين لكوجي مدى قرب العلاقة بين هيكارو ودايسكي، حيث بدا واضحًا أنه هو من أطلعها بنفسه على الحقيقة وأن تعامل هيكارو مع نايدا كان واعيًا ربما على عكس ما كان يتصور كوجي.
وفي لحظات إفاقة هيكارو ومعرفتها بأن هذا الدم هو دم دايسكي غمرت الرومانسية المشهد ومدت هي يدها تمسك يده وتضمها إلى صدرها فتفاعل معها دون خجل من وجود أبيها وكوجي وأمون والطبيب، كأنما راية الحب قد رفعت بالفعل وللأبد، أو كأن جو ناجاي أراد أن يخلق موقفًا يعتذر فيه دايسكي لمشاعر هيكارو أمام الجميع بعد ظهور نايدا، كما تضمنت الحلقة أول تصريح لدايسكي عن مدى ارتباطه بعائلة دانبي: “أنتم أعزاء على قلبي كثيرًاً” في إضافة جميلة من كاتب السيناريو، وخلال تلك الأحداث جاءت مشاركة هيكارو الأولى في الحرب ضد قوات فيجا ومشاركتها دايسكي حصانًا واحدًا في مشهد لن يتكرر في القصة في إشارة واضحة لطريقهما المشترك فيما بعد، خاصة وأن هيكارو كانت خلفه وليست أمامه، فقد كان هو القائد وهي الداعم له، وهو مشهد معاكس تمامًا لمشهد ركوب دايسكي ونايدا الحصان معًا، ففي حين بدا ركوب هيكارو مع دايسكي جديًا وذو هدف قوي وانتحاري أيضًا، فقد كان ركوب نايدا أمام دايسكي رومانسيًا لاهيًا.
وفي فترة الهدوء التي تلت الهجوم الكبير على مركز أبحاث الفضاء بدا واضحًا تطور العلاقة بين دايسكي وهيكارو، وبداية قبول دانبي للأمر على نحو مختلف عن ذي قبل، ومع ملاحظة كوجي وممازحته لدايسكي يمكن تصور الأحداث التي جرت في تلك الفترة: “يبدو أنك عاطل عن العمل هذه الأيام يا دايسكي” وظهر دايسكي لأول مرة وهو يقود السيارة مصطحبًا أسرة دانبي كاملة في مشوار عائلي خاص إلى مقبرة العائلة وهو حسب التقاليد اليابانية تطور كبير في علاقة دايسكي بهيكارو واندماجه في أسرتها بشكل قوي، تكرر ظهور هيكارو بعد ذلك في مركز الأبحاث بصحبة دايسكي حتى في المواقف التي يصعب أن تكون مصادفة كتجربة الطيران الخاصة بكوجي.
وفي مشهد عكسي لمساندة دايسكي لهيكارو ومنحها دمه دون تردد أبرز المؤلف مدى عمق العلاقة بين الاثنين وظهورها بشكل واضح في حضور دكتور أمون وكوجي، حيث أصيب دايسكي أثناء حمايته لكوجي واندفعت هيكارو نحوه بجزع لتضمد جرحه ومن ثم بقائها معه في غرفة المعالجة وهي تمد يدها لتمسح جبينه بمنديلها الخاص وتذرف عيناها الدموع على ألمه في تعبير واضح على العاطفة الجياشة بينهما، وبدا دايسكي متألمًا وهو ينظر إليها من حين لآخر، كان يراها ويشعر بيدها وبقلبها، ومع إعلان دكتور أمون عن خطورة إصابة دايسكي ارتمت هيكارو باكية على صدره في حضور دكتور أمون وكوجي دون اندهاش من أحدهما، وعندما غاب دايسكي عن الوعي كان وجهه إليها لا إلى دكتور أمون، وحتى بعد فقدانه الوعي بقيت هيكارو مع دكتور أمون واستجابت دون خجل لطلبه بأن تساعده في إمساك جسد دايسكي العاري، وظهر في المشهد التالي بقاؤها معه لفترة أطول حتى استعاد وعيه وكأنها غير قادرة على التخلي عنه وهو في هذه الحالة، وأيضًا في لحظة إفاقته كانت النظرة الأولى لها وليس لدكتور أمون – في الحياة العادية قد لا تعتبر تلك إشارات ذات معنى لكن في عمل فني يختار فيه المؤلف والرسام والمخرج كل تفصيلة فالأمر مختلف تمامًا .
في الأحداث التالية ظهرت هيكارو بجانب دايسكي في أزماته الصحية دومًا وبدا كأنه لا يرفض وجودها وإن كان يحاول تطمينها من وقت لآخر لتقليل قلقها وتوترها أو ليحافظ على شعورها نحوه كرجل قوي قادر على حمايتها، حتى انهار أمامها في الحلقة 70 بعد مغادرة كوجي وماريا معبرًا عن اضطرابه وتشوشه وألمه الجسدي.
وفي الحلقات التي تلت تلك الأحداث تكرر ظهورها بجانبه في مركز الأبحاث، بل ووجودها مع دكتور أمون على جهة اتصال واحدة أثناء المعارك، وكانت تخاطب دايسكي لتبث فيه الأمل، ورأته وهو ينهار في كابينة القيادة وكانت تشجعه بجمل توحي بقربها من عاطفته وقدرتها على معرفة الدوافع الحقيقة التي تمنحه القوة: “أبشر يا دايسكي لن تهزم بمثل هذه الأشياء أبدًا .. شفي العصفور الجريح تمامًا.. فابتهج يا دايسكي ابتهج”.
