انتهيت من رسم شخصية روبينا وتعريفها بفليد، والآن علي مساعدتها على التثبت من حقيقة حياة دايسكي، فهل أنتظر حتى تصل روبينا لجمجمة القمر فتتأكد بنفسها من حياة دايسكي؟ أم أجعلها تزور الأرض فيقاتلها وتلتقيه مصادفة؟ أم ماذا أفعل؟
إن انتظرت وصول روبينا للقاعدة فقد يبدو الأمر مملًا وغير منطقي، الأوقع أن تنزل للأرض للبحث عنه فهي تحبه ومتشوقة إليه، ولكن نزولها للأرض واشتباكه معها سيجعل الأمر مكررًا فهذا ما فعلته بموروس، أحتاج للتجديد، يمكنني الاستفادة من فيجا الكبير فهو لا يعرف سبب مغادرتها روبي وبالطبع هو مستاء من ذلك، إذن لماذا لا يحادثها وتعرف منه الحقيقة؟ فكرة حسنة، فيجا يتصل بابنته يسألها عن سبب مغادرتها فتخبره بأنها سمعت بحياة دايسكي وتتحرى منه الحقيقة ويؤكدها لها بأسلوبه.
لكني مازلت بحاجة لتعريف الجمهور بصلة روبينا بدايسكي، وتبرير اهتمامها المتزايد به لدرجة مغادرتها كوكب روبي للتثبت من حقيقة بقاؤه حيًا، أمامي عدة حلول:
* أجعله يتذكرها أو يحلم بها، لا لا هذا ما حدث مع موروس.
* أجعله يلتقيها صدفة ويتحدث إليها يذكرها بما فات، لا لا هذا ما حدث ما نايدا كما أن علاقة دايسكي بروبينا لا تسمح لي بذلك، فهو يعرف أنها تحبه وهو ارتضى زواجها انصياعًا لرغبة والده ومستغلًا مشاعرها إلى حد ما، فليس من المقبول أن يذكرها هو بالماضي.
* أجعلها تتذكر ما حدث مثلًا؟ ممكن لكن هذا سيكشف خبايا دايسكي سريعًا ولن يضمن لي بقاء شهية الجمهور مفتوحة لأطول فترة ممكنة.
* أجعلها تلتقيه وتخبره هي بما فات وتذكره به، هذا سيعني أن علي دفع عجلة الأحداث سريعًا لكنه لازال اختيارًا ممكنًا.
* هل أجعل شخصية أخرى تروي ما حدث مثلًا؟ ممكن، يمكنني أيضًا الإفادة من كون هذا الزواج كان بمثابة المؤامرة، إذن سيدور الحديث في بلاط الإمبراطور كما حدث سابقًا وسيتحدث إليه وزيره لا قائد قواته فهذا أوقع، سأجعل فيجا وزوريل يرويان ما حدث في الماضي، وسأجعل الحديث متضمنًا لمشاعر روبينا ولن أذكر شيئًا عن مشاعر دايسكي لأبقي على فضول الجمهور وأجعله يقع في الحيرة، كما سأجعلهما يذكران فكرة الملك فليد ونية فيجا سابقًا، وسأزيد من نذالة فيجا الذي استغل مشاعر ابنته سابقًا ليكبح مشاعرها هذه المرة وبطريقة قاسية، هل يسجنها؟ لا هذا غير مقبول، هل يقتلها؟ هذا غير ممكن، هو لا يريد الخلاص منها هو يريد كبحها، إذن ليجعل وزيره وصيًا عليها، هذا ممكن.
هنا قد انتهيت من تقديم روبينا وبقي لي تقديم دايسكي وتهيئته لهذا اللقاء، أولًا أريد إرساء معانٍ هامة وردت بقصة الفيلم:
دايسكي يحب الأرض جدًا.
دايسكي مرتبط بهيكارو على الأرض ويرغب بالبقاء معها ” أحب هذه الأرض وأريد أن أصبح حبة من ترابها” كما قال في الفيلم، وهو أيضًا تنازل عن جاتايجر مقابل حياة هيكارو وطلب من تيرونا بقسوة أن ترحل: “خذيه واغربي عن وجهي”
دايسكي يحن لفليد، وهذا سيجعله جاهزًا لتلقي خبر عودته فيزيد صراعه.
دايسكي يذكر تيرونا ويعرفها جيدًا ولا يخطئها.
علي إذن ابتكار مشهد يعبر عن كل تلك المعاني، سأعود بدايسكي لسابق عهده، ساستفيد من شفائه في الحلقة السابقة لأتجاوز كل سواد الحرب الذي فات، سأجعله يعزف نهارًا على غير العادة، سأجعله مبتسمًا أيضًا، سأظهره كما لو كان يخطط لحياة جديدة، لكن كيف أعبر عن حبه لهيكارو أو حنينه لفليد أو معرفته بروبينا؟ احتاج لعوامل مساعدة.
