شخصية الأميرة تيرونا تعتبر أكثر الشخصيات جدلًا في جميع الأعمال التابعة لجريندايزر بدءًا من الفيلم التمهيدي (المعركة الكبرى للصحون الطائرة -جاتابجر) ومن ثم مانجا جاتابجر ومرورًا بمسلسل UFO Robot Grendizer, وانتهاءً بجريندايزر جيجا وجميعها للمؤلف الأصلي السيد جو ناجاي، وإلى جانبها المانجا التي نشرت في السبعينات بالتزامن مع عرض المسلسل وهي مانجا ناجاي وأوكازاكبي ومانجا أوتا.
المشكلة الأساسية في شخصية الأميرة تيرونا هي تعرضها المستمر للفك والتركيب، ويرجع ذلك لأنها قد مثلت شخصية البطل المضاد في القصة الأصلية، ولكي نوضح الأمر أكثر دعونا نستعرض أولًا كيف عرضت تيرونا في الأعمال جميعها وفق ترتيبها الزمني:
- فيلم جاتايجر أو المعركة الكبرى للصحون الطائرة والذي عرض في آخر يوليو 1975.
- مانجا جاتايجر والتي كتبت قبل عرض الفيلم بأسبوعين ونشرت بعده في أغسطس 1975.
- مسلسل الأنيمي UFO Robot Grendizer والذي عرض في الأسبوع الأول من أكتوبر 1975.
- مانجا ناجاي وأوكازاكي التي عرضت الأميرة روبينا في مارس 1977 بعد عرض حلقتها في المسلسل في 13 فبراير 1977.
- مانجا جريندايزر جيحا في 2015.
تيرونا في فيلم جاتايجر
ظهرت تيرونا كأميرة وقائدة قوات مكلفة من أبيها للذهاب للأرض لاستعادة جاتايجر الذي هرب به دوق فليد بعد الهحوم على كوكبه فليد، ظهر من الأحداث أن ثمة صراع عميق داخل تيرونا، حيث أنها تحمل ذكريات طفولة ومراهقة مع دوق فليد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الأميرة قد تورطت كثيرًا في مشاعرها تجاهه للدرجة التي جعلت خطواتها في مهمتها غير حاسمة، لذا كانت على خلاف دائم مع مساعدها بلاكي الذي يبدي عدم رضاه عن أفعالها فيما يتعلق بدوق فليد.
الأميرة تيرونا كانت تملك القدرة على التخاطر وحاولت نداء دوق فليد أكثر من مرة، في البداية سمع صوتها وذهب لإخراج جاتايجر بعد توجيه الضربات بالفعل لمدن الأرض، لكن دكتور أمون اعترضه وذكره بأن قيادته لجاتابجر ستحتم عليه ترك الأرض، وأن عليه أن ينسى تمامًا بأنه دوق فليد.
كررت تيرونا نداءها مع تهديد بتفجير جميع الأسلحة النووية على الأرض، وفي حين كانت تحدث تفسها بيأس قائلة بأن دوق لا يستجيب لها أبدًا فقد صرخ هو معلنًا موافقته على لقائها مقابل عدم تنفيذ تهديدها.
ذهب دوق لتيرونا في سفينتها وعبر لها عن حبه للأرض لدرجة أنه يريد أن يصبح حبة من ترابها، ذكر لها اسمه دايسكي أمون كأرضي، وقال لها هذا مظهري كأرضي حين دهشت من ملابسه، وقال جملته المؤلمة: “دوق فليد مات تيرونا”، كان قد مر على وصول دوق للأرض خمس سنوات بالفعل عاش خلالها كأرضي متناسيًا كوكبه وتاربخه وباحثًا عن السلام، كان يعمل في مزرعة ماكينو ويعتني بالخيول ويقوم حتى بتوليدها بنفسه، تيرونا عرضت على دوق العودة معها لفليد حين رقت مشاعره لها بعد أن شن هجومه عليها، وقال لها لائمًا بأنها أميرة وكل ما تريده يتحقق وأن هذا لا بد وأن يكون كافيًا، وقتها استدارت تيرونا بألم واكتشف هو أنها لا زالت محتفظة بحلية الشعر التي أهداها لها قبل اشتعال الحرب وهما فتيان بعمر المراهقة، رق دوق لتيرونا فعرضت عليه العودة معها وبناء السلام لكنه تذكر والدها فرفض محطمًا قلبها، طلبت منه الرحيل، ومن ثم رأته مع هيكارو واشتعلت غيرتها لدرجة أن هاجمت هيكارو وأسقطتها من على ظهر الحصان، ثم تبعت الاثنين للمزرعة وأطلقت نمرها الآلي على هيكارو مهددة لدايسكي ومطالبة بجاتابجر، فتنازل عنه لها فداء لحياة هيكارو مما أذهل تيرونا، تدخل بلاكي بغدر واضطر دايسكي للتحول لدوق فليد وركوب جاتايجر، وبهذا نكث الوعد مع دكتور أمون وعرف بأن عليه الرحيل من الأرض، حارب دوق قوات ياربان، وتواجه مع تبرونا التي عادت تسأله إن كان سيعود معها أم لا فكرر جوابه بالرفض رغم معرفته بأنه ما فعله ويفعله الآن يعني حرمانه من الأرض، واشتعلت الحرب وفدت تيرونا دوق وأصيبت وتكسرت حلية شعرها.