قوة الحب تتدفق في دمي: هيكارو تخاطر بحياتها لحماية دايسكي، ودايسكي يخاف من فقدها
في الحلقة 34 تغيرت شخصية هيكارو وظهرت بسالتها في مواجهة القائد جوس مرتين، فقد ركضت لتقف في مواجهة جوس مواجهة السكين في يده لحماية دايسكي دون خوف أو تردد وهو ما أذهل الاثنين، أذهل دايسكي الذي لم يكن يتصور حبًا بهذه القوة وهو ما أدى إلى التطور الكبير في علاقة دايسكي بهيكارو في الحلقات التالية، وكذلك أذهل جوس الذي دهش من شجاعة فتاة مثلها وجرأتها وحبها الجارف لدوق فليد الذي جاء هو خصيصًا بهدف قتله دون عداء شخصي بينهما، ثم حين رفعت السلاح لأول مرة في القصة في مواجهة جوس لتثنيه عن هدفه، وعند خروج جريندايزر للمعركة ومع معرفة دايسكي بقوة جوس وأنه قد يُهزم في هذه المعركة ويفقد حياته للأبد – في ذلك الوقت كانت هيكارو واقفة بحصانها قرب مخرج جريندايزر البعيد وكأنها على علم مسبق بمكانه، وظلت قريبة طوال الوقت.
وبين الحلقة 36 والحلقة 37 بدا وكأن وقتًا قد مر تطورت فيه العلاقة بين دايسكي وهيكارو بعد ظهور جوس، وفي الحلقة 37 بدا أن هيكارو قد نضجت أكثر، فقد تخلت عن زيها الأول واستبدلته بزي أكثر أنوثة وبدا في ألوانه وتصميمه مشابه لزي دايسكي الجديد في الحلقة ذاتها، وبدا قلقها عليه واضحًا لحظة خروجه للمعارك بعد أن شاركته الأحداث عن قرب من داخل مركز الأبحاث ورأته وهو على مشارف الموت، كما ظهر تفهم دايسكي لقلقها ومحاولته تطمينها ومطالبته لها بانتظاره وكأن الطبيعي في حياة الاثنين الآن أن ينهيا يومها سويًا كحبيبين.
وبدت مخاوف هيكارو صادقة، وقد منحها الحب طاقة هائلة للسيطرة على سبيزر وتدمير وحش فيجا في أول تجربة قتالية في حياتها، ظهر الدافع القوي للنجاح في تعبيراتها: ” لابد من ذلك.. لن أترك دايسكي يموت .. أبدًا” وهي تقولها بحزم صادر عن امرأة مفعمة بالحب، وكان رد دايسكي عليها رد رجل يقدر حب امراته ويخاف عليها بصدق.
للمرة الثانية حمل دايسكي هيكارو الفاقدة الوعي على ذراعيه بعيدًا عن الكل وانتظرها حتى تفيق على ذراعيه، ربما أخذ يتأملها بحب وهي غائبة عن الوعي، ومع إفاقتها تبسم لها بحب وحدثها بلطف وحنان، شكر شجاعتها وطلب منها وعدًا بعدم تكرار هذا الأمر خوفًا على حياتها، ولأنه خشي أن تتعرض لخطر وهو عاجز عن حمايتها، وأقسم لها أنه سيدافع عن الأرض بكل وسيلة، وفي تعبير صريح بالحب تأتي جملته الختامية لها: “لا أريدك أنتِ على الأقل أن تقاتلي”ولم يظهر على الشاشة ما حدث بعدها، كيف نزل دايسكي وهيكارو من راحة جريندايزر؟ ماذا دار بينهما بعد ذلك؟ بماذا ردت عليه؟ كيف كان النقاش؟ كل ما عرضته الشاشة هو ظهر جريندايزر وهو يقف مواجهة للشمس والاثنين على راحته وصوتها وهي تهتف بحب باسمه، وغياب الاثنين من الكادر وتهدج صوت هيكارو في تلك اللحظة إشارة إلى لحظة خصوصية أروع من أن تعرضها الشاشة.
ويظهر من الأحداث التالية أن نقاشًا طويلًا قد دار بينهما، ظل فيه دايسكي رافضًا اشتراك هيكارو في الحرب في حين أصرت هي على ذلك، ظهر ذلك في حديثهما وهما يركضان بالخيول حين طلب منها أن تتبعه إذا كان ما تفعله تدريبًا على القتال، وظهر دايسكي في بداية المشهد وهو يلحق بهيكارو بحصانه بعد أن استطاعت السيطرة على حصان شرس وبدأت تركض به وكأن هناك اتصالًا دائمًا بين الاثنين، أو كأن هيكارو قد حاولت تقليد سلوك دايسكي في التدرب على الحصان يوميًا وفي التوقيت ذاته، وكان دايسكي يختبر قوة هيكارو وتحملها، وحين فشلت في اللحاق به والقفز عبر النهر بشكل فجائي أخذت تبكي وأخذ هو يحدثها من داخل قلبه: “حاولي الفهم هيكارو المعركة ستزداد شراسة ولا أتحمل أن أراك تتورطين فيها” كان يعبر بصدق عن مشاعره نحوها لا عدم تقديره لقدراتها وشجاعتها، فقد دايسكي أحبائه في الحرب ولم يكن قادرًا على فقدان حبه الآن ومصدر قوته وإلهامه وحبه للحياة، ربما كان وجه هيكارو يتراءى أمامه في كل معركة يخوضها، ربما كان يأمل بالنجاة والعودة سالمًا لأجلها هي، لم تظهر الشاشة شيًا من ذلك وإن بدت مشاعر دايسكي ظاهرة وجليه.
