دكتور أمون يروي تفاصيلًا خاصة – الجزء الخامس

دكتور أمون يروي تفاصيلًا خاصة – الجزء الخامس

عشت أشهرًا مرة، كانت الحرب تشتعل على نحو متكرر، قاربت الحرب بيني وبين #دايسكي بأكثر مما فعل السلام، رأيته ذات ليلة وحده في شرفة المركز، كان جامدًا بتأمل القمر المتشح باللون الأحمر، حين شعر بقدومي صارحني بما في نفسه: “القمر الأحمر ثانية! أكره التفكير بأن وجودي على الأرض يدفعهم لإثارة كل هذه المشاكل”، مزق دايسكي قلبي بكلامه، ابني الذي وهبه لي القدر يشعر بالذنب ويكره وجوده، يعتقد أنه السبب وأنه شر على الأرض ومن فيها! حاولت طمأنته، قلت له أن به أو بدونه كانوا سيحاربوننا، تشبثت به ليحمي الأرض، هو أملنا الآن، قلت له: “كارثة نجم #فليد يجب ألا تتكرر” كنت أعني بكلامي معنى أعمق وأنا على يقين أنه يفهمني: هذه الأرض وطنك يا دايسكي، وطنك الذي يحتاج إليك، احمه يا دايسكي، اشبع حبك وشوقك لفليد فيه، الأرض بحاجة لك يا بني! أنا بحاجة إليك! وأنا أعرف أنك قوي، وأنك قادر على أداء ما انتدبت إليه وما أقسمت عليه يومًا.