يوجد حول دايسكي شخصيات عديدة يمكنني الإفادة منها: هيكارو، ماريا، كوجي، دكتور أمون، دانبي وجورو، سأحاول الاستفادة منهم قدر الإمكان، يمكن أن الهب حنين دايسكي لفليد بماريا، هي تذكر فليد ومن ثم يشتد حنينه، ممتاز، هذه الفكرة مقبولة وجديدة، وأنا لم أظهر دايسكي يتحدث عن فليد مع ماريا بوضوح من قبل، ستبدو الفكرة جديدة ومقبولة.
ماذا عن روبينا؟ أحتاج لطريقة منطقية لجعلها تمر بخاطره، هل مجرد ذكر فليد يكفي؟ لا لأن والده ووالدته ونايدا وموروس أحق منها بذلك فهو لم يحبها في القصة ليذكرها بهذا الأسلوب ولتتقدم على أسرته وأصدقائه، هل أجعله يستعيد ذكرى الحرب ثم كلام والده له بشأن زواجه منها؟ هذا سيحرق الأحداث سريعًا وسيظهر دايسكي ووالده بمظهر المتآمرين، بل سيجعلهما أشبه بفيجا وزوريل في المشهد السابق، وسيكشف مشاعر دايسكي سريعًا، أنا أريد الاحتفاظ بمشاعر دايسكي غامضة قدر الإمكان ولأطول فترة ممكنة، الحل هو ابتكار ذكرى تجمع دايسكي بروبينا ومحاولة الإفادة منها.
الآن لأفكر بتلك الذكرى، يمكنني خلق ذكرى تكشف موقف دايسكي تحديدًا من هذا الزواج لأخفف من حكم الجمهور عليه بالنذالة واستخدام مشاعر الفتاة لتحقيق غرض سياسيًا بحتًا، يمكنني جعل دايسكي مهذبًا في تعامله مع الفتاة فيكون هذا أدعى لإظهار مشاعرها له، إذن هي نزهة، نزهة هادئة تصارح فيها روبينا دايسكي بمشاعرها وتوضح طبيعة مشاعره هو، هي ستعبر بانفتاح عن سعادتها بفكرة زواجه منها وهو سيتردد بشأن هذا الزواج، وسيجرح مشاعرها دون قصد ويحاول تطييب خاطرها فتنسى اساءته وتظل عالقة في حبه، نزهة هادئة لا تناسبها الخيول خاصة وأنها على فليد، أريد شيئًا مميزًا لم يظهر من قبل، شيئًا يبرر مشاعر روبينا وهيامها بدايسكي، قارب قارب في بحيرة يضم روبينا ودايسكي فقط، هنا استطيع أن اوجد الروابط بين واقع دايسكي والذكرى التي ستوصله لروبينا، سأوحد الفصول لتكون ربيعية فهذا مناسب لتوقيت عرض هذه الحلقة، كما أنه مناسب لنزهة في البحيرة، وسأظهر جمال فليد وطبيعته الساحرة، وسأجعل دايسكي يطيب خاطر الأميرة بالإطراء على جمالها، كيف سيفعل دايسكي ذلك وهو شخصية كتومة وخجولة؟ سأجعله يقتبس الفكرة من الطبيعة من حوله كما فعل مع جورو من قبل في حلقة شجاعة زهرة وحلقة هجوم مفاجئ تشنه قوات نجم فيجا، سأجعله يرى شيئًا ويستند إليه، لا يوجد أفضل من وردة جميلة على ضفاف البحيرة، هذا يعني أن ما يمكن أن يسترجع به دايسكي هذه الذكرى هو: الربيع، البحيرة، الوردة، إذن لتذكر ماريا شيئًا من هذا فيشرد هو لثوان على قدر عمق تلك الذكرى بنفسه.
ماذا عن حبه لهيكارو الذي ظهر في الفيلم؟ هل أصمم مشهدًا لهيكارو في خطر فأظهر قربه منها؟ لا لا هذا سيكون تكرارًا للكثير من الحلقات السابقة، هل أجعله يقول لها شيئًا خاصًا ومميزًا؟ هذا أيضًا غير ممكن فماريا في المشهد وأنا لا أملك متسعًا لمشاهد كثيرة، هل أتغاضى عن وجود ماريا وانطقه بعبارة مباشرة؟ لا فليس هذا من طبع دايسكي، هل أجعل هذه العبارة من نصيب ماريا؟ أيضًا تبدو فكرة مكررة فقد انطقت ماريا بعبارة مشابهة من قبل: “ألا تفكر بأحد سوى هيكارو؟”, إذن يمكنني أن أعتمد على تاريخ هيكارو ودايسكي وقدرتها على فهمه ونظراته لها، حسنًا سابتكر شيئًا يجعلها تشعر به فيصبح ممتنًا لها وبهذا تتأكد الرابطة بينهما.
اترك تعليقًا