كررت هيكارو محاولتها لدعم دايسكي في المعركة بدلًا من كوجي – وكانت هذه هي المرة الوحيدة التي تنطلق فيها هيكارو دون أمر مباشر من دايسكي أو دكتور أمون – ونجحت بفضل تدريبات كوجي السرية لها حيث أخبرت دايسكي بذلك: “كوجي علمني كيف أفعل ذلك” ولم يدر حديث بين هيكارو ودايسكي في ذلك اليوم وكأن الأمر قد احتدم بينهما رغم عودة جريندايزر ملتحمًا مع سبيزر في صمت، أو ربما لم يجدها دايسكي في مركز الأبحاث بعد عودتهما أصلًا لهذا ظهر في المزرعة بعد ذلك دونها وانسل من مواجهة دانبي بحثًا عنها على الرغم من دقة الموقف حيث واجهه دانبي بمعرفته بشخصية دوق فليد، على الرغم من ذلك لم يبدُ على دايسكي أنه يبالي كثيرًا بالأمر على عكس موقفه المتأزم مع هيكارو سابقًا، ويبدو أنه ذهب للبحث عنها حتى وجدها وجلس على التل يتأملها وهي تركض بحصانها في تحدٍ سافر له، وكان بداخله معجبًا بها وبشجاعتها وسعيدًا بنضجها ومشاركتها في الحرب رغم رفضه للفكرة خوفًا من فقدانها أو من أن تشوه الحرب روحها كما شوهت روحه: “وأخيرًا حتى هيكارو شاركت في الدفاع عن الأرض .. علينا أن نقاتل لندافع عن هذه الأرض الجميلة.. حسنًا يا هيكارو لنقاتل معًا”
زادت حدة الخلاف بين دايسكي وهيكارو حول اشتراكها في الحرب رغم إعجابه الداخلي بنضجها وإصرارها واقتناعه بقدراتها، وأثبتت هيكارو جدارتها في الجمباز في تحدي صريح لدايسكي، وفهم هو مقصدها وعبر عنه محدثًا نفسه: “يبدو أنها تقوم بتحدٍ كبير في هذا الاستعراض”، ورغم ذلك استمر هو برفض مبدأ اشتراكها معبرًا عن صراع عاطفي يحتدم داخله عبر عنه صراحة في حديثه مع جورو الذي أوضح كراهية دايسكي لوضعه الحالي ولما أحدثته الحرب من تغييرات في شخصيته وحياته وكأنه يكره أن يدفع بالفتاة التي أحبها وأحب نقاءها إلى هذا المصير المظلم، ودار بينه وبينها فيما بعد حديثًا قويًا ومعبرًا حين طلبت منه أن يأخذها معه في معركته معترضةً طريقه في مشهد مشابه للحلقة 23 حين أمسكت كتفيه بحركة حادة وفجائية لتوقفه، وبدلًا من عدائيتها في الحلقة 23 حين كانت مستاءة من غيابه فقد أمسكت يده بحب تمنعه من تشغيل دراجته وهي تومئ برأسها بالنفي حين طلب منها أن تتركه يذهب في تعبير واضح عن رغبتها في إنهاء الخلاف بينهما باقتناعه هو وقبوله لمشاركتها ومساندتها له، ورفض هو مصرحًا لها بخوفه على حياتها، لكنها وقفت في طريقه تصرح بأن حياتها لا تهمها وأنها مستعدة للتضحية بها، فزاد إصراره ورفضه وكأن حياتها تهمه بأكثر مما تهمها، أو أن حياة هيكارو هي حياته هو فعلًا أو ربما أغلى من حياته.
وظهرت ملامح دايسكي في هذه المرة بتعبيرات لم تتكرر على مدار الـ 74 حلقة وهي يستمع إلى جملتها “لا تهمني حياتي” وربما هو تذكر موقفها الجريء في دفاعها عنه في قتاله مع القائد جوس، حيث وقفت في وجه سكين جوس لحماية دايسكي الذي علقت سكينه بالأرض وقت المبارزة، ورغم خوف دايسكي عليها: “ابتعدي يا هيكارو قلبه من حجر” إلا أنها ردت بقوة معبرة عن حبها له: “لا لن أسمح لهذا الرجل أن يقتل دايسكي” ورفعت هيكارو السلاح لأول مرة في القصة في وجه القائد جوس تطالبه بالعدول عن رغبته في قتل دوق فليد، لهذا كان دايسكي يعرف يقينًا أن هيكارو جادة في جملتها: “لا تهمني حياتي” وكان يدرك دافعها الحقيقي للقتال وهو مساندته وحمايته وفدائه إن أمكن.
وانتهت الصراعات باثبات هيكارو لجدارتها وثناء الدكتور أمون عليها وتزكيته الصريحة لضمها للفريق موجهًا حديثه لدايسكي الذي أجابه بانفعال: “كما تريد” وكأنما كانت هذه الموافقة فوق طاقته العاطفية وتحدٍ قوي لمشاعر خوفه ورغبته في حمايتها، لهذا أتبعها بوعد صريح لها أمام دكتور أمون وكوجي ودانبي: “سأحمي حياتك يا هيكارو” ومنذ تلك اللحظة لم تعد هيكارو طيفًا يتجلى أمام دايسكي في المعارك؛ بل أصبحت حقيقة إلى جانبه وأصبح للحرب رسالتين واضحتين بالنسبة له: حماية الأرض وحماية هيكارو بشكل خاص.
لنقاتل معًا: هيكارو عضو في فريق جريندايزر
ومع بدء عمليات التدريب على السلاح الملاحي يظهر احتواء دايسكي لهيكارو ومحاولته حمايتها معنويًا ولفظيًا، فمع نزولها الخاطئ يهتف كوجي بحسم : “زاوية الهبوط خطأ.. انتبهي” ويتبعه دايسكي بتوضيح لين لهيكارو حول الزاوية الصحيحة وتشجيع لها: “كوني شجاعة” كأنما يوفر لها درع حماية، ورغم تسبب هيكارو في إصابة دايسكي في ذلك اليوم لم يبد عليه أنه عاتبها أو تحدث معها مرة أخرى في الأمر، ولم يتخذ فشلها المتكرر في التدريب باعتباره ذريعة لإبعادها عن الفريق، وإنما بقرار ضمها للفريق أصبح يشعر بمسؤولية خاصة تجاه تدريبها وبناء شخصيتها القتالية، وهيكارو هي العضو الوحيد في الفريق الذي انطلق بسلاحه لأول مرة ليقول لدوق فليد: “أنا تحت تصرفك” قالتها هيكارو بمشاعر حب جارفة وبارتضاء فتاة للعمل تحت جناح حبيبها.
