في التاسع عشر من ديسمبر عام 1976 عرضت الحلقة 64 من جريندايزر بعنوان (خمس دقائق قبل تدمير طوكيو)، وتعد هذه الحلقة بمثابة الرأس الثالث لمثلث السيناريو البديل مع الحلقة 34 بعنوان دمعة الذئب أو دموع الذئب تتحول شهبًا، وكذلك الحلقة 58 بعنوان ظهور جريندايزر مزيف، في هذا الموضوع سوف نقدم ملخصًا للحلقة 64 (خمس دقائق قبل تدمير طوكيو)، ثم نشرح السيناريو البديل الوارد فيها.
ملخص الحلقة 64 من جريندايزر بعنوان خمس دقائق قبل تدمير طوكيو.
فصل الافتتاح.
نجحت قوات فيجا في التسلل إلى الأرض، وتم بالفعل بناء قاعدة قاع البحر، وبدأ الوزير زوريل تجاربه وخططه لغزو الأرض واحتلالها، قام الوزير زوريل بتطوير قنبلة فيجا ترون محدودة الأثر وقام بتجربتها على جزيرة باز الواقعة في المحيط الهادي، تبلغ مساحة جزيرة باز ألفي كيلو متر مربع وهي مقاربة لمساحة مدينة طوكيو، نجحت التجربة وغرقت جزيرة باز تمامًا مخلفة غيمة هائلة من الدخان.
وصلت الأخبار للدكتور أمون فاستدعى دايسكي وكوجي إلى مكتبه لمناقشة الأمر، في ذلك اليوم كان الكل يعيش حياة هادئة في بيت المزرعة، وكانت ماريا تلهو مع كوجي وتحاول قراءة حظه في الحب لهذه السنة خاصة مع قرب حلول العام الجديد، وعندما انضم دايسكي لها ولكوجي وجورو حاولت قراءة حظه لليوم ولم تتمكن من إخباره بالنتيجة جراء استدعاء دكتور أمون له، لكن النتيجة لم تكن في صالح دايسكي وبدا لماريا أن دايسكي سيواجه خطرًا ما.
خرج كوجي بالسلاح الملاحي لاستطلاع الأمر، وانتظر دايسكي والدكتور أمون تقريره بالكثير من المخاوف التي عبر عنها دايسكي بقوله: “هل هناك من جرب قنبلة فتاكة على تلك الجزيرة؟”.
فصل التطوير والصراع
وصل كوجي إلى موقع جزيرة باز وأخبر عن اختفاء الجزيرة تمامًا وأن ثمة أعداد كبيرة من الأسماك الميتة، وجود السمك الميت جعل دايسكي يرجح فكرة استخدام قنبلة، لذا طلب الدكتور أمون من كوجي أن يجري مزيدًا من التحقيق، التقط كوجي إشعاعات فيجاترون ومن ثم ظهرت قوات الميني فو وهاجمت كوجي، لذا خرج دايسكي بجريندايزر لنجدته، وفي خضم المعركة أطلق القائد جاندال وحش فيجا جودو جودو صوب مدينة طوكيو، انسحبت قوات الميني فو وأراد كوجي اللحاق بها فاستوقفه دايسكي خشية أن تكون خدعة، وقاطعهما اتصال الدكتور أمون يخبرهما أن وحش فيجا ظهر في طوكيو وهما ليسا فيها، وأن هيكارو وماريا متجهتان نحو طوكيو، وصدرت الأوامر بالتوجه مباشرة نحو طوكيو.
في طوكيو كانت هيكارو وماريا تتابعان وحش فيجا، وكانت ماريا متحمسة للقضاء على الوحش لكن هيكارو نبهتها لضرورة الحذر وانتظار وصول دايسكي وكوجي كونهما تجهلان ما الذي تخطط له قوات فيجا، وصل الوحش لنقطة بعينها وأخرج شيئًا من فمه ووضعه على الأرض، خمن دكتور أمون آن ما أخرجه الوحش هو قنبلة فيجاترون التي أغرقت جزيرة باز، في تلك الأثناء اعترضت موجات غريبة جهاز الاتصال وتمكن القائد جاندال من محادثة دكتور أمون لأول مرة، ووصل دايسكي وكوجي لطوكيو واستمع الكل للمحادثة.
أبلغ القائد جاندال الدكتور أمون بخطته لنسف طوكيو بعد خمس دقائق من الآن ما لم يسلمهم جريندايزر، وجعل حياة اثني عشر مليون شخص في طوكيو مقابل الجريندايزر، وأشعل القنبلة أمام عيني الدكتور أمون وطلب جوابه، لم يعط الدكتور أمون القائد جاندال ردًا قائلًا: “أرغب أن أرفض لكن لا يمكنني أن أعطيك ردًا جازمًا الآن”، فهم جاندال أن دكتور أمون سيترك الأمر لدوق فليد وقد كان.
