لا لهذا الادعاء:
“هيكارو لا تحترم والدها بدليل أنها تركته ينقل الحليب وذهبت بالحصان تسابق دايسكي”
لا زلنا في الحلقة 38 والتي يعتمد عليها الجمهور كثيرًا في تشويه هيكارو كشخصية رئيسية في جريندايزر، ونناقش في هذا المنشور هيكارو من زاوية مختلفة:
هيكارو في بداية القصة تختلف تمامًا عن هيكارو في نهايتها:
في البداية كانت هيكارو فتاة مراهقة، طالبة في الثانوية، كانت مسؤولياتها تنحصر في رعاية والدها وجورو، إدارة شؤون البيت والمزرعة، تقوم بمسؤولياتها الاجتماعية على نحو كلاسيكي، كانت أثيرة عند أبيها، يحبها، يخاف عليها بإفراط، يغار عليها، لا يرضى باقتراب أي رجل منها، وقد شمل رفضه دايسكي وكوجي وبانتا.
هيكارو في نهاية القصة:
فتاة ناضجة، تخرجت من مدرستها، أصبحت عضوًا في فريق جريندايزر، مقاتلة ذات شخصية قوية وصلبة، كما أصبحت مصدر فخر لوالدها وقدوة لجورو، أصبح لها صديق وحبيب علني أمام والدها وهو دايسكي.
والآن كيف تم هذا التحول ومتى؟
علاقة هيكارو بدايسكي:
تحول هيكارو في علاقتها مع دايسكي بدأ منذ وقت مبكر وهي تقاوم غيرة دانبي المفرطة عليها ابتداءً من الحلقة 3، وبدأ دانبي يتفهم الوضع إلى حد كبير بدء من الحلقة 22 حين رفض ذهاب هيكارو وحدها لمركز الأبحاث لزيارة كوجي المصاب وطلب مرافقة دايسكي لها، ثم حين طلب من دايسكي اللحاق بها في الحلقة 23 حين غضبت من دايسكي وذهبت وحدها للبحث عن الفرس
الهاربة، ثم في الحلقة 27 حين منح دايسكي دمه لهيكارو وهو ما غير مشاعر دانبي كثيرًا وإن لم يقضِ على غيرته واستيائه الذي تفجر في الحلقة 38، تغيرت مشاعر دانبي تمامًا في الحلقة 38 حين عرف بحقيقة دايسكي وبدأ يستوعب السبب الحقيقي الذي جعل هيكارو منجذبة إليه ورآه شخصية جديرة بالحب والاحترام، لهذا بدأ يتقبل علاقة هيكارو ودايسكي وظهر ذلك بوضوح في الحلقة 47، ومن بعدها لم نعد نرى رفضًا لهذه العلاقة من جهة دانبي مطلقًا.
تغير الدور الاجتماعي لهيكارو:
صارعت هيكارو كثيرًا لتغير من وضعها الاجتماعي وشكل مسؤولياتها، ظهر ذلك بداية بينها وبين دايسكي وبعيدًا عن دانبي، فظهرت في الحلقة 24 وهي تقاوم خوف دايسكي عليها من الحضور لمركز الأبحاث وردت عليه بقوة: “سآتي في الوقت الذي أريد، وأكره أيضًا الذين يحاولون الإفساد في الأرض، لن أصفح عنهم أبدًا يا دايسكي”، ثم قاومت خوف الطبيب عليها في الحلقة 27 وأصرت على مغادرة فراشها والبحث عن دايسكي وكوجي والآخرين، ثم قاومت خوف دكتور أمون على صحتها وأصرت على المساعدة وإخبار دايسكي بما يحدث في المركز في نفس الحلقة 27، ثم قاومت خوف دايسكي عليها وشاركت بشجاعة في خداع بلاكي في الحلقة ذاتها، ثم وقفت بشجاعة تحمي. دايسكي في الحلقة 34 في مشهد بطولي انعكست فيه الأدوار وكانت هي تقف بين دايسكي وجوس وتواجه سكين جوس بشجاعة، ثم قاومت جوس ورفعت السلاح في وجهه في نفس الحلقة، ثم وقفت تنتظر خروج جريندايزر على مدخل الطريق رقم 7 في نفس الحلقة أيضًا ولحقت به لساحة المعركة، وانتهت المعركة بموت جوس أمام دايسكي وهيكارو وهما واقفين متجاورين في ساحة الحرب، ثم قاومت تنمر كوجي في الحلقة 35 وهو يحاول الإشارة لدورها التقليدي في نقل المؤن والطعام للمركز، ثم قاومت جملة دانبي القاسية حين أخبرته بأن جورو في خطر في نفس الحلقة:”جورو وريث المزرعة في خطر”، ثم قاومت انتقاص كوجي ودكتور أمون لقدراتها وأثبتت شجاعتها وإصرارها أمام دكتور أمون في الحلقة 37، ودفعت دكتور أمون ليقول لكوجي: “سنراهن بكل شيء على هيكارو” بعد أن كان مصرًا عليها بقوله: “لا لا تقدرين” وقول كوجي: “هذا فوق استطاعتك” لكن هيكارو انتصرت فعلًا وبدأ دكتور أمون وكوجي يغيران طريقة رؤيتهما وتقديرهما لقدراتها.