وبدا في المعارك ثناء دايسكي على أدائها، وظهرت محاولات دايسكي لتعليم هيكارو وتدريبها في إجابته عن تساؤلاتها حتى في أضيق الأوقات، وبدت هيكارو كعضو مسالم في الفريق ومطيع لأبعد مدى.
وبعد منتصف القصة تقريبًا ظهرت مشاعر الحب والرومانسية جلية بين دايسكي وهيكارو بعد انضمام هيكارو لفريق جريندايزر، وبدا واضحًا أن علاقتها بدايسكي أصبحت جدية وأمام الجميع، ففي السيارة انحنت لتحتضن ظهره وتطلب منه زيادة السرعة ليسبق كوجي، بدا تصرفها مرحًا ونظر هو إليها بابتسامة وزاد من سرعته، ثم ظهرا في مشهد شاعري أمام الجميع وهيكارو جالسة بالقرب من دايسكي تترنم على نغمات قيثارته – التي بدت مختلفة عن اللحن الحزين الذي كان يعزفه دائمًا في إشارة واضحة لتغير مزاج دايسكي العام وابتهاجه – وطبقًا للغة الجسد كان جسد الاثنين في المشهد يميل باتجاه الآخر في إشارة صريحة للحب، وظهرت غيرة كوجي واضحة، وفاضت مشاعر هيكارو في لحظات فقدانها الوعي وسمعها كوجي تخاطب دايسكي وتعبر له عن استعدادها للتضحية من أجله، وتكررت المواقف التي أثبتت قرب دايسكي من هيكارو وتبديته لها عن الجميع حتى في مشاعر الخوف والحماية، حتى ظهرت ماريا وجاء تصريح جديد على لسانها بشأن علاقة دايسكي وهيكارو.
في البداية أصر دايسكي على ضم ماريا للفريق رغم صغر سنها -كانت أصغر سنًا من هيكارو في بداية القصة – ورفض الدكتور أمون للفكرة، وكان مبرر دايسكي أن محاربة قوات فيجا واجب يقع على عاتقه وعلى عاتق ماريا، وعلى عكس موقفه مع هيكارو التي كان سعيدًا بنضجها ورغبتها في المشاركة كقرار شخصي منها ورفضه لهذا القرار بدافع عاطفي خوفًا عليها (لا أريدك أنتِ على الأقل أن تقاتلي – لا أتحمل أن أراكِ تتورطين فيها ، لا يمكن أن تتورط هيكارو في الحرب أبدًا)؛ إلا أنه رآى أن من واجبه أن يدفع ماريا لهذا النضج دفعًا دون خوف عليها، ربما كان يثق يقدراتها لكن حتى ذلك لم يدفعه لمنحها وعدًا صريحًا بالحماية كما فعل مع هيكارو وكأن هذه الحماية مكفولة ضمنيًا كونها شقيقته، في حين كان وعده لهيكارو إعلان حب ومسؤولية رجل عن امرأة يحبها ويهتم لأمنها وسلامتها.
ومن جهة أخرى بدا واضحًا أن القرار الفعلي بخصوص أعضاء فريق جريندايزر كان بيد دكتور أمون لا بيد دايسكي، وكان دايسكي يحاول إقناعه بضم ماريا للفريق على عكس محاولة دكتور أمون اللينة لامتصاص مشاعر دايسكي واقناعه بضم هيكارو وكأن هيكارو كانت تعني دايسكي للدرجة التي تمنع دكتور أمون من اتخاذ هذا القرار بشأنها وحده وضد رغبة دايسكي.
وفي ساحة التدريب عندما ظهرت مهارة ماريا وأثنت عليها هيكارو، حاولت ماريا أن تنقص من قدر هيكارو بدافع التفاخر بقدراتها وأنها ليست من سكان الأرض، أو بمشاعر مراهقة تحاول إثبات وجودها: “لست مثلكِ.. أنا ابنة فليد يا هيكارو!” على كل حال فقد استوقفها دايسكي برد حاسم حفظ به حق هيكارو وصانها في حضور كوجي والدكتور أمون: “ماريا.. لا تنغري بنجاحك الأول، يهمني النجاح المستمر، هيكارو أصبحت ماهرة جدًا في القتال” بهذا أثنى دايسكي على هيكارو من عدة جهات، أثنى على قدرتها على تحدي نفسها وتحديه شخصيًا لتشترك في القتال بل والتفوق فيه، وأثنى أيضًا على تطورها وإصرارها الشخصي، ووضعها في مكان متقدم عن ماريا التي بدت للجميع خارقة ومذهلة.
وعلى مائدة العشاء جاءت ملاحظة هيكارو لقدرة ماريا الغريبة على التكهن كناتج لملاحظتها الدقيقة لدايسكي: “كيف عرفتِ أن دايسكي يريد خبزًا وكوجي يطلب حليبًا؟” وكان جورو ودانبي حاضرين في المشهد وكان من السهل على كاتب السيناريو أن يترك لأحدهما تلك الملاحظة، ولكن يبدو أن المشاهد واللفتات تصر على وجود خط بصري مشترك بين دايسكي وهيكارو خاصة بعد ظهور ماريا في تحدٍ سافر للجمهور الياباني.
في الحلقة ذاتها ومع إصابة كوجي وطلبه من هيكارو أن تنطلق بسبيزر نيابة عنه لنجدة دايسكي، حاولت ماريا أن تجتاز هيكارو بشكل صريح كرد فعل غاضب عما قاله دايسكي لها أمام الجميع، وربما بداية انجذاب بينها وبين كوجي، وانطلقت بسبيزر بدلًا منها، وعندما رآى دايسكي سبيزر هتف باسم هيكارو في جهاز الاتصال إيمانًا منه بأن من سيهب لنجدته في تلك اللحظة ليس إلا ملاكه الحارس الذي أنقذه من الموت من قبل ومن دون تدريب أو خبرة طويلة، جاء هذا الهتاف صادمًا لماريا التي ردت عليه باستياء: “ألا تفكر بأحد سوى هيكارو؟!” لم يجبها دايسكي على سؤالها وإنما بدأ باعطائها تعليمات القتال والالتحام.