فوض دكتور أمون دايسكي لاتخاذ القرار، قال له لو أمكن كنت حللت مكانك لكن كل ما أستطيعه هو أن أراقب، طلب منه أن يتخذ قراره، لكن دايسكي أخبره بأن تسليم جريندايزر يعني الاستسلام دون شرط، وأنه لو فعل فإن قوات فيجا سوف تحتل هذه الأرض الجميلة فورًا، وصف له الأرض بأنها الكوكب حيث يعيش الناس في سلام وليست الكوكب الذي يعيش فيه الشياطين، طلب منه أن يمنحه الإذن بالقتال، تعهد بأن ينقذ طوكيو مهما حدث له، أيد كوجي كلام دايسكي، وأبدت ماريا رغبتها في القتال، ودعمتها هيكارو مؤكدة بأن عليهم أن يقاتلوا حتى لو كانت لديهم ذرة أمل واحدة، وبالفعل وافق دكتور أمون قائلًا: “أمامكم أربع دقائق، في هذه المهلة كرسوا جهودكم لحماية طوكيو والأرض برمتها “، وأعطى دايسكي لفريقه الأمر بالقتال وبدأت المعركة.
استاء جاندال من موقف دوق فليد وهو يقول: “هل هذا ردك؟” وردد زوريل: “تظن أنك قد تغلب جودو جودو في أربع دقائق، جرب على أي حال” ، وبدأ جودو جودو بحماية القنبلة وحماية نفسه مطلقًا درعًا من الطاقة حول نفسه وحول القنبلة، انهالت ضربات فريق جريندايزر على درع الطاقة حتى انهار، وبدأ جودو جودو بمحاولة إسقاط الطائرات من حوله بالأشعة، ولكن قربه من القنبلة جعل الفريق في مأزق كبير، لهذا طلب دايسكي من كوجي أن يفجروا الأرض خلف الوحش ليسقط في الفجوة مكرهًا ويكون بالإمكان إبعاد القنبلة، ونجحت الخطة، سقط الوحش في الفجوة والتقط دايزر القنبلة، لكن جودو جودو لم يتركه وشأنه وإنما أطلق خيوطه القوية ليمسك به، حاولت هيكارو تحرير دايسكي بالقاطع المزدوج لكن الوحش تمكن من إصابتها، وارتطم سبيزر المزدوج بأحد الأبنية وسقطت هيكارو من قمرة القيادة بعنف وانكسرت خوذتها وأصيب رأسها، في ذلك الوقت حاولت ماريا مساعدة دايسكي فأصيبت كذلك وفقدت وعيها داخل سبيزر الحفار، وانطلق كوجي في خضم المعركة نحو هيكارو ليطمئن عليها لكنها طلبت منه أن يتركها وأن يساعد دايسكي بسبيزر المزدوج ففعل، تمكن دايسكي من مناولة القنبلة لمروحيات قوات الدفاع لتأخذها بعيدًا، وبالفعل تولت مروحيتان حمل القنبلة لكن جودو جودو أسقط إحداهما، وخاض دايزر حربًا شرسة مع جودو جودو وكان يراقب القنبلة التي كانت على وشك السقوط بسبب وزنها الثقيل بعد انفجار المروحية الأولى.
انفجر جودو جودو وقفز دايزر ملتحمًا مع سبيزر المزدوج مندفعين نحو القنبلة، تمكنا من التقاط القنبلة في اللحظة الأخيرة، هتف دكتور أمون بدايسكي أن يأخذ القنبلة لمكان بعيد، وهتف أحد المعاونين بقلق: “لن يتمكن من النجاة حتى لو أخذ القنبلة لمكان أمين” ، وانفصل دايزر عن سبيزر ليلتحم بسبيزر خاصته ودايسكي يوصي كوجي بأن يبذل ما في وسعه لحماية الأرض إن حدث له مكروه، واندفع دايزر بسرعته القصوى وألقى القنبلة بالفعل في نقطة بعيدة ودكتور أمون يراقب عداد الثواني ويهتف: “دايسكي، لا تمت!”.
انفجرت القنبلة ولم يتمكن دايسكي من الابتعاد عنها فأغرقته إشعاعات فيجا ترون في مشهد مرعب، صرخ بقوة وفقد وعيه وارتطم جريندايزر بالصخور.
فصل الحل.