أمسك دوق بتبرونا على الشاطئ بعد انتهاء المعركة وقالت له بأن حلية شعرها قد تحطمت وأنها ستموت لكنها سعيدة بأنها ستصبح حبة من تراب الأرض التي يحبها، طلبت منه أن يضمها ولو لمرة واحدة بعد موتها، وماتت تيرونها وضمها دوق فعلًا قائلًا: “لو كنا في عالم بلا أسلحة لربما أحببنا بعضنا”.
بعدها ودع دوق هيكارو وجورو وغادر الأرض مبررًا ذلك بأن وجوده يعني قدوم المزيد من فوات ياربان، لذا هو مجبر على الرحيل، كما أخبر هيكارو بأنه سيأتي إن تعرضت الأرض للخطر حتى لو كان في آخر الكون.
تيرونا في مانجا جاتايجر
اختلفت تيرونا في المانجا عن الفيلم في العديد من النقاط، وبدلًا من إعادة سرد القصة سوف نستعرض الاختلافات:
- تحدثت المانجا عن ماضي تيرونا مع دوق فليد بدلًا من الصور والذكريات غير المفسرة في الفيلم، فتم التصريح بأنهما قد نشآ معًا منذ الطفولة، وأهداها هو الحلية فعلًا وألبسها لها وهو يذكرها بأنهما يعرفان بعضهما منذ الصغر.
- وصف والد تيرونا دوق وابنته بأنهما صديقان جيدان، واقترح الملك فليد تزوبجهما، أثنى والد تيرونا على الفكرة ودعا الملك فليد للشرب نخب هذه المناسبة، شرب الملك فليد كأسه وهو يقول بأن هذا الزواج سيعني السلام الدائم بين كوكب فليد وياربان، لكن اتضح بعد ذلك أن والد تيرونا قد سمم كأس الملك فليد وقال له بعدها بأن السلام الذي يتحدث عنه بين الكوكبين لا يعنيه، ثم جاء بلاكي وطعن الملك فليد.
- الأميرة تيرونا رأت جاتايجر حين طلب الملك فليد من ابنه أن يريها إياه، قال دوق بأنه الوحيد الذي يقود جاتابجر وأنه سيحمي به كوكب فليد وكوكب ياربان موطن تيرونا، سأل تيرونا إن كانت ترغب بدخوله فأعجبتها الفكرة، وذهب هو لسؤال والده ليسمح لها وفوجئ بمقتله.
- كان قد مر على بقاء دوق على الأرض ثلاث سنوات فقط قبل أن يلتقي بتبرونا.
- تيرونا في المانجا أكثر غيرة وهوسًا من الفيلم، ظهر ذلك بوضوح من خلال التالي:
- عندما التقت تيرونا دوق في مركبة القيادة سألته إن كان يذكرها بوضوح.
- عندما سأل دوق تيرونا عن سبب مجيئها أخبرته صراحة أنها أتت للقائه.
- عندما لام دوق تيرونا على ما فعله والدها بوالده حيث قتل والدها والده واستولي على كوكبه ردت عليه صراحة أنها تعلم ذلك لكنها لا تستطيع نسيانه.