وفي حلقة متقدمة اندفع دايسكي لحماية هيكارو وانقاذها دون أن يشارك الفريق خطته كأنما شعر أن هذه العملية له وحده، فحين اختطف جولي الكبير هيكارو وصعد بها برج طوكيو نزل دايسكي من جريندايزر آمرًا كوجي بحمل جريندايزر للمختبر لإصلاحه، ومع سؤال كوجي: “ما الغرض من هذا؟” لم يجبه دايسكي على سؤاله وإنما أعلن مسؤوليته عن الأمر: “دع الأمر لي” وأعطى أمرًا جديدًا لماريا لخطف انتباه الوحش عن هيكارو وانطلق وحده في مواجهة الوحش دون سلاح، في تلك الأثناء ومع خوف هيكارو كانت تردد داخلها: “أسرع لنجدتي يا دايسكي” وكأنها كانت تؤمن في قرارة نفسها أن الشاب الذي منحها وعدًا صريحًا بحمايتها أمام الجميع لن يتركها وحدها أو يترك حمايتها لغيره، وكان توقعها صادقًا حين هتف لها: “هيكارو.. قادم لمساعدتك ابتعدي عن الوحش” وعندما اقترب المصعد من هيكارو خرج دايسكي من فتحته العلوية معرضًا نفسه للخطر دون خوف وفتح لها ذراعيه وهو يشجعها على القفز: “اقفزي بسرعة.. هيا ولا تخافي” لم يقل لها كوني شجاعة أو هيا قبل أن ينتبه الوحش وإنما “لا تخافي” في إشارة واضحة لحركة يديه نحوها، كأنما يقول لها: “أنا هنا.. سأتلقاك بين ذراعي لن تسقطي أو تصابي بسوء إن قفزتي في أحضاني” وبالفعل قفزت وتلقاها بين ذراعيه في لقطة رومانسية بجدارة رغم أنها لا تتجاوز الثانية احتواها فيها بين ذراعيه وطوق هو ظهرها وخصرها بذراعيه وطوقت هي عنقه بذراعيها، وكان هذا المشهد محاكيًا للمشهد الختامي في فيلم كينج كونج الشهير والذي تزامن عرضه مع عرض الحلقة وسبقها بفترة بسيطة.
وظهر جليًا من المشهد التالي أن دايسكي كان يشعر بالخوف والقلق من جولي الكبير وعلى الرغم من ذلك فقد عرض نفسه للخطر لأجل إنقاذ هيكارو واستعادتها: “أسلحة جريندايزر عاجزة أمام هذا الوحش، إنه وحش لا مثيل له”.
وبدا واضحًا التصاق دايسكي وهيكارو حتى في المعارك، فحين يعطي كوجي الأمر بتغطية دايسكي في المعركة فإنه يوجهه لهيكارو، وحين يصاب جريندايزر تهم هيكارو بمساعدته، وكان دايسكي دائم السؤال عن هيكارو وسلامتها في المعارك، حتى في ظهور جريندايزر المزيف (الحلقة 58) اندفعت هيكارو بشجاعة نحوه وهي تهتف: “دايسكي أنا هيكارو” كأنها تعرف يقينًا أن وجودها وتعرُّف دايسكي عليها يعني الكثير، وفي لحظة تقارب استطاعت أن تميز حقيقة من أمامها فهتفت : “لا عيناه ليستا عيني دايسكي” وتعرضت للإيذاء فورًا، وفي لحظات فقدانها الوعي كانت تردد اسم دايسكي فقط، وكانت إصابتها هي دليل إدانة دايسكي في ذلك اليوم، إذ أخذ دكتور أمون وكوجي وماريا ينظرون إليها ويتخذ كل منهم قراره بشأن دايسكي باعتباره قد فقد عقله أو ارتكب جرمًا بشعًا، فالشاب الذي قطع لحبيبته وعدًا بحمايتها أمام الجميع قد اقترف جرمًا فعلًا بإيذائها، هذا ما كان يتصوره الجميع وهم مخدوعون بجريندايزر المزيف، في حين فقدت هيكارو وعيها وهي على علم بالحقيقة وقلبها راضٍ عن حبيبها بل وقلق على مصيره.
وحين أصيبت هيكارو في أحد المعارك (الحلقة 64) وسقطت من سبيزر وتحطمت خوذتها؛ أسرع إليها كوجي فهتفت به: “أنا بخير اذهب لمساعدة دايسكي بسبيزر”، وفي عيد رأس السنة حين طلبت ماريا الخروج بالسلاح الملاحي للتفقد بدلًا من هيكارو (الحلقة 66) معللة ذلك بضرورة بقاء هيكارو مع أبيها نظرت هيكارو لدايسكي وهي تهتف باسمه بنبرة متسائلة، فأجابها بالنفي محركًا رأسه في صمت، كأن ما دار بينهما:
- هل ستذهب للتفقد؟
- لا لن أذهب بدونك اطمئني!
- أو: هل أذهب دايسكي؟
- لا، ابقِ هنا
في المشهد نفسه أجاب دكتور أمون بإيماءة إيجاب مختلفة كأنه فهم تساؤل هيكارو على نحو مختلف:
- هل أتركها تذهب؟
- نعم
وعلى الجهة الثالثة نظر كوجي لدايسكي دون أي ايماءات كأنما هو عاجز عن فهم طبيعة السؤال من الأصل، أو أن الإشارات المستخدمة بين الاثنين غير مفهومة لغيرهما.
وعندما قرر دايسكي الخروج بجريندايزر انسحبت هيكارو في صمت لتعود على أهبة الاستعداد وتقطع على ماريا الطريق لمصاحبة دايسكي في استبعاد صريح لها، ورغم طلب دايسكي من ماريا مرافقته في لحظات اختفاء هيكارو إلا أنه لم يعترض هيكارو التي ظهرت على عتبة الباب على أهبة الاستعداد هاتفة: “سأذهب أنا معك”، وربما كانت هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها هيكارو بتلك الصرامة، وعلى عمق 400 متر حيث شلت حركة جريندايزر تحت الماء، كان الدافع الأقوى للإقدام على الحركة الانتحارية الأخيرة للخروج من المأزق هو سماع دايسكي لصوت هيكارو وهي تختنق، لهذا أخذ يهتف باسمها بانفعال جارف وهو يحاول الخروج بجريندايزر مستخدمًا الطاقة الكاملة على نحو انتحاري، فإما أن ينجوا معًا أو يموتا معًا كعاشقين.