استعاد دايسكي وعيه صباح اليوم التالي وهو معصوب الرأس بعد أن فقد وعيه طيلة الليل، بدا كوجي وماريا بحالة جيدة، أما هيكارو فكانت معصوبة الرأس
مثله وذراعها في الجبيرة، تحامل دايسكي على كوجي والدكتور أمون ونهض لينظر من النافذة، سأله كوجي إلى ماذا ينظر فأجاب: “مدينة طوكيو”، استنكر كوجي ذلك معللًا بعد المدينة، لكن دايسكي قال له بأن بإمكانه آن يرى المدينة من هنا حيث تضم أناسًا طيبين ولا تضم أشرارًا.
التفسير الخارجي للحلقة 64 بعنوان خمس دقائق قبل تدمير طوكيو
يمكن للحلقة 64 أن تكون تصويرًا لما كانت ترجوه اليابان حين تم قذفها بالقنابل النووية في الحرب العالمية الثانية، وحيث وقعت مأساه هيروشيما وناجازاكي في الثلث الأول من أغسطس 1945، وينطبق ذلك على طريقة تصوير الحرب الفليدية وتلوث كوكب فليد بالإشعاع كذلك، لكن هذه الحلقة لم تعرض في ذكرى أغسطس ولا قريبًا منها، لذا يمكننا أن ننظر إليها من ناحية أخرى متبعين منهج تحليل جريندايزر بجريندايزر ذاته.
التفسير الداخلي للحلقة 64 بعنوان خمس دقائق قبل تدمير طوكيو
تقدم الحلقة 64 سيناريو بديل لما كان دايسكي يأمله في الحرب الفليدية، وتصور كذلك الأسباب التي دفعته ليكون الناجي الوحيد من كوكب قد تدمر وتلوث تمامًا، وتفسر أيضًا سبب ألمه من اتهام نايدا له بالخيانة في الحلقة 25، وأخيرًا تصور نضج دايسكي.
لكن دعونا أولًا ننظر للاختلاف وأوجه الشبه بين ما حدث على فليد وما حدث في طوكيو في تلك الحلقة:
أوجه الاختلاف بين أحداث الحلفة 64 والحرب الفليدية.
- في الحرب الفليدية قامت قوات فيجا بشن الحرب والغارات دون سابق إنذار على كوكب مسالم تمامًا، أما في طوكيو فقد حصل دايسكي على إنذار ولو كان محدودًا.
- في الحرب الفليدية استخدمت قنابل الفيجاترون غير المحدودة، وكان نطاق التدمير واسعًا، أما في طوكيو فقد تعلمت قوات فيجا، لذا قام زوريل بتطوير قنبلة فيجاترون لكي تقوم بدور محدود دون أن تتسبب بخسارتهم للكوكب كاملًا.
- في فليد كان دايسكي وحيدًا بلا أصدقاء، أما في طوكيو فقد كان مدعومًا بفريقه وبالدكتور أمون.
أوجه الشبه بين أحداث الحلفة 64 والحرب الفليدية.
- في الحرب الفليدية وفي طوكيو كان هدف قوات فيجا واحد، وهو الحصول على جريندايزر.
- في الحالتين كان تفجير القنبلة سيعني فقدان الوطن والتلوث والدمار.
نضج دايسكي وتطوره.
- لكن دايسكي في هذا السيناريو كان ناضجًا جدًا، وكان حبه للأرض قد بلغ ذروته، كما أنه كان قد تعلم من الصفقات السابقة حين قايضه بلاكي على جريندايزر مقابل حياة الرهائن في الحلقة 5 (حب في أمسية المجد) وكذلك القائد يارا في الحلقة 15 (إلى أمي العزيزة)، لهذا كان قرار دايسكي حازمًا:
- هو لن يتنازل عن جريندايزر مهما كان، ليس لأن جريندايزر أغلى من سكان طوكيو، وليس لمصلحة شخصية، ولكن لأنه أصبح على يقين تام بأن تسليم جريندايزر ليس حلًا.
- ولأنه أصبح يشعر بالمسؤولية الحقيقية تجاه وطنه الحالي وهو الأرض.
- ولأنه كره أن يجد نفسه في وضع مشابه لما اتهمته به نايدا حتى لو كانت تحت تأثير فيجا حين قالت: “لقد هربت بجريندايزر الذي كان الحامي الوحيد لكوكب فليد، هربت وتركتنا جميعًا، أنت خائن”، دايسكي لم يكن ليرضى لوطنه الحالي نهاية مشابهة، ولم يكن يرغب بالنجاة بنفسه مهما حدث، بل إنه اختار أن يموت متأثرًا بانفجار القنبلة فداء لاثني عشر مليون شخص في طوكيو.