- عرضت تيرونا على دوق العودة معها ولامها بلاكي على ذلك، لكن تفاصيل هذا العرض مفقودة للأسف، وهذه الصفحة هي الوحيدة غير المتوفرة من مانجا جاتايجر.
- عندما رأت تيرونا دوق مع هيكارو جن جنونها ونزلت للأرض وهي تتساءل عن الفتاة الأرضية وما إذا كان رفض دوق العودة معها يعود لارتباطه بالفتاة الأرضية وحبه لها، حتى أنها لم تستطع السيطرة على مشاعرها وتعمدت إيذاء هيكارو وإسقاطها من على حصانها.
- عندما نزلت تيرونا للأرض وواجهت دوق وهيكارو سألته مباشرة عن علاقته بالفتاة، ورد عليها: “هذا ليس من شأنك”.
- عندما واجهت تيرونا دوق مجددًا سألته كالفيلم: “سأسألك للمرة الأخيرة هل ستعود معي أم لا”، ورغم رفض دوق المباشر لها وتأكيده لها بأنه قرر البقاء على الأرض إلا أن هذا لم يؤثر عليها، بل دفعها لفدائه.
- عندما كانت تيرونا تحتضر، سألها دوق: “حمقاء! لماذا أنقذتني من الصاروخ؟”، عندها لم تجب تيرونا وإنما سألت دوق بإلحاح: “قل لي صراحة أيهما تفضل أنا أم الفتاة الأرضية؟”.
وكما كانت تيرونا المانجا أكثر غيرة وهوسًا من تيرونا الفيلم، فقد كانت أيضًا أقل نبلًا خاصة في لحظات موتها واحتضارها، في المانجا بدت مهووسة ومتعطشة لكلمة تطفئ نار غيرتها، وفي الفيلم توحدت مع من تحب وقالت جملتها: “لقد تكسرت حلية شعري لكني سعيدة لأني سأموت وأصبح حبة من تراب هذه الأرض التي تحبها”.
تيرونا في مسلسل جريندايزر UFO Robot Grendizer
في مسلسل جريندايزر تم تفكيك تيرونا وتحويلها للعديد من الشخصيات التي مثلت البطل المضاد، شاركها في ذلك القائد بلاكي، ومنهما تم خلق فيجا الكبير، السيدة جاندال، القائد جاندال، الوزير زوريل، بلاكي، وضيوف الشرف مثل نايدا، روبينا، جوس، هاروك وغيرهم، كما تم استخلاص القيم الفنية الأساسية من قصه.تيرونا وصراعها وأهمها:
- الحب المأساوي.
- الصراع بين القلب والواجب.
- الهوس بدوق فليد سواء بالحب أو الكره.
- الطابع التراجيدي للقصة.
وتم تفكيك الاستعرات الدرامية لتيرونا لتكون من نصيب شخصيات أخرى.
الاستعارات الدرامية لتيرونا وكيف تم تفكيكها في جريندايزر
- صديقة الطفولة والحب الأول: نايدا بارون.
- الصداقة التي تحولت لعداء: موروس.
- الحمل على الذراعين بعد الموت: ميناو.
- الحمل على الذراعين برومانسية: هيكارو.
- إدراك الحب الجديد والغيرة: نايدا.
- التخاطر العقلي: السيدة جاندال.
- مواجهة السلاح القاتل: هيكارو، نايدا، روبينا.
- ابنة العدو: روبينا.
- الزواج المدبر: روبينا.
- لا أريد قتال صديقي: موروس.
- صفقة تبادل: بلاكي، يارا.
- الموت في أرض غريبة: جوس.
- لن أكون خاسرًا: كاين، زوريل.
- بين قلبي وواجبي: هاروك، كيركا، ميتاو.
علاقة دوق فليد بتيرونا
سوف نحلل هنا علاقة تيرونا بدوق فليد في ضوء ما ورد في الفيلم و المانجا أولًا، ومن ثم نتطرق لأنيمي جريندايزر ومانجا جريندايزر جيجا، كما سنفسر الاختلافات التي قد تبدو موجودة ظاهريًا بين الفيلم والمانجا وما ذكر عن الفيلم في المازينجر بايبل.