وعلى مدار الحلقات اختار كاتب السيناريو أن تتحرك هيكارو مع دايسكي في دراجته الخاصة وألا يكون لها دراجة مستقلة ككوجي أو ماريا فيما بعد، على الرغم من ظهور هيكارو في الحلقة 39 وهي تقود دراجة دايسكي النارية بل وتشن هجومًا بها في محاولة منها لحماية مركز الأبحاث أثناء غياب دايسكي وكوجي، واستخدمت وقتها سلاحًا لم يستخدمة دايسكي من قبل، وهي إشارة واضحة إلى أن هيكارو تملك القدرة على ركوب الدراجة وأنه من المحتمل جدًا أن يكون من دربها عليها هو دايسكي أيضًا، ومع ذلك اختار كاتب السيناريو أن يجمع الاثنين معًا حتى في اللحظات الصعبة كالفرار من الكنج جوري، ورغم قيادة كوجي وماريا للسلاح الملاحي فإن السلام الملاحي لم يلتحم مع جريندايزر إلا بقيادة هيكارو في إشارة واضحة لتكامل الاثنين.
آلام الماضي تعود من جديد
وفي الحلقة 72 ومع ظهور روبينا ظهر تأزم العلاقة بين دايسكي وهيكارو بشكل واضح، ساد الصمت بينهما وبقيت النظرات القلقة والارتباك والخوف من المجهول، وأيضًا تغاضت النسخة العربية عن كلمة: “لكن” التي قالها دايسكي لروبينا التي تعرض عليه الزواج – أو الذهاب معًا دون تحديد لطبيعة العلاقة كما في النسخة الأصلية – في إشارة واضحة لوجود حياة جديدة له الآن وتشكك منه لما تقوله، وكان رد روبينا هو إلحاح واضح عليه لقبول الفكرة بدافع السلام، إلى جانب إرباكه بأخبار كوكب فليد والتي نكأت جراح الماضي وفجرت الحنين إليه بشكل فجائي وهو ما دفع بدايسكي لحالة نفسية مضطربة ومشابهة لما حدث في لقائه بنايدا، وظهرت روبينا كفتاة باهرة الجمال وبصورة مختلفة تمامًا عن هيكارو التي كان جمالها الظاهري عاديًا على عكس جمالها الروحي الذي أشار إليه دايسكي في الحلقة 37: “لا شيء يسعدني أكثر من قلبك الحار”، وحاولت روبينا تذكير الدوق بوصفه لها على أنها جميلة كالوردة في رمزية واضحة للصورة التي كان يراها بها في الماضي، كما أن نزع روبينا لخوذتها مباشرة وإطلاقها لشعرها الأحمر الطويل وهي تركض باتجاه الدوق حمل إشارة منها لإبراز جمالها في محاولة لخلق أجواء رومانسية على لقائهما الدامي بعد ثمان سنوات من الخراب النفسي، وفي المقابل ظل هو مرتديًا خوذته مخفيًا ملامحه عنها في لقائهما الأول في محاولة للحفاظ على خصوصيته النفسية في موقف مشابه لما فعله مع هيكارو لحظة ظهوره أمامها بصورة دوق فليد لأول مرة، ولم يظهر دوق ملامحه لروبينا إلا في لحظات احتضارها بعد أن أصيبت بدلًا منه، ووقفت هيكارو ترقبه في تلك اللحظات ممسكة قلبها وقد استندت إلى سلاحها الملاحي في لحظة ضعف وعجز بعد يوم ثقيل عاطفيًا ومربك للاثنين، وربما استعادت هيكارو ذكريات ألمها ودموعها حين أصيب دايسكي بالصدمة بعد لقائه بنايدا واتهامها له بالخيانة وتمزيقها جراحه دون رحمة، وصرخ دوق بعد موت روبينا تلك الصرخة المثيرة للجدل، ولكن لماذا صرخ دوق فليد بعد موت روبينا تلك الصرخة التي لم ينساها مشاهدو جريندايزر؟
الحقيقة أن صرخة دوق فليد قد جمعت مشاعرًا كثيرةً في تلك اللحظة: ألم وحزن على جزء من ماضيه فقده من جديد، صرخة ندم على سوء ظن وتشكك منه تجاه روبينا التي فدته بروحها في اللحظة الأخيرة رغم توجيهه الاتهام لها أكثر من مرة: “لن أدعك تخدعيني مرة ثانية”، “أنت خدعتني كنت مجنونًا حين وثقت بك”، صرخة حسرة على أمل لتحقيق السلام ربما كانت ضحيته قلبه اليوم وحياته على الأرض – رغم معرفته الكامنة بأن هذا السلام المرهون بتحالفه مع روبينا وعودته معها ليس مضمونًا وهو ما عبر عنه بقوله: “أحب أن أصدق روبينا يا كوجي” أَحَب دوق تصديقها ولكن لم يكن يصدقها بالفعل والفارق كبير – صرخة انشطار بعد معرفته بعودة كوكب فليد للحياة إذ أصبح له حياتين فأيهما يختار؟ تعاطف صادق من قلب مرهف ذرف الدموع على موت والديه وصديقة طفولته وشبابه نايدا وأعز أصدقائه موروس، قلب تفهم سبب قتال القائد جوس له، وأقسم على الثأر لموت ميناو ضحية الغدر والغش واستغلال حب الوطن، صرخة قلب تعاطف مع الطفل مانكيتشي ووحدة ميرانا وميدوري وحتى يُتم ومرض الحصان تارو، صرخة لوعة وألم ونهاية أزمة عاطفية بينه وبين هيكارو التي وقفت بعيدة تنظر إليه ويقطر قلبها دمًا من الألم والخوف والشفقة عليه.