في تلك المعركة كان دايسكي يرى خسارته لكل من أحب، رآى هيكارو تحاول إنقاذه وتقصف طائرتها، رآى ماريا تندفع لنجدته فتصاب وترتطم بعنف، سمع كوجي يلومه حين انفصل عنه ولكنه تماسك لأنه كان يعلم بأن الوحيد الذي قد يتمكن من حمل هذا العبء من بعده هو كوجي، لذا اختار لكوجي النجاة، سمع صوت والده يرجوه ألا يموت وهو لا يملك من أمره شيئًا.
لقد تمكن دايسكي في هذه الحلقة الرائعة من تحقيق ما كان يتمنى تحقيقه في فليد يومًا، لقد أنقذ الأرض من سيناريو مشابه لما حدث على فليد، لقد اختار الموت ورضي به لكنه نجا، نجا ليسعد بمدينة طوكيو وهي حية سالمة يسكنها الأرضيون بطيبتهم ولا تطأها أقدام فيجا.
فكما كان القائد جوس هو السيناريو البديل لدايسكي لو أن قوات فيجا قد سيطرت عليه وعلى جريندايزر، وكما كان الوحش بيني بيني في صورة جريندايزر مزيف هو السيناريو البديل لجريندايزر وطياره إن وقعا بيد فيجا الكبير، فإن نجاة طوكيو كانت السيناريو البديل لفليد لو أن دايسكي كان مدعومًا بأصدقاء يساندونه ولم يكن وحيدًا، ولو أن كوكب فليد كان قد أنذر بالحرب ولم يتلق ضرباتها على حين غفلة.
الحلقة 64 (خمس دقائق قبل تدمير طوكيو) واحتمالية علاقتها بالحلقة 72 (مسقط رأسي البعيد)
المثير أن سيناريو الحلقة 64 قد كتب في وقت مبكر قبل كتابة الحلقة 72، ورغم ذلك يبدو أن هناك خيطًا مشتركًا بينهما في لقطة هامة، حين بدأت الحلقة 64 كان دايسكي في مزاج جيد، والكل في بيت المزرعة، وكانت ماريا تحاول أن تجد حظ كوجي في الحب حين وبخها دايسكي، وحين حاولت ممازحة دايسكي قالت بأنها ستجد له حظه اليوم فقط وليس حظه في الحب، وكانت النتيجة أنها رأت ما أثار مخاوفها، ثم جاءت مقايضة جاندال والإنذار الذي لولاه لمحيت طوكيو من الوجود.
في الحلقة 1972 يكشف السيناريو عن تفاصيل جديدة في الحرب الفليدية لم ترد في الحلقات السابقة، حيث تم ذكر مخطط الزيجة السياسية التي أرادها الملك فليد لحفظ السلام بين كوكب فليد وكوكب فيجا، وذكر فيجا أنه كان يتعمد إلهاء الملك فليد بذلك، فبدا وكأننا أمام قراءة مشابهة لما قرأته ماريا، ثمت خدعة كانت تحاك من وراء الستار، وكان حظ دايسكي فيها عاثرًا، وهذه الخدعة هي التي جعلت كوكب فليد يتلقى الضربات على نحو فجائي ودون إنذار مسبق، ماذا لو أن الملك فليد لم يقترح تلك الزيجة؟ ماذا لو أن فيجا الكبير لم يوافق عليها بنية الإلهاء؟ ألم يكن من البديهي أن يتوقع الملك فليد هجومًا على كوكبه في أية لحظة؟ ولو أنه توقع ذلك فعلًا، فهل كانت الحرب ستنتهي إلى انتهت إليه فعلًا؟ والأهم أي الفكرتين جاءت سابقة للأخرى: إشارة الحلقة 64 أم 72؟
لكن علينا أن نضع باعتبارنا هنا ملاحظة هامة ونحن نحاول إجابة هذا السؤال: حين كتبت مانجا جاتايجر قبل كتابة مسلسل جريندايزر، ورد فيها فكرة الزيجة السياسية وغدر فيجا بفليد الكبير، حيث علق فليد الكبير على دوق فليد وتيرونا بأنهما صديقان واقترح تزويجهما، فوافق فيجا الكبير وكان اسمه ياربان وطلب أن يشربا نخب هذه المناسبة، واتضح أن فيجا قد سمم كأس الملك فليد ثم طلب من بلاكي طعنه، وعاد دوق يومها ووجد أباه يحتضر، فأوصاه فليد الكبير بأن يهرب بجاتايجر بعيدًا.
هذا يعني أن صناع العمل حتى لو لم يكتبوا سيناريو الحلقة 72 وقتها، إلا أن ثمة مخططات كانت مكتوبة ومتفق عليها، وربما قراءة ماريا للحظ في تلك الحلقة لم تكن عشوائية.
اترك تعليقًا