تواترت بعدها الأيام من سيء لأسوأ، هجمات ومعارك لا نهاية لها حتى جاء ذلك اليوم وأخبرني فيه دايسكي مستبشرًا أنه أصبح بإمكانه العيش بحرية، سألته عن السبب فأخبرني بأنه اضطر اليوم للبوح بسره لهيكارو، كانت مستاءة منه ومن غيابه وقد طلبت منه تفسيرًا فصمت، لهذا زاد غضبها منه فلحق بها، تجادلا مرارًا حتى حدث أن شدت لجام حصانها بعصبية وألقاها الحصان من على ظهره لتسقط من عالٍ، قفز دايسكي لنجدتها وقد واجهها بهيئة #دوق_فليد لينهي هذا الجدل، تفهمت الفتاة موقفه بعد عدة محاولات وانتهى النزاع بسلام وحب، سعدت لسعادته كثيرًا، كنت أدرك أن هذا اليوم سيأتي، كان وجود صديقة بجانب ابني يشعرني بالطمأنينة، هو بحاجة للحب وأنا أعرف أن بداخله الكثير من الحب لكن الخوف والحزن يأسرانه.
انضم دايسكي لفريق العاملين بالمركز وطالت ساعات النهار التي نقضيها معًا، في أحد الأيام رصدنا انفجارًا ضخمًا في الغابة العذراء، ثم عاد دايسكي بفتاة عرفنا إليها – #كوجي وأنا- كانت صديقة طفولته، ولاحظت من معاملة لها أنه مبتهج لقدومها، كانت تدعى #نايدا، أبقيتها في المركز وقد لاحظت تبدل مزاج دايسكي على نحو حاد ليلة وصولها، لكن ما لبث أن استعاد مرحه لاحقًا، لكن بعد فترة قصيرة استيقظت في منتصف الليل على صوت انفجار شديد، كان مصدره قاعدة #جريندايزر، عند وصولي رأيت دايسكي ملقً على الأرض ونايدا تندفع نحوي بشراسة فأطلقت عليها من مسدس الصدمة الذي أحمله في الطوارئ، فقدت الفتاة وعيها وحملنا الاثنين للمركز الطبي.
كان دايسكي مصابًا بجرح في رأسه والفتاة قد زرع جسم معدني صغير برأسها، قررنا انتزاع ذلك الشيء من رأس الفتاة علها تعود لطبيعتها وبدأنا نستعد للعملية، في تلك الأثناء استعاد دايسكي وعيه لكنه كان في حالة نفسية سيئة، كان يصرخ بألم، عيناه يطل منهما الذهول والرعب، وكان يردد كلمة واحدة: “خائن”، جال بخاطري أن وجود #هيكارو قد يدعم دايسكي ويخفف من معاناته فاتصلت بها أطلب حضورها ولم تتردد لحظة في ذلك، لكن الوضع ازداد سوءًا، أفاقت نايدا وهي لا تذكر شيئًا عما حدث، طلبت رؤية دايسكي فصحبتها هيكارو إليه، وما لبث المركز أن تعرض للهجوم وغادرت نايدا وثار كوجي على دايسكي فلم يكن أمامي خيار سوى استخدام الصدمات الكهربائية في محاولة أخيرة لمساعدة دايسكي، وقد نجحت الفكرة والحمد لله، لكن نايدا قد نسفت نفسها للأسف أمام عيني دايسكي، واحتاج هو لفترة للتعافي من كل هذا، كانت تلك الفترة مؤلمة لنا جميعًا لكنها مرت أخيرًا.
بدأت في تلك الفترة بالتخطيط لمشروع تنمية الفضاء، وكان من المفترض أن يذهب كوجي وهياشي لتركيب محطة التجارب الأولى في الفضاء الخارجي لكنهما تعرضا لهجوم من فيجا، وفقد كوحي في الفضاء وتعطل نظام الإعاشة في زيه الفضائي، أصر دايسكي على نجدته وكنت قلقًا عليه خاصة مع محاصرة صحون #فيجا للمركز، تمكن دايسكي من إنقاذ كوجي ولكن خسائرنا كانت كثيرة: لقد أصيبت هيكارو وكانت على شفا الموت، تدمرت المزرعة وكذلك بوابات جريندايزر السرية، خرج كوجي لإحضار الدم لهيكارو التي كانت بحاجة لدم من فصيلة o التي لم يكن يملكها أحد منا سوى دانبي الذي رفض الطبيب الاعتماد عليه لكبر سنه، عاد كوجي وقد تعرض لهجوم، عاد مصابًا وقد تحطمت التيفو، وفي ذلك الوقت استطاع دايسكي العودة إلينا، أخبرني أن جريندايزر قد تعطل وأنه خبأه في كهف كبير، حين علم بحاجة هيكارو للدم لم يتوان عن تقديم دمه لها، يومها رفضت فكرة دايسكي قلت له: “ولكنك غريب عنا، لا يجوز”، عاتبني دايسكي على ردي عتابًا طويلًا بعد ذلك اليوم، لكنه رد علي وقتها بحزم، أخبرني أنه ليس غريبًا عن الفتاة وأنه لن يؤذيها، طلب مني الاعتماد عليه، نظرته العاتبة علي جعلتني أتراجع وكان هو محقًا، قبل جسد هيكارو دمه ونجت الفتاة، نجت وأنقذتنا يومها من موت محقق، فقد احتل رجال فيجا مركز الأبحاث، احتجزنا – كوجي وأنا- وخضعت للتعذيب للبوح بمكان دوق فليد حتى تدخلت هيكارو وأخرجت رجال فيجا من المركز، فقدت وعيي وقتها من الإجهاد والألم لأفيق على حقيقة جديدة: لقد حاربت الفتاة بجانب دايسكي لتحريرنا وتدمير بلاكي!
تلا تلك الأحداث حدث لا يمكنني نسيانه، لقد بكيت، نعم بكيت، ليس من عادتي أن أبكي، لكن حين عرفت أن ابني ينتظر الموت وأنا عاجز عن إنقاذه بكيت، سقط دايسكي على ركبتيه أمامي وهو يهم للخروج لملاقاة وحش فيجا، سقط على وجهه متألمًا، وقتها نسيت الحرب، نسيت وحش فيجا وذكرت ابني، وجدتني ألتقطه من على الأرض وأنا اسأل بلهفة أب عما أصابه، شعرت يومها بأني أب فعلًا! حملته على ذراعي لفحصه، وجدته مصابًا بندبة على ذراعه ملوثة بالإشعاع، عرفت أن ندبة كهذه لا يمكن علاجها، تأزم كوجي وانهارت هيكارو على صدر دايسكي باكية ووقفت أنا أصارع ألمي وأعتصر عقلي لأجد حلًا، أخيرًا قررت استخدام جهاز خاص لتخفيف آلام دايسكي الذي بلغ به الألم أن فقد وعيه، مسكين يا بني!
ساعد الجهاز على تخفيف آلام دايسكي وأفاق بعدها ليخبرنا بأن هذا الجرح كان في اليوم الأخير له على نجم فليد، لم يمهلنا دايسكي الوقت واندفع مغادرًا لمواجهة وحش فيجا، لكن فور عودته استسلم لي، كان الألم قد عاوده فكررت استخدامي للجهاز إياه، صارحته بوضعه وبأن هذا الجرح يمتد للصدر وأنه لا علاج له، تجلد دايسكي وأجابني: “لكن عندي وقت حتى ذلك الحين، سأقوم بواجباتي حتى الرمق الأخير يا أبي”، آه يا بني! سالت دموعي يومها ولم أتمكن من كبحها، بكيت عليك كما لم أبك على أحد قبلك، بكيت من أعماق قلبي، دايسكي أنت ابني ولا أريد أن أفقدك!


اشترك في موقع هيكارو ماكيبا – 牧葉 ひかる وكن أول من يقرأ جديد المقالات

Subscribe to get the latest posts sent to your email.

اترك تعليقًا

روايات جريندايزرية - اقرأ وحمل مجانًا

هيكارو ماكيبا

موضوع هذه المدونة هو الأنمي الياباني الشهير UFO Robot Grendizer والذي أنتج بين عام 1975 و 1977 ودبلج للعربية في مطلع الثمانينات باسم “مغامرات الفضاء جريندايزر” ، كما دبلج لغيرها من اللغات مثل الفرنسية والإيطالية والإنجليزية.

Translate »