حقيقة:
في الفيلم لم يعبر دوق لتيرونا عن تذكره لها أو حنينه إلبها، بل قالها صريحة مؤكدًا عدم حبه لها عكس حبها الذي فاجأه ولم بكن يتوقعه، حيث قال بعد موتها: “لو كنا في عالم بدون أسلحة لربما أحببنا بعضنا”، في المانجا حين عثرت هيكارو على دوق تمتم باسم تيرونا، ثم حين فكر بإخراج جاتايجر واستوقفه دكتور أمون قائلًا بأن عليه أن بنسى انتقامه، قال دوق بأنه يعرف أن عليه ذلك لكنه لا يستطيع نسيان دوق فليد وكوكب فليد وتيرونا، وحين وصل لتيرونا وسألته إن كان يذكرها، عندها أجابها بأنه بالطبع يذكر الغالية تيرونا وموطنه فليد، وحين كانت تيرونا تحتضر وسألته عن هيكارو قال لها بأنه لم بنساها في السنوات الثلاثة، كيف يمكن تفسير ذلك؟
ذكر في المازينجر بايبل في وصف شخصيات فيلم جاتايجر أن دوق هو الحبيب السابق لتيرونا، كما ذكر أن تيرونا كانت صديقة الطفولة لدوق وأنه كان معها في حب رومانسي، وورد في مقال نشر في الكتاب أن فيلم جاتايجر يشبه الكلاسيكيات كروميو وجوليت أو ذهب مع الريح، حيث يحب رجل امرأة لكنهما يضطران لحمل السلاح وقتال بعضهما.
التفسير:
كانت تيرونا جزءًا من تاريخ دوق فليد على كوكب فليد، كانت صديقة طفولته التي نشأ معها، وجمعته بها ذكريات كثيرة، وحين تفتح الاثنان وقعا في الحب على نحو طبيعي كمراهقين، ومن ثم وقعت الحرب وافترقا، لذا كان من الطبيعي جدًا أن يتذكر دوق صديقة طفولته كما ذكر في المانجا، ومن الطبيعي أن يصفها بالغالية حتى لو لم بكن يحبها حب رجل لامرأة أو اقتصر حبه لها على المراهقة، حيث ذكر في المازينجر بايبل أن دوق كان يحب تيرونا حبًا رومانسيًا قبل الحرب، واستخدمت لفظة koi لوصف هذا الحب الذي ينشأ غالبًا بين المراهقين، وبالرجوع لعمر دوق وتيرونا نجد أن هذا الوصف دقيق، خاصة لو تذكرنا وصفهما ب chilldhood freinds والذي ذكر في المازينجر بايبل كذلك، كما أن والد تيرونا وصفهما في المانجا بالصديقين الجيدين.
وصف المازينجر بايبل أيضًا دوق بالحبيب السابق لتيرونا، وهذا يعني أن القصة لم تكن تطبيقًا حرفيًا لقصة روميو وجوليت كما قد يفهم من الوصف الذي قدم في البايبل والذي شبه قصة الفيلم بقصة روميو وجوليت أو ذهب مع الريح ولكن بطابع الخيال العلمي والسوبر روبوت، فالقصة تطورت ليفترق الاثنان بسبب الحرب ويتبع كلًا منهما طريقًا مختلفًا، دوق أصبح دايسكي أمون وارتبط بفتاة أخرى بالضبط كما نسي روميو روزالين فور رؤيته لجوليت رغم هيامه بروزالين وعدم قدرته على نيلها، إذن دوق ليس روميو في علاقته بتيرونا أبدًا، هو أحبها حب مراهقة في الماضي وأحب معها الحب فقط لكنه حين وجد فتاة غيرها تشاركه ميوله السلميه ويأنس بها مال قلبه لها، في المقابل تيرونا أحبت دوق فليد ولم تتمكن من تخطيه، مع ذلك ذهبت بقوات والدها للأرض تنفيذًا لأمره باستعادة جاتايجر، لكن في داخلها كانت تبحث عن حل سلمي ومفاوضات تحقق لها الغرضين: الحصول على حبيبها السابق، إرضاء والدها، لأجل هذا ذكر المازينجر بايبل أن السرد قد تعرض للتطوير وليس محاكاة مطابقة لقصة روميو وجوليت التي عرضت لعدد لا يحصى في الأعمال الفنية.