في الحلقة 38 كانت هيكارو تتحدى خوف دايسكي وكان من الواضح خلافها معه بعد النهاية الرومانسية لللحقة 37 حين حملها على ذراعيه وشكرها وطلب منها أن تعده بألا تعيد ما فعلته مرة أخرى وعبر لها بوضوح عن رغبته بألا تقاتل هي تحديدًا، وظل الوضع بينها وبينه معلقًا حتى أنها لم تحدثه بعد السباق رغم خروجها بسبيزر لنجدته، ولم تكن ترد عليه في جهاز الاتصال، وتركت مركز الأبحاث مسرعة صوب المزرعة ولحق هو بها في نهاية الحلقة، وأيضًا لم تحادثه، ومن ثم شاهدنا استعراض الجمباز دون حديث مباشر بينها وبينه عدا اللقطة المميزة التي أظهرت نصف وجه دايسكي ينظر إليها وهي تقف بثبات وبينهما لجنة التحكيم في تعبير واضح على التحدي بينهما، ولم تظهر وهي تحدثه غير في المشهد الذي طلبت فيه منه أن يصحبها معه للمعركة واعترضت طريقة بشجاعة وردت عليه بجملة جعلت تعبيرات الفزع تظهر واضحة على وجه دايسكي: “مستعدة أن أضحي بحياتي، لا تهمني حياتي”, ثم وصفت دايسكي بالعنيد بعد رفضه، وظهر هو بوجه غاضب وهو يقود دراجته ويكرر: ” لا، يجب ألا تتورط هيكارو في الحرب أبدًا”.
لكن في الحلقة ذاتها رقم 39 ظهر دانبي فخورًا بهيكارو، ظهر وهو يرغب بمشاركتها في القتال، ظهر وهو يجادل دايسكي لأجلها، ظهر وهو يحاول تخطي دايسكي ويحاول تدريبها، ظهر وهو يطلب منها أن تسرع للمركز وتخبر دكتور أمون عن جنود فيجا الذين يحاولون التسلل للمركز ريثما يحاول هو إلهاءهم، ظهر في نهاية الحلقة وهو يقول: “ما كنت أسعد مني اليوم يا دكتور أمون، وأخيرًا انضمت هيكارو إلى فريق المجد”.
في نهاية تلك الحلقة ظهر دكتور أمون وهو يمتدح هيكارو ويحاول اقناع دايسكي بلطف بمدى الفائدة التي يمكن أن تعود على الجميع إن تم إشراك هيكارو، وبدا دايسكي في مأزق وهو يغمض عينيه بألم يصارع بين المنطق وبين عواطفه، ثم ظهر وهو يوافق بعصبية على طلب دكتور أمون ويتعهد بحماية حياة هيكارو ليتأكد بوضوح سبب رفضه لضمها للفريق، ثم ظهر مشهد مميز ودايسكي ينظر لهيكارو ويمد الفريق أيديهم ويضعونها فوق بعضهم البعض في إشارة للوحدة والتعاون، وكانت يد هيكارو فوق يد دايسكي مباشرة وليس فوق يد كوجي لتشير لنهاية الأزمة تمامًا.
لكن هل انتهت القصة هنا؟ لا، فقد ظهر في الحلقة 41 موقف دايسكي مع فشل هيكارو المتكرر في الالتحام، وكان يوجهها بلطف ولم يتذرع بعدم نجاحها في الالتحام، ورغم إصابته لم يوبخها، وتجدر الإشارة هنا إلى أن كوجي تدرب على الالتحام من قبل لست ساعات كاملة دون أن يحرز نجاحًا، فهذه الحلقة لم تكن ضد هيكارو وقدراتها، أيضًا رأينا موقف دانبي في نفس الحلقة وهو يهتف: “قومي بالعملية كلها على شرف عائلة ماكيبا” هيكارو في تلك اللحظة كانت مفخرة عائلتها، وأيضًا شاهدنا دانبي يجادل دكتور أمون ليسمح لهيكارو بالخروج بالسلاح الملاحي لنجدة دايسكي وكوجي حتى قبل اجراء اختبار الطيران وهو يقول: “هل تريد الحاق العار بالعائلة؟” إذن موقف دانبي تغير تمامًا في تلك الحلقة.
جورو كذلك شعر بتفوق هيكارو منذ الحلقة 37 حين رآها تقود سبيزر وعرف بحقيقة دايسكي، وحاول الدفاع عنها وعن دايسكي في الحلقة 38 أمام دانبي، وكان واقفًا ينظر من شق الباب ويتألم لعتاب وتوبيخ دانبي لهيكارو، وتدخل بحدة وكاد أن يفشي بسر دايسكي وأوقفته هيكارو حفاظًا على سر دايسكي، ثم رافقها لمركز الأبحاث وحاول تقليد سلوكها حين خرجت بسبيزر، وحاول رغم صغر سنه امتطاء الحصان واللحاق بها وهو ما أدهش دانبي، جورو لم يقلد دايسكي أو كوجي وإنما هيكارو التي كانت قدوته ومعلمته لشدة حبه لها وتعلقه بها، وعندما كانت هيكارو تتدرب كان يراقبها ويشجعها.
بعد انضمام هيكارو للفريق رأينا المزيد من الاطراءات حول شخصيتها، كوجي علق على قوة ملاحضتها في الحلقة 48، وعبر عن إعجابه بشخصيتها في الحلقة 47: “أحب نوعك من الفتيات يا هيكارو”, كما أن مشاعر حب كوجي وغيرته من دايسكي لم تظهر جلية إلا بعد انضمام هيكارو للفريق، فقد بدا أن لدايسكي صديقة مميزة واستاء كوجي من ميلها لدايسكي ورفضها له خاصة في الحلقة 46.
هيكارو كانت شخصية ثورية تفوقت على نفسها وباتت فخرًا لأسرتها وليس العكس، وهي عبرت عن هذا بجملتها: “آسفة يا أبي عندي عمل مهم”, ونجحت هيكارو فعلًا وبات دورها أكثر أهمية من مجرد نقل الحليب!
اترك تعليقًا