ويبدو أن كاتب السيناريو تعمد المقارنة بين هيكارو وروبينا بشكل سافر وفي حلقة واحدة كما حدث في الحلقة 25 مع ظهور نايدا، حيث ظهرت هيكارو كمحبة حقيقية تفهم عيني حبيبها وتصلي لأجل الضحايا من أسرته وشعبه مقابل روبينا التي أحبت دوق فليد على نحو مهووس وسعت لرؤيته دون خطة واضحة أو خوف عليه أو على حياته وهي تعلم أنه مهدد من قبل جيش أبيها ورغم تصريح الوزير زوريل لها: “تنوين الذهاب إلى الأرض ولكن تذكري أن دوق فليد هو عدو قوات فيجا المتحالفة” وكاد دوق أن يقتل بالفعل جراء لقائها مرتين كنتيجة طبيعية لانشغالها برغبتها في لقائه دون دراسة الموقف أو تأمين لقائهما والحفاظ على حياته، كما أن عرض روبينا للسلام الذي تبلور في ذهنها في وقت قصير جدًا جاء ليدوس على جراح دوق فليد وماضيه وشعبه ويسحقه سحقًا، فروبينا التي كانت تعشق دوق فليد على نحو جنوني ارتضت أن يذهب فيجا الكبير بقواته لاستيطان كوكب فليد من جديد مقابل إنهاء الحرب على الأرض متناسية أن فيجا الكبير هو من دمر كوكب فليد من قبل وأفقد دوق أسرته وحياته وموطنه.
ودوق فليد الذي حمل هيكارو على ذراعيه وهي فاقدة الوعي وانتظر بجانبها حتى تفيق في الكهف، والذي حملها على ذراعيه على راحة جريندايزر في أول تجربة قتالية لها وانتظر إفاقتها بصبر، والذي حمل ميناو بين ذراعيه في لحظات احتضارها، هو ذاته دوق فليد الذي اكتفى بحمل روبينا وإخراجها من مركبتها فقط، والذي صرخ بلوعة بعد موتها تاركًا يديها الممسكة به بسرعة دون أن يحملها أو يلقي بكلمة إضافية، بل هو أيضًا نفسه الذي استعاد اتزانه النفسي سريعًا بعد موتها كأن وجود هيكارو بجانبه كان قد أوجد بداخله قوة نفسية لم تكن بهذا القدر حين ظهرت نايدا في حياته وحطمته باتهاماتها.
ولكن في الحلقة 73 بدأ دايسكي يعاني من وجود حياتين له بالفعل، فبعد أن شفي دايسكي من إصابته في الحلقة 71 والتي كانت هاجسًا يهدده بالموت في كل لحظة، وبعد أن صار يشعر حقيقة بأن الأرض هي وطن حقيقي له الآن، وبعد أن صارت له أسرة فعلًا تضم شقيقته ماريا وأبيه بالتبني وحبيبته، وبعد أن صار ممكنًا أن يحلم بانتهاء الحرب وبداية حياة جديدة على الأرض مع تلك الأسرة، بعد هذا الحلم والتفكير العميق الذي جعله يتأمل صف النمل على جذع الشجرة وهو يعزف على قيثارته في رمزية واضحة لاستعداده لترتيب حياته المستقبلية، وكان يبدو عليه الهدوء والسلام، ولو لم تسأله ماريا عن كوكب فليد لما أثارت شجونه وأيقظت ذكرياته الماضية، بعد كل هذا الهدوء والسلام واجه دايسكي الفوضى من جديد وأصبح عليه أن يختار ما بين اثنين : حياة حالية على الأرض كوطن له اليوم يجب عليه الدفاع عنه وحمايته ولو مضحيًا بحياته، وحياة جديدة مجهولة تنتظره على كوكب فليد الذي وفق رواية روبينا بدأ يعود للحياة من جديد، ومضحيًا أيضًا بحبه وبأسرته الجديدة؟
ومع موت روبينا أصبح واضحًا لدى دايسكي أن المعركة الكبرى وشيكة بعد فقد فيجا ابنته الوحيدة، لأجل هذا ظهر دايسكي يفكر منفردًا ويتخذ قراره بالتضحية بحياته والخروج في عملية انتحارية لفداء الأرض ومهاجمة قاعدة فيجا بمفرده، وظهر من تكرار المشاهد أنه أخذ يفكر في الأمر يوم وليلة على أقل تقدير، ومع حسم دايسكي لقراره، أخذ يودع أحبائه والأماكن التي حملت له أجمل الذكريات في سنواته على الأرض، زار مزرعة البتول الابيض وحاول مساعدة دانبي، واعتنى بالاحصنة كما كان يفعل في السابق، وتقارب مع جورو وأوصاه وصية وداع كأخ أكبر بشكل غير مباشر
وودع دايسكي هيكارو بذكرى حلوة كاعتذار لروحها عن معاناة الأيام الماضية وظهور روبينا، كان وداعه لها وداعًا رومانسيًا يعود بعلاقتهما إلى سابق عهدها قبل اشتداد الحرب، جولة على الخيول كما كانت تحب هيكارو وتطلب سابقًا في الحلقات الأولى، وثناء واضح على مظهر هيكارو وجمالها وشوق حقيقي لحبيبة سيفقدها بعد ساعات.