في النهاية خسر دوق وخسرت تيرونا، خسر دوق حبه للأرض وفتاته فيها، وإلا فما حاجة الفيلم لوجود الفتاة الأرضية وغيرة تيرونا منها؟ وكذلك خسرت تيرونا حبيبها الذي رفضها بسبب ما اقترفه والدها ورأته بعينيها يقدم أغلى ما لديه فداء لفتاة غيرها، جاتايجر كان الثمن ليعود دوق مع تيرونا لكنه اختار التضحية به لأجل فتاة غيرها.
أما نهاية القصة فهي بعيدة كل البعد عن نهاية روميو وجوليت اللذان ماتا معًا وجمعهما قبر واحد وكان موتهما نهاية العداء الأزلي بين أسرتيهما، دوق وتيرونا قد مات حبهما الأول كمراهقين نشآ معًا وكان لديهما فرصة لتطوير علاقتهما فعلًا – لكنهما فقدا هذا الشعور وتلك الفرصة باشتعال الحرب، وحتى فراقهما لم ينهِ الحرب كما حدث في قصة روميو وجوليت.
أما ذهب مع الريح فهي مختلفة تمامًا عن روميو وجوليت وإن كانت تحمل بطلتها بعضًا من صفات تيرونا، حيث أحبت سكارليت الشاب آشلي وتمنت الزواج منه وصارحته بذلك، لكن آشلي رفض الزواج بها رغم أنه يحمل بعض المشاعر تجاهها، واختار آشلي الزواج من ابنة عمه برضاه واختياره، ومن ثم تزوجت سكارليت من شقيق زوجة آشلي لتبقى قريبة منه لهوسها به، وبعد موت زوج سكارليت خدعت شقيقتها وتزوجت خطيبها، وبعد موت زوجها الثاني تزوجت من بيتلر الذي أحبته رغم أنه لم يبادلها الحب وهجرها، وجه الشبه بين القصتين هو ظروف الحرب التي كانت تجمع وتفرق الشخصيات بقسوة.
عودة لجاتايجر نجد أن المشكلة التي وجدت بين دوق وتيرونا في القصة هي أن والدها ارتكب جرمًا دوق نفسه يعلم أن لا علم لها به ولا يد لها فيه، لهذا فمشاعره نحوها مضطربة ومتذبذبة بين الحب والكره، مرة يصفها بالغالية، ومرة يرد عليها بعنف وهي تسأله عن هيكارو: “هذا ليس من شأنك”، ومرة يخبرها بأنه يذكرها، ومرة يعطيها جاتايجر ويطلب منها المغادرة فداء لهيكارو، مرة يرفض رفضًا قاطعًا عرضها وطلبها بالعودة معًا، ومرة يخبرها أنه لم ينسها وهي تطلب منه أن يفاضل بينها وبين هيكارو.
تيرونا كانت عزيزة على دوق فعلًا لكن وجودها بحياته ارتبط بفقدان الوطن والغدر ورغبته هو في الانتقام، من الطبيعي جدًا أن يذكر تيرونا ويخشاها أيضًا، لأن تيرونا نفسها كانت عدائية في تصرفاتها وهو شاب يبحث عن السلام.
لكن لماذا قال لها في موتها بأنه لم ينسها؟ هذا المشهد هو الإرهاص الحقيقي لرد دوق على روبينا في المسلسل، هي تسأل سؤالًا محرجًا عن مشاعره وهو يرد بدبلوماسية:
الفيلم:
تيرونا: أخبرني أيهما تفضل أنا أم هيكارو؟
دوق فليد: لم أتسك خلال السنوات الثلاثة.
في المسلسل:
روبينا: كيف تشعر نحوي؟
دوق فليد: أنت جميلة كتلك الوردة.
في الحالتين دوق كان يرد ردًا ملتويًا وغير مباشر، ما علاقة تذكره لتيرونا بسؤالها؟ هو يتذكرها فعلًا وهو صادق في كلامه، يتذكرها لأن لها ماضٍ معه، ولأنها صديقة طفولته، ولأن والدها قتل والده، من الطبيعي أن بتذكرها كلما تذكر والده، ووطنه، ورغبته في الانتقام أو العودة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه يتذكر حبيبة لا يستطيع العيش بدونها، والأهم هو التوقيت الذي أجاب فيه دوق بهذه الإجابة: صديقته تحبه وتحتضر والغيرة تنهش قلبها، حتى لو كان يحب غيرها فلن يسعه إلا أن يطيب خاطرها، لكن عندما كانت صديقته بكامل عافيتها وسألته عن الفتاة قال لها: “هذا ليس من شأنك”.
