الحلقة الأولى – الزائر الغريب
حدث اليوم شيء غير متوقع، عادة يقضي أبي ساعات النهار أعلى برج المراقبة الذي أصر على بنائه بجوار بيتنا في مزرعة البتول الأبيض، وبينما نحن نقضي نهارنا منهمكين في العمل، كان هو يصعد لأعلى البرج ويعكف على منظاره البسيط بانتظار ظهور صحن طائر، أبي يحلم بصداقة رجال الفضاء ويعتقد اعتقادًا جازمًا أنه سيتمكن يومًا ما من تكوين علاقة صداقة قوية مع أحدهم، إنه يقضي النهار بطوله يترقبهم وينادي عليهم كأن صوته سيصل إليهم، يقول أبي أنه رئيس جمعية تود صداقة رجال الفضاء، يبدو هذا الأمر مضحكًا! فأنا لا أعتقد بوجود الفضائيين، سمعت أن هناك من يرى صحونًا طائرة من قبل، لكن دكتور أمون لم يتحدث عن ذلك مطلقًا، أنا أثق كثيرًا بما يقوله دكتور أمون وأقدره، لهذا لم أشارك أبي اعتقاده بوجود رجال من الفضاء.
على كلٍ، اليوم بينما أبي ينظر من خلال منظاره كالعادة أخذ يهتف بوجود يوفو حقيقي، كان منفعلًا جدًا، نزل من أعلى البرج بعد أن أخبرنا بأن الصحن الطائر قد حط بالقرب من المزرعة، شعرت بتوتر وقتها وتساءلت إن كان ما رآه أبي حقيقة أم لا؟
تبعت أبي خوفًا عليه، كما أنني كنت أود أن أعرف حقيقة ما رآه فعلًا، وصاحبنا جورو بفضول، شاهدت يوفو بالفعل بالقرب من مدخل المزرعة، صحن دائري أصفر اللون وعلى مقدمته ما يشبه السهم، لم أرَ شيئًا كهذا في حياتي من قبل، تساءلت إن كان هذا صحنًا قادمًا من الفضاء فعلًا؟ وساورتني الشكوك في الواقع، انفتحت كوة الصحن، وقفز منها شاب عشريني على ما يبدو يرتدي زيًا عسكريًا أزرق اللون، خلع خوذته وحيَّانا، فتأكدت حينها من أنه إنسان أرضي مثلنا لكن أبي لم يميز أنه شاب ياباني من سكان الأرض رغم ذلك، وظل على رأيه حتى وصل دكتور أمون وأخبرنا أن هذا الشاب يدعى كوجي كابوتو، وأنه قدم حديثًا من الغرب، وأنه سيقيم في مركز أبحاث الفضاء للدراسة، يبدو أنني كنت على حق وأنه لا يوجد فضائيون بالفعل! لقد ارتاح بالي!
الغريب أن دايسكي وكوجي كانا على عداء منذ اللحظة الأولى، لم يحب أحدهما الآخر ولم يتبادلا الأحاديث معًا، حتى على مائدة العشاء بدا أن الأمور ليست على ما يرام، رأيتهما يتبادلان نظرات حادة وغير مريحة، ولم أستطع فهم سبب هذا العداء.
في مغرب ذلك اليوم كدت أن أدهس تحت أقدام الحصان بسبب كوجي، كنا عائدين بقطيع الأبقار من المراعي، وكان أبي يركض بحصانه ويتباهى بمهارته وهو يقذف بأنشوطته ويوقف البقر الواحدة تلو الأخرى، عندها التقانا كوجي وقرر منافسة أبي، أعجب أبي بالفكرة وهذا طبيعي كما أرى، أبي متحمس ويعشق حياة الغرب ولا يمكنه نسيان أيامه فيها، لهذا طلب من دايسكي أن يحضر حصانًا لكوجي، لكن الأخير طلب من دايسكي أن يأتيه بأشرس حصان في المزرعة، تساءلت في البداية أن كان بإمكان كوجي السيطرة على الحصان فعلًا، استندت للسور أرقبه، في حين جعل كوجي يتودد للحصان ثم قفز على ظهره، ثار الحصان وألقى كوجي من على ظهره وتوتر الموقف، كرر كوجي المحاولة ولكن ولسوء حظي أنه قد فشل، لقد أسقطه الحصان من على ظهره ثانية واندفع مسرعًا نحوي، تجمدت في مكاني ولم أستطع أن أحرك ساكنًا، شعرت بخوف وفزع لم أشعر به من قبل، لم يهاجمني حصان طوال حياتي كما حدث ذلك اليوم، أنا ممتنة كثيرًا لدايسكي، لقد استطاع أن يقفز في اللحظة الأخيرة وأن يسيطر على الحصان ويقفز به من فوق رأسي، حمدًا لله فقد مر الموقف بسلام ولم أصب بسوء.. شكرًا دايسكي!
اترك تعليقًا