وبالرغم من أن خطة دايسكي لم تتم كما كان متوقعًا لها نظرًا لتدخل كوجي فإن نهاية القصة كانت موجعة، فراق لأجل المصلحة الكبرى لشعب فليد الذي يأمل دايسكي في إعادة لم شمله من جديد، ومصير مجهول ينتظره هو وهيكارو في قصتهما، وربما وعود بالعودة، لا أحد يدري، ومن يرى أن لحظات دايسكي مع نايدا وروبينا كانت مفعمة بالحب والشوق واللهفة فليتخيل لقاء دايسكي بهيكارو على الأرض من جديد، أو رؤيته لها مصادفة على كوكب فليد في زيارة غير متوقعة مع كوجي بالكوزمو الخاص، ربما لو تصورنا المشهد فلن يخلو من ركض عاشقين باتجاه بعضهما البعض وأحضان دافئة وقبلة يملؤها الشوق، وكلمات فرح باللقاء وندم على الوداع، وربما دعوة للبقاء معًا، فدايسكي الذي عاش على الأرض قرابة العشر سنوات بقرب فتاة كبرت معه ونضجت وتفتحت أمام عينيه وساعدته على الخروج من وحدته وضمدت جراحة المعنوية والجسدية ولازمته في أوقات ضعفه وألمه – هذا الأمير ذو الحس المرهف والشخصية الرومانسية لا يمكن أن يتجاهل حبًا جارفًا كهذا، هيكارو كانت حب دايسكي لا دوق فليد، حتى أنها ظلت تناديه دايسكي حتى في أشد اللحظات وحتى في لحظة الوداع.
وداع مؤلم، عيون تفيض بالدمع وصورة تملأ الفضاء
وداع دايسكي وهيكارو كان مثيرًا للجدل، وداع صامت لم يتقارب فيه الطرفان أو يتبادلا كلمات صريحة، نزلت دموع هيكارو لثوان واختفت كأن كلًا منهما يحاول التماسك لأجل التضحية الكبيرة التي سيقدمان عليها، وكأن حبهما كان أكبر من كلمات الوداع التقليدية، وربما كانت هناك نقاشات طويلة ووعود وخطط غير معلنة للآخرين، وعلى الأغلب كان هناك وداعًا سريًا بينهما حمل كل مشاعرهما ولوعتهما، ولكن اكتفت الشاشة بعرض هذا الوداع الذي ضم دانبي وجورو والدكتور أمون بما لا يسمح لمُحبين أن يظهرا مشاعرهما الخاصة بحرية في احترام لخصوصية العلاقة التي جمعت بينهما على مدار ما يقرب من عشر سنوات.
إن كان هناك سبب لتغيير مخططات دوق فليد واختياره البقاء على الأرض فليس إلا هيكارو، وإن كان هناك سبب لفراقه لهيكارو فليس إلا مصلحة شعب فليد واتمام رسالته كابن من أسرة ملكية يأمل في جمع شتات شعبه وتخليص من نجا منهم من الأسر، وفي الحالة الثانية سيضحي دايسكي تضحية كبيرة لأجل هذا الواجب وستدعمه فتاة ناضجة أحبته بأكثر من نفسها وكانت مستعدة لفدائه بروحها، وسيسدل الستار على قصة حب معقدة من الأساس بين اثنين من كوكبين مختلفين زادت تعقيدًا بظهور روبينا وأخبار كوكب فليد، ولولا هذا لكان من المتوقع أن تنتهي الأحداث نهاية مختلفة تمامًا، فمع شفاء دايسكي من جرحه الذي دام لسنوات، ومع القضاء على فيجا وزوال خطره، ومع بقاء دايسكي على الأرض وعشقه لها، ومع حب دافئ وناضج يربط قلبه بهيكارو – مع كل هذا لا يتوقع أن تنتهي قصة الحب الدافئة إلا ببيت صغير يحتفل فيه محبان معًا بالسلام.
إلا أن دايسكي الذي اختار العودة لكوكب فليد بناء على رواية روبينا سيواجه مصيرًا مجهولًا، وربما هو اختار العودة للتثبت بنفسه واتخاذ قراره النهائي، فدايسكي الذي عاد بأخته في نهاية القصة هو نفسه الذي سأل كوجي قبل خروجه للتضحية بحياته لإفناء قاعدة فيجا: “هل ستذهب مع ماريا عندما تزور الكوكب فليد؟” كان دوق يتحدث عن زيارة الكوكب لا العودة إليه كقرار نهائي، وعلى هذا الأساس يمكن تصور كواليس الوداع بينه وبين هيكارو والتي دفعت بالاثنين للتماسك لحظة الوداع.
دايسكي وهيكارو كانا أجمل وأعقد قصة حب طرحت على الشاشة، ومع اختلاف الآراء والتحليلات ومحاولات المتابعين للعمل والمهتمين به تفسير علاقتهما – مع ذلك يمكن القول بأنه توجد فعلًا علاقة معقدة بين الاثنين، علاقة ينتفي فيها الكره ويبقى الحب الذي انتهى بتضحية كبيرة، ويكفي أن القصة انتهت بموارنة ثقيلة على الروح بين: حب امراة وحب وطن لا حب امرأة وحب امرأة أخرى، فدايسكي لم يتخلى عن هيكارو لأجل امراة غيرها؛ وإنما لأجل واجب ووطن بحاجة إليه كما رآه في تلك اللحظة، أما المستقبل فسيبقى مجهولًا رغم المانجا التي ظهرت في 2004-2007 والتي أيضًا أظهرت عمق علاقة دايسكي بهيكارو وبقائها على نفس الصورة من الدفء والعمق وقلة الكلام.
اقرأ المزيد عن دايسكي وهيكارو
الثنائي الرسمي في ثلاثية مازينجر – سوبر روبوت
كيف تطورت شخصيات الثنائي الرسمي في أعمال السوبر روبوت والثلاثية الشهيرة لجو ناجاي (مازينجر زد – جريت مازينجر – جريندايزر)؟
دايسكي وهيكارو في السياق الدرامي
يكشف السياق الدرامي طبيعة العلاقة الرومانسية والحب المتبادل بين دايسكي أمون وهيكارو ماكيبا، وتؤكد بقية شخصيات العمل ذلك بأقوالها
الشخصيات في أنيمي مغامرات الفضاء جريندايزر UFO Robot Grendizer
هيكارو ماكيبا استخدمت كرمز للأرض في فيلم جاتايجر الذي كان الأساس لقصة جريندايزر، وكان حب دايسكي لها هو تصوير لحبه للأرض
اترك تعليقًا