لماذا ظهرت هيكارو في كافة الإصدارات؟
القصة تعمدت وجود هيكارو كفتاة في كل الإصدارات، وتعمدت إظهار غيرة تيرونا منها، هذه ليست مصادفة، والدليل أن مانجا جاتايحر تعمدت رسم دايسكي وهيكارو في مشهد مشابه تمامًا لموعدهم الغرامي في فيلم جريندايزر ضد جربت مازينجر لاحقًا، لا يزال صناع العمل مصرون على هذا المشهد الذي وصفوه بالغرامي، كما أن دايسكي في ذلك اليوم وحين تحدثت هيكارو عن الحصان وقالت أنها وجدت دايسكي ومركبته الفضائية يوم هرب ذلك الحصان وكانت تبحث عنه- عندها ذكرها دايسكي بوعدها له بعدم الحديث عن هذا اليوم وأنه الآن دايسكي أمون ولا بريد تذكر ما فات، وحين رأت تيرونا دايسكي وهيكارو واشتعلت غيرتها كان دايسكي يسأل هيكارو إن كان قد حدث شيء وهي تجيبه بأنها كانت قلقة عليه، رغم بساطة المشهد إلا أن صناع العمل أرادوا أن تشرحه تيرونا بغيرتها، وحين سألت تيرونا دايسكي عن علاقته بهيكارو قام بصدها وهذا تصرف محب لا صديق عابر، وفي وسط المعركة حين كانت هبكارو قلقة ابتسم لها دايسكي وطمأنها، وحين رآها تسقط بفعل ما تحدثه حركة جاتابجر ومركبات فيجا قال بأن عليه أن يبتعد حتى لا تتأذى هيكارو، في الوقت ذاته كانت تيرونا قد صعدت لمركبتها وهو لم يبحث عنها أو يهتم بها.
إذن دايسكي في مانجا جاتايجر لا يختلف أبدًا عنه أبدًا في فيلم جاتايجر ولا مسلسل جريندايزر: هو دائمًا مهتم بهيكارو، لديه علاقة خاصة معها، غير متلهف لرؤية تيرونا / روبينا أو مقابلتها، رافض لطلب تيرونا / روبينا بالعودة أو الزواج، محب للأرض ومضطر لمغادرتها.
مغادرة دايسكي للأرض في نهاية القصة
وفيما يتعلق بنهاية المانجا فقد اقتبست منها نهابة المسلسل، دايسكي غادر الأرض وشرح لهيكارو السبب بوضوح ووعدها بالعودة، ووجه وعده للكل وقتها، دايسكي شرح سبب مغادرته بأنه في النهاية أمير كوكب فليد ويشتاق لوطنه وانه لن يستطيع العيش بسلام وقوات باربان تهدد كوكب فليد، لذا عاد للقيام بدوره، هذا مشابه لدوره في المسلسل ولكن الفارق هو غرض العودة: الحماية أو البناء.
في فيلم جاتايجر أخبر هيكارو أيضًا بأنه سيعود إن تعرضت الأرض للخطر.
لكن هناك ملاحطتين هامتين لابد من ذكراهما:
الملاحظة الأولى:
أحداث مانجا جاتايجر وقعت بعد 3 سنوات من وصول دايسكي للأرض وليس 5 كالفيلم، وهنا يمكننا أن نسال: هل السنتين يمكن أن يصنعان فارقًا في نفسية دايسكي وتعاملاته؟ أعتقد أن الإجابة المنطقية هي “نعم” وبقوة.
الملاحظة الثانية:
كان دوق يعامل تيرونا في المانجا كما عامل هيكارو في الفيلم وربما أسوأ، دوق كان يصف تيرونا بالحمقاء كثيرًا حتى في لحظات موتها، هل كان يقصد فعلًا توجيه السب لها؟ لا، هو كان يصفها كصديق يصف صديقته وتصرفاتها الطائشة وغير الموزونة وأعتقد أنه كان مصيبًا في ذلك، تيرونا وصفت بالحمقاء والمزعجة من بلاكي كذلك في المانجا، وكانت متهورة ومندفعة ومذبذبة بين رغباتها والمهمة التي أتت من أجلها.
تيرونا في مانجا جريندايزر جيجا
لا يوجد الكثير لقوله هنا، ففي مانجا جريندايزر جيجا، وحيث تم منح دايسكي عمرًا أصغر، فكان من الطبيعي إدخال تغييرات ملائمة على البطل المضاد، ومن هنا اختفت تيرونا تمامًا في القصة، لم تختف وحدها، بل كل القصص التي يمكن أن تكون ذات شبه بها قد اختفت، وغاب الطابع التراجيدي عن القصة تمامًا، وكانت جريندايزر جيجا مانجا سوبر روبوت وخيال علمي مع دراما خفيفة.
ومع غياب الطابع المأساوي لم تكن هناك حاجة لنهاية مأساوية يترك فيها دايسكي الأرض ويفارق هيكارو، وانتهت القصة فعلًا بطلب دايسكي من ماريا – وهي مساعد أندرويد – أن تقوم بمحو ذاكرته لأنه يريد أن يبقى مع عائلة ماكيبا بهوية دايسكي أمون.
تيرونا في مانجا ناجاي
عرضت روبينا في مانجا ناجاي بالفعل، واختلفت عن روبينا الأنيمي، لازالت تحمل شخصية تيرونا وبعض خصائصها لا كلها، فهي صديقة طفولة فقط، لا حديث عن مشاعر رومانسية أو مخطط زواج، ولم يتم استخدام ارهاص الزيجة السياسية الواردة في مانجا حاتايجر كما استخدمت في الأنيمي، وعولجت قصة روبينا بطريقة مباشرة في المانجا، وشاركت الفريق معركته الأخيرة، وضحت بنفسها لنسف قاعدة فيجا.
وكما غاب الطابع المأساوي في قصة روبينا في مانجا ناجاي فقد غابت المأساوية عن النهاية كذلك، ولم يغادر دايسكي الأرض أو يفترق عن هيكارو، وإنما انتهت الحرب وشكر فريقه وعاد بهم للأرض ليكمل حياته عليا دون أي شعور بالفقد والأسى.
تيرونا في مانجا أوتا
ظهرت تيرونا في مانجا أوتا مجسدة في شخصية نايدا بارون، وتم تجريدها من كافة صفاتها باستثناء صداقة الطفولة، حب المراهقة الرومانسي، والنهاية المأساوية.
ومانجا أوتا الاي تضمنت وابتكرت شخصية نايدا هي ذاتها التي تضمنت تأكيدات لا تقبل الشك حول علاقة دايسكي بهيكارو، ويكفي أن نقول أنه في مانجا أوتا خشي دكتور أمون من علاقة دايسكي وهيكارو، وقدر أن انشغال دايسكي بالفتاة قد يعوقه عن القتال، لعذا وضع جهاز برمجة عقلية في فراش دايسكي، وكان يبث إليه الرسائل في نومه يطالبه بنسيان هيكارو، وخين اكتشف دايسكي ذلك استشاط غضبًا وغادر الأرض، وفي الفضاء تذكر هيكارو وكانت سبب عودته، وهذه الذكرى كانت نشابهة لقورة هيكارو التي ملأت الفضاء ودايسكي راحل لكوكب فليد.
أما عن نهاية مانجا أوتا فكانت سوداوية، حيث تم تفريق الكل بطريقة قاسية، وتم وضع هيكارو وكوجي في موقف عصيب كونهما آدم وحواء الحدد على الأرض بعد فناء البشرية، لهذا قالت هيكارو بأن عليها أن تبق على سعلة الإنسانية، مع ذلك ذكرت دايسكي وماريا وسياكا الغارقين في سباتهم العنيق في قاع البحر، وقال بأنهما سوف ينتظران – كوجي وهي- عودتهم.
البعض فهم نهابة مانجا أوتا على أنها نهاية رومانسية تجمع هيكارو بكوجي، وربما لهذا السبب وقعت الكوميكس الفرنسية في خطأ جسيم عندما عالجت علاقات الشخصيات، لكن هذه النهاية ليست إلا نهاية مرة كالعلقم ليس في فم هيكارو فقط، بل في فهم كوجي أيضًا الذي حرم من حبيبته سياكا.
اترك